تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كلهم أولادك .. فهل تعدلين؟

مجتمع
الخميس 19-2-2009م
هند دمر حمودي

كم من مرة سمعنا اماً تستفيض بالحديث عن أحد أولادها معددة خصاله الحميدة وافعاله النبيلة متناسية أولادها الآخرين....

تتكلم وتتكلم وكأنها انجبت ولداً واحداً فقط فيا ترى هل تميز الأم لا شعورياً بين أولادها؟..وهل باستطاعتها المساواة في معاملتهم وحبهم ورعايتهم؟ ...وما رأي علم النفس بالموضوع؟ ...وما هي الحلول المطروحة؟‏

سلمى ابراهيم ام لطفلتين تقول : لدي ابنتان صغيرتان وعندما نكون سوياً في السيارة اجدني أحدث ابنتي الكبرى دائماً مهملة الصغرى دون قصد....ولم ألحظ ذلك إلا بعد أن لفت زوجي النظر في معاملتي والتفرقة بين الاثنتين، حتى إنني عندما تقوم الفتاتان بخطأ ما أعنف الصغرى وألفت نظر الكبرى ببعض الكلمات البسيطة ولا أدري لماذا أفرق بينهما، لعله بريق أراه في عيني ابنتي الكبرى يجعلني لا أقوى إلا على معاملتها بطريقة مختلفة....‏

وتقول مها حضر لدى ابن في المرحلة الابتدائية «بطيء التعلم » وتلك الصفة هي مشكلة حقيقية بالنسبة لي ، لذا أكرس كل وقتي من أجل تعليمه واستذكار دروسه وتدريبه على الحياة الاجتماعية وكانت الأمور تسير بشكيل طبيعي من وجهة نظري حتى جاءني ابني الأكبر وهو في المرحلة الإعدادية واتهمني بعدم المساواة وبأنني لاأعدل في اهتمامي به وبأخيه الأصغر، والحقيقة كانت صدمة كبيرة لي إذا كنت أتصور أنه يدرك سبب هذا الاهتمام ويقدره‏

التمييز يشعل الغيرة‏

أما فهد إسبر وهو طالب في المرحلة الاعدادية يشعر دائماً باهتمام والدته وتحيزها لأخيه الأصغر منه سناً ما أشعل نار الغيرة في قلبه رغم أن اخاه ليس بأفضل منه بل على العكس فهو يتفوق على اخيه بأمور كثيرة سواء في المدرسة أو الحياة الاجتماعية فيقول :امي تهتم بأخي الأصغر كثيراً ولا تعيرني أي اهتمام رغم انه لا يصغرني إلا بعام واحد...دائماً انتباهها الكامل له وحده ماذا فعل وماذا يريد تنحاز لجانبه في كل الأمور فإن أخطأنا سوياً توبخني أنا ولا تتوجه إليه بأي لوم ... كل شيء جديد له ...طلباته دائماً مجابة حتى لو كان الوقت متأخراً...ويضيف فهد دائماً اسأل نفسي ما هو سر اهتمامها به؟ ...ولما لا تعاملني بنفس الطريقة رغم انني احاول دائماً عدم القيام بأعمال تزعجها....‏

رأي علم النفس‏

يرى اختصاصي علم النفس ثائر محفوض أن عدم المساواة في المعاملة بين الأبناء واهتمام الأم بابن دون آخر من شأنه زراعة الغيرة والحقد في نفس الابن المهمل وتتحول عندها طباعه فتتسم بالشذوذ والغرابة والميل إلى الانتقام من افراد المجتمع المحيطين به...كذلك فإن المبالغة في مدح أحد الأبناء دون الآخرين من .،شأنها ايضاً زرع روح الحقد وقد تؤدي إصابة الأبناء المهملين بالأمراض النفسية لذلك لابد من معاملة الأبناء بقدر واحد من المساواة والمقصود بالمساواة هو اعطاء الوالدين لأبنائهما بالتساوي عطاء مادياً ومعنوياً خاصة في الرعاية أوحتى في الحب ويضيف إن ايجاد الحلول لهذه المساواة يتلخص في ثلاث نقاط‏

النقطة الأولى تقدير كل ابن والاهتمام به حسب اهتماماته على حده وجعله يشعر بأنه الرقم واحد في حياتنا أما النقطة الثانية فتتلخص بأن هذا التقدير لا يأتي إلا اذا اعترفنا بأننا نحمل بعض مشاعر التفضيل تجاه أحد الأبناء أما الثالثة فتفضي بالبعد عن الشعور بالذنب لمشاعر التفضيل التي نكنها لأنها مشاعر طبيعية والأهم من الشعور بالذنب هو عدم ايصالها للأبناء بصورة تجرح مشاعرهم وتؤثر على مستقبل علاقتنا بهم لذلك من اجل التخلص من الشعور بالذنب ومن أجل المساواة العملية بين الابناء يجب أن نتقن المهارات السابقة‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية