وها أنذا اليوم أعود فأراني وأنا أراقب الأحداث العالمية والعربية والمحلية كمن يضع عوداً في عش للدبابير تنقض عليه بإبرها تخزه وتنفث سمها في جفنيه ومنخريه وأذنيه وقذاليه وأخدعيه... فأركب الحائط أحسبه حصاني, وأشد عليه بقدمي حتى تسيل منهما الدماء كما فعل الزير.
ونرى إلى هذا الدفق من الحبر الأسود ومن الكلام المتدفق فيعترضنا أبو تمام قائلاً:
بيض الصفائح لا سود الصحائف في متونهن جلاء الشك والريب
بيد أن صفائحنا صدئة مثلمة عاجزة أن تكون سكاكين لتقطيع البصل في المطابخ.
أنيئس ونحن نتوارث دماً يكمن في جيناتنا يسري فيه الذل والقهر?!!!! أم نصبر كما صبر جدنا النبي أيوب الذي عاش محمولاً في ( قفة ) أربعين عاماً ?
أنتفاءل وقد تواضعنا على أن الضحك والفرح نذر شر?!! أم نتشاءل على طريقة إميل حبيبي كأن يأتي واحدنا إلى داره وقد بترت ساقه فتقول له أمه: ( الحمد لله ما زالت لك ساق أخرى ),
ولقد غدونا الآن نرى التشاؤل قمة الأمل بمحض إرادتنا!!
بعد نكسة 1967 قال عبد الناصر في إحدى خطبه: (استطلعنا ما حل بالدول التي طحنتها المعارك إبان الحرب العالمية الثانية فتبين لنا أن وسائلهم الإعلامية لم تتوقف عن تقديم البرامج الترفيهية: الغنائية والفنية..).
وفي العام 1991 زرت لوس أنجلوس - الولايات المتحدة الأميركية - أنا وأحد الزملاء ترافقنا زوجتانا فأقام لنا المغتربون السوريون - ومعظمهم من أهالي فيروزة - حفلاً ساهراً جعل الشعر ينتصب في رؤوسنا, وهزتنا قشعريرة ونحن نستمع إلى الأغاني والأهازيج عن سورية وربوع سورية تتجلى في خفقات القلوب وبسمات الشفاه ولآلىء العيون, وفي وجداناتنا ووجدانات أولئك البعيدين عن ديارهم, فنتماهى فيهم وفي رقصاتهم ودبكاتهم وكأننا سكارى وما نحن بسكارى.
أما بشارة ذلكم المعلم المتقاعد الذي عمل في فيروزة وجوارها أربعين عاماً, وساهم في نهضتها العلمية والثقافية, فقد اغترب لينضم إلى أولاده وقد تفرغ بشارة لنظم الشعر يتغنى فيه بالحنين إلى الوطن, ويشيد بالرئيس الراحل حافظ الأسد, فيتلقف شعره الذي ينبض بالأمل والتفاؤل والحب المطلق أولئك المغتربون.
فيروزة تلك القرية التي تتجلى ببيوتها الأنيقة على بعد أربعة كيلو مترات شرقي حمص (على طريق تدمر) يبلغ عدد سكانها المقيمين ثمانية آلاف, والمغتربين ألفين... هاجروا إلى الولايات المتحدة عمالاً عاديين ثم أصبحوا الآن يملكون ما يزيد على 800 منشأة تجارية في كاليفورنيا وفلوريدا.
وأهل فيروزة (مقيمين ومغتربين) ينظمون كل عام حفلاًً فنياً خيرياً يخصصون ريعه مع تبرعات المقتدرين - لرعاية الفقراء وذوي الحاجات, وللمساهمة في رفع سوية التعليم, ولإنشاء مرافق للقرية: كالنادي الاجتماعي والنادي الرياضي وتعبيد الطرقات, وتأمين مياه الشرب... ويكرمون من يساهمون في السهر على المصلحة العامة من أبناء القرية والمحافظة, كما يكرمون عدداً من الفنانين السوريين المتميزين الذين لهم إسهامات محلية وعربية, وقد كرموا هذا العام الفنانين: أسعد فضة وسلاف فواخرجي, والقائمين على برنامج المغتربين في التلفزيون: المذيعة رائدة وقاف والمخرجة منال صالحية.
دعيت إلى الحفل وقضينا سهرة من العمر تؤكد أن الإنسان أقوى من الحديد والنار والقنابل الذرية, وأن الوطن وسع العالم كله.
