تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العــــدوانية والتنـــمر عنـــد الأطفــــال ســــلوك عــلاجـــــه بالحـــــوار والتربيــــة

مجتمع
الاثنين2-3-2020
أيمن الحرفي

الأطفال يولدون أصفياء أنقياء على الفطرة لا يعرفون الأذى والعدوانية والتنمر.. لكنهم في الحياة والمحيط والمدرسة يتعرضون لتجارب ومواقف يصبحون بعدها عدوانيين.. ما لم نتخذ الإجراءات التي تمنع الوصول إلى هذه الحالة..

‏‏‏‏

عرف علماء النفس والتربية التنمر والعدوانية أنه سلوك عدواني متكرر يمارسه الطفل في المدرسة تجاه طالب آخر يقصد به إلحاق الضرر والإساءة والأذى للآخرين جسدياً ونفسياً.‏‏‏

وفي حياتنا العامة نرى مشاهد ونماذج وسلوكيات سلبية عدة فقد تشاهد على سبيل المثال لا الحصر طفلاً يتشاجر مع رفيقه، هذا لا يعني بالضرورة أن الطفل عدواني أو متنمر ولا يعني أنه سيبقى طوال حياته على هذه الحال فالغضب والعداء هما صفتان موجودتان عند جميع الناس ولكن الطفل هنا افتقد الوسيلة للتحكم الذاتي في عواطفه ومشاعره ولا يدري كيف يأتي بوسيلة أخرى فتراه يعبر عن مشاعره بهذه الدوافع العدائية، فنرى هذا القدر المعين من القسوة عند الطفل مرادفاً لعملية النمو..‏‏‏

قد يكون هذا العنف وهذه القسوة عابران والدليل أنك تراهم بعد وقت قصير قد تصالحوا وعادوا أصدقاء.. ولكن متى يكون هذا التصرف خطيراً؟ عندما يكون من طبع الطفل الانعدام بالإحساس تجاه مشاعر غيره من الأطفال أو إذا كان سُرَّ بإيذاء غيره على الدوام ويمنعه من التمتع بحياته فإن ذلك قد يكون إشارة إلى مشكلات عنيفة في السلوك وقد يكون مصاباً بمرض عقلي.‏‏‏

ولنعود إلى أطفالنا كيف نعرف أنهم يعانون من التنمر.. يشير علماء النفس إلى أن هناك علامات وإشارات تدل على ذلك منها ضعف الشهية والتظاهر بالمرض وحب العزلة وتجنب التجمعات العائلية وتدني التحصيل الدراسي وتكرار الغياب عن المدرسة وآثار ضرب على جسد الطفل.. يتساءل الأهل ما الذي أدى إلى وصول طفلي إلى هذه الحالة ناسين أنهم كانوا بعيدين عن أبنائهم وغابت في الأسرة التوجيهات السلوكية ما أدى بهم إلى تقليد نماذج لأشخاص عدوانيين موجودين في بيئة الطفل لعدم إحساسهم بالدفء العائلي وعدم شعورهم بالاطمئنان والأمان والاستقرار العاطفي الذي تمنحه الأسرة، وتوجه الطفل إلى تقليد العنف الذي يشاهده في الألعاب الإلكترونية والأفلام ولجوء بعض الأسر إلى تعزيز روح الانتقام عند أولادهم ورفع شعار (العين بالعين).. حيث يمارس الطفل أشكالاً للتنمر منها شد الملابس أو الشعر والضرب واللكم والركل وإطلاق أسماء مثيرة للضحك والسخرية ومحاولة التحرش بالطفل الآخر وتخريب أغراضه.. فيتم تبويبه ما بين التنمر اللفظي والتنمر الاجتماعي والتنمر الجسدي ولكن هل انعدمت الحلول لذلك؟.‏‏‏

يجيب الباحث الاجتماعي والتربوي عبد العزيز الخضراء: (عندما تكون الأسرة متماسكة يحيطها جو من الألفة والاستقرار والأمان العاطفي عندها لن يصل أطفالنا إلى هذه الحالة فهم متسلحون بالأفكار والشجاعة وإبداء الرأي والمشاورة والمشاركة في قرارات الأسرة.. ولكن إذا وقع أطفالنا في هذه الحالة فإن الحل يكون بتعزيز خطاب التسامح والمحبة ونبذ التنمر والعدوانية والعنف وحل المشكلة من خلال متخصصين نفسيين واجتماعيين في المدارس وتفعيل دور الأسرة بالمناصحة، والعقاب هو الحل الأخير. وحث الطفل على إخبار الأهل أو المدرسين بوجود زميل يضايقه، وحثه على تفادي الأماكن التي يوجد فيها الطفل العدواني وحثه على مساندة أصدقائه الذين يتعرضون للتنمر ونصحه بعدم إظهار مشاعره أمام زميله الذي يضايقه وحثه على عدم تقليد الطفل المتنمر وتشجيعه على البحث عن الأصدقاء الجيدين).‏‏‏

وبين الخضراء أن هناك ظاهرة يعرفها الآباء والأمهات وهي أن الفتاة إذا عادت فتاة أخرى فإنهما يتبادلان الكراهية. ويسأل الأهل عن القصاص أو العقوبة العادلة والملائمة، يجيب الخبراء أن إذكاء لغة المناقشة والحوار يمكن أن ترسخ تقويماً رادعاً عند بعض الأطفال. وينبه أحدهم إلى نقطة مهمة جداً وهي أن الأطفال يحسنون تقليد والديهم بل إنهم يلجؤون إلى ذلك ويفعلون ما يحدث بالبيت متخذين آباءهم وأمهاتهم نماذج للسلوك فلا تكونوا منعكساً سلبياً لهم.‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية