لذلك جاءت فكرة إصدار صحيفة دورية ترصد الحركة الثقافية بجوانبها كافة، وتتبنى تفعيل الحراك الثقافي والنهوض بالحالة إلى مستوى أرقى، وكان عنوان (شرفات الشام) موحياً ومعبراً عن إطلالة هذه الصحيفة على ثقافة شامية أصيلة، ومنفتحة على آفاق رحبة، ولكي يكتمل المشهد، كانت الوزارة حريصة أشد الحرص على اختيار فريق العمل القائم على إصدار تلك الصحيفة بدءاً من رئيس تحريرها المشهود له بالحضور الفاعل في عالم الصحافة والأدب، وصاحب التجربة الغنية بالصحافة الثقافية، ومروراً بأعضاء هيئة التحرير الذين تم انتقاؤهم بعناية ليكونوا على قدر المسؤولية ،ولتتميز (شرفات الشام) عن مثيلاتها في الساحة الإعلامية من خلال المتابعة وحسن الإدارة لأعضاء هيئة التحرير أصحاب الأسماء الغنية عن التعريف، والتي جعلت من الصحيفة إضافة حقيقية، ومنجزاً مهماً يضاف إلى منجزات وزارة الثقافة.
ومن خلال مطالعة (شرفات الشام) نقف بذهول أمام هذا الغنى، وثراء المضمون، وكأنه در منثور عبر صفحات ملونة وهنا يشكل انطباعاً خاصاً للاهتمام والحرص والعناية .
وإذا صادفنا بعض المواد المنقولة من كتب تم نشرها مسبقاً، فما ذلك سوى دليل على أهمية المادة المنشورة، سواء أكانت مادة مترجمة عن أبحاث في الميثولوجيا الغربية، أم بحثاً نقدياً عربي الكتابة ، وهو دليل آخر على ضرورة اطلاع القارئ على هكذا مواد.
أما إذا فاجأنا أحد الأسماء بنشر ثلاث أو أربع مواد في عدد واحد، فما ذلك إلا تأكيد على أهمية الكاتب من حيث كونه حاملاً لثقافة لا غنى عنها، ولتجربة كرسته اسماً هاماً في الساحة الثقافية، وهو بنشره تلك المواد يثري (شرفات الشام) بمعرفته العميقة، واطلاعه الواسع، وثقافته العالمية، ومدى أهمية كل ذلك في إصدار عدد متميز من صحيفة متميزة.
ولا نملك نحن المهتمين بالحركة الثقافية إلا أن نقف باندهاش أمام هذا الجهد المبذول من قبل عدة أشخاص حملوا على عاتقهم مهمة إصدار صحيفة متميزة بأكثر من ستين صفحة، مخترقين بذلك عرفاً صحفياً مؤداه أن إصدار صحيفة بهذا الحجم من الصفحات يحتاج إلى عدد من الكتاب أكبر بكثير مما هو في (شرفات الشام) التي تنكشف بكل رونقها ودفئها على المحافظات الأخرى بكتَّابها ومبدعيها من المحبين والغيورين،والأكثر حرصاً على حركة ثقافية فاعلة تحافظ على هوية أمة خذلها أهلها، ولأن رئيس تحرير (شرفات الشام) يدرك ذلك الخذلان ،أصر على ألا يكون من أهلها المتخاذلين ،وإنما من أهلها الأوفياء،لذلك فتح بإصرار شباكاً من إدلب وأطل من خلاله على شرفات الشام، وراح يبدع.