تعليقات الزوار |
|
Aswan  |  aswan.hamoud@ibelgique.com | 07/08/2005 13:24 |
Oustaz abdalnabi
min balgika oursil laka tahyati oi ihtirami ana ibnet youssef almahmoud oi atazakarouka b ialkhayr ana asifa mafi indi birnamej arabi maa zalik ahbabtou an aktouba laka kalima lini asbhtou alan mourtariba oina kalaada ouhib kitabatik oi akraouha daouma. ila alikaa; |
|
خالد نعنوس |  info@al-jandool-sy.com | 20/11/2006 16:48 |
أحب الصالحين ولست منهم كما قال الامام الشافعي رضي الله عنه
أحب الشعر ولكن ليس لدي وقت فراغ للكتابة وأحب شعر الشافعي رضي الله عنه كثيرا
وكتبت في شعره:
|
|
خالد نعنوس |  info@al-jandool-sy.com | 20/11/2006 16:49 |
منذ مايزيد على سبعة عشر عاماً توقفت عن الكتابة للصحافة لأنني وجدت نفسي يومها غير قادر على حمل بطيختين بيد واحدة,
وها أنذا اليوم أعود فأراني وأنا أراقب الأحداث العالمية والعربية والمحلية كمن يضع عوداً في عش للدبابير تنقض عليه بإبرها تخزه وتنفث سمها في جفنيه ومنخريه وأذنيه وقذاليه وأخدعيه... فأركب الحائط أحسبه حصاني, وأشد عليه بقدمي حتى تسيل منهما الدماء كما فعل الزير.
ونرى إلى هذا الدفق من الحبر الأسود ومن الكلام المتدفق فيعترضنا أبو تمام قائلاً:
بيض الصفائح لا سود الصحائف في متونهن جلاء الشك والريب
بيد أن صفائحنا صدئة مثلمة عاجزة أن تكون سكاكين لتقطيع البصل في المطابخ.
أنيئس ونحن نتوارث دماً يكمن في جيناتنا يسري فيه الذل والقهر?!!!! أم نصبر كما صبر جدنا النبي أيوب الذي عاش محمولاً في ( قفة ) أربعين عاماً ?
أنتفاءل وقد تواضعنا على أن الضحك والفرح نذر شر?!! أم نتشاءل على طريقة إميل حبيبي كأن يأتي واحدنا إلى داره وقد بترت ساقه فتقول له أمه: ( الحمد لله ما زالت لك ساق أخرى ),
ولقد غدونا الآن نرى التشاؤل قمة الأمل بمحض إرادتنا!!
بعد نكسة 1967 قال عبد الناصر في إحدى خطبه: (استطلعنا ما حل بالدول التي طحنتها المعارك إبان الحرب العالمية الثانية فتبين لنا أن وسائلهم الإعلامية لم تتوقف عن تقديم البرامج الترفيهية: الغنائية والفنية..).
وفي العام 1991 زرت لوس أنجلوس - الولايات المتحدة الأميركية - أنا وأحد الزملاء ترافقنا زوجتانا فأقام لنا المغتربون السوريون - ومعظمهم من أهالي فيروزة - حفلاً ساهراً جعل الشعر ينتصب في رؤوسنا, وهزتنا قشعريرة ونحن نستمع إلى الأغاني والأهازيج عن سورية وربوع سورية تتجلى في خفقات القلوب وبسمات الشفاه ولآلىء العيون, وفي وجداناتنا ووجدانات أولئك البعيدين عن ديارهم, فنتماهى فيهم وفي رقصاتهم ودبكاتهم وكأننا سكارى وما نحن بسكارى.
أما بشارة ذلكم المعلم المتقاعد الذي عمل في فيروزة وجوارها أربعين عاماً, وساهم في نهضتها العلمية والثقافية, فقد اغترب لينضم إلى أولاده وقد تفرغ بشارة لنظم الشعر يتغنى فيه بالحنين إلى الوطن, ويشيد بالرئيس الراحل حافظ الأسد, فيتلقف شعره الذي ينبض بالأمل والتفاؤل والحب المطلق أولئ |
|
خالد نعنوس |  khaledaljandool@gmail.com | 18/10/2008 17:35 |
أذا أردت أن تتعلم الكثير جالس الأكبر منك سنا واذا أرت أن تتفقه فجالس كتب الفقهاء واذا أردت أن تتورع فقرأ بكتب الزهاد واذا أردت أن تكسب الأجر الكثير فقوم بعمل يزيح عنك السيئات وأستر عنه واذا أردت أن تكن محبوبا بين الناس فكن صادق و أمينا وسخيا ووسيما اذا فكرت أن تعمل شئ حرمه الله فتذكر أنه يراقبك وأنه يراك فحاول البتعاد عنه وأخيرا خذ هذه البيات موعظة
كن مع الله بالصدق
مع الناس بالنصاف
مع النفس بالقهر
مع العلماء بالتواضع
ومع الشيوخ بالخدمة
ومع الفقير بالسخاء
ومع الأطفال بالشفقة
ومع الأحباب بالنصيحة
ومع الأعداء بالحلم
ومع الجاهل بالسكوت
فتذكر هذه الأبيات وافعل ما شئت
|
|
|