وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل إعادة تفعيلها في مختلف المجالات بما يتناسب وتطلعات الشعبين الشقيقين والعلاقات التاريخية بينهما، وكذلك بما يضمن التنسيق المستمر لمواجهة الضغوط والتحديات المتشابهة التي تستهدفهما وفي مقدمتها العدوان التركي السافر على سيادة كلا البلدين واستقلالهما والتدخلات الخارجية في شؤونهما الداخلية.
وأكد وزير الخارجية والمغتربين على الأهمية الكبيرة التي توليها سورية لعلاقاتها مع الأشقاء في ليبيا، وذلك لما لهذه العلاقة من مكانة خاصة في نفوس السوريين، مشدداً على أن الظروف والتحديات التي تواجه البلدين تثبت اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن هذه العلاقات يجب أن تكون في أفضل حالاتها لمواجهة الأطماع الخارجية والتي يبرز في مقدمتها في الوقت الحالي العدوان التركي على كلا البلدين الشقيقين، وما يشكله ذلك من خطر على سيادتهما وكذلك على الأمن القومي العربي.
وعرض الوزير المعلم التطورات الميدانية في مجال مكافحة الإرهاب المدعوم من جهات خارجية، يأتي في مقدمتها النظام التركي، مشدداً على أن سورية ستستمر بمكافحة هذا الإرهاب حتى عودة الأمن والأمان لكافة أراضيها وخروج القوات الأجنبية المحتلة وغير الشرعية التي تخرق السيادة السورية وتنهب ثروات الشعب السوري وتفرض سياسات تهدد سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها، مؤكداً أهمية التنسيق بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب لما يشكله ذلك من مصلحة وطنية وقومية لكليهما.
بدوره نقل الوفد الليبي للوزير المعلم سعادة الشعب الليبي بالتقدم الذي تحققه سورية في حربها على الإرهاب ومواجهة المجموعات الإرهابية المدعومة من تركيا وغيرها، مشيداً بالانتصارات التي تحققت والأمن والأمان الذي بات منتشراً في معظم الأراضي السورية بفضل صمود وقوة الشعب والجيش والقيادة في سورية.
كما عرض الوفد الليبي لتطورات الأوضاع في ليبيا وبشكل خاص الأطماع التركية هناك وإرسال تركيا للآلاف من المرتزقة إلى ليبيا، ومحاولات النيل من وحدتها وسلامتها وانتهاك سيادتها من قبل تركيا وغيرها من الدول الطامعة بها وبثروات شعبها، مؤكداً إصرار الليبيين على مواجهة هذه التدخلات والأطماع حتى عودة الأوضاع لطبيعتها واستعادة الأمن والرفاه الذي يطمح له الشعب الليبي.
وعقب اللقاء جرى التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارة الخارجية والمغتربين السورية ووزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية بشأن إعادة افتتاح مقرات البعثات الدبلوماسية والقنصلية وتنسيق مواقف البلدين في المحافل الدولية والإقليمية وعلى وجه الخصوص في مواجهة التدخل والعدوان التركي على البلدين، وفضح سياساته التوسعية والاستعمارية، بالإضافة إلى العمل على تعزيز التعاون في كل المجالات.
حضر اللقاء الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين وميلاد عطية مدير إدارة الوطن العربي ومحمد العمراني مدير إدارة المكتب الخاص في وزارة الخارجية والمغتربين.
وفي تصريح للصحفيين عقب اللقاء أكد الوزير المعلم أن المحادثات بين الجانبين كانت مثمرة وتهدف إلى التنسيق من أجل مواجهة التحديات التي يواجهها البلدان من إرهاب ومرتزقة وعدوان تركي، وتعكس تصميم الشعبين على تحرير البلدين من كل هؤلاء، لافتاً إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية في كل من دمشق وبنغازي مؤقتاً، على أن يتم فتح السفارة السورية في طرابلس قريباً.
من جانبه بين وزير الخارجية الليبي أهمية إعادة استئناف العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين البلدين والحكومتين والشعبين الشقيقين اللذين يواجهان تحديات مشتركة من إرهاب ومرتزقة وميليشيات وخارجين عن القانون، وتحديات العدوان والعنجهية التركية، لافتاً إلى أن مذكرة التفاهم التي وقعت بين الجانبين تضم 46 اتفاقية تعاون مشترك بين البلدين ستتفعل مباشرة، حيث ستتسلم وزارة الخارجية مقر سفارتها بدمشق وستشهد العلاقات نقلة نوعية في كافة المجالات.