بهدف رفع مستوى أداء الطالب في مجال البحث والرفع الأثري وربط الدراسة النظرية بالعملية, والتدرب على منهجية جديدة لتحليل الآثار وطرق معالجتها للوصول إلى تأهيل كوادر محلية متخصصة بهذا المجال بحيث يمكنها الحفاظ على الآثار وتوظيفها سياحياً بما يخدم المصلحة العليا للوطن والمواطن بنفس الوقت.
وللوقوف على أهمية هذا المعسكر أجرت (الثورة) اللقاءات التالية:
وفاء العودة رئيسة دائرة آثار بصرى قالت: تعتبر مدينة بصرى التاريخية انموذجاً حياً لكافة الطلبة الدراسين والمهتمين في مجال الآثار, لأنها تعد متحفاً مفتوحاً لكافة الفترات التاريخية التي مرت بها الإنسانية.
ومن هنا تكمن الاستفادة من المعسكرات الإنتاجية للطلبة المختصين بهذا المجال لأنها تقدم الخبرة للطلبة وتؤهلهم لكوادر أثرية مستقبلية مزودة بالعلم والمعرفة.
وفي هذا المعسكر تم التركيز على المعالم الأثرية للمدينة وتحديد بعض المواقع ضمن المنظومة السكنية وخارجها لترميمها وإعادة تأهيلها, أما بالنسبة للأعمال التي قام بها طلاب وطالبات المعسكر فهي على الشكل التالي.
حيث تم فتح مربع في الحمام الشعبي للسوق وإزالة الطبقة الردمية فيه بالإضافة إلى متابعة الكشف عن الفتحات الموجودة في الجدار الشرقي والشمالي, حيث يعتقد أن الفتحتين الشرقيتين كانتا مواقد للتسخين, والدليل على ذلك ظهور آثار حرق على الآجر الموجود في الفتحات.
كما تم فتح مربعين في المحلات التجارية الشمالية للسوق للكشف عن الأرضيات المكشوفة بالإضافة إلى التعرف على نظام توصيل المياه الساخنة والباردة والصرف الصحي ومتابعة الكشف عن الأقنية الموجودة في السوق وربطها مع بعضها وكيفية فصلها عن الأقنية الأخرى المستخدمة للمياه الحلوة.
الدكتور محمد الشعلان طياره قائد المعسكر قال: يهدف المعسكر الذي ضم /80/ طالباً وطالبة وآخرين من طلبة الدراسات العليا والمعيدين في الجامعة إلى وضع استراتيجيات جديدة في مجال العمل والتحليل الأثري على أسس منهجية للتعرف على واقع الآثار الحالي وطرق المعالجة.
بالإضافة إلى ربط الدراسة النظرية بالعملية من أجل تأهيل كوادر محلية متخصصة في مجال الرفع الأثري والتسويق السياحي الذي ينقل المدينة من عابرة إلى مستقرة ويفتح الباب أمام مواقع أخرى ترفع من مستوى الدخل الاجتماعي للسكان وهذا الأمر يتطلب التنسيق وتضافر الجهود بين كافة الجهات المعنية بهذا الخصوص.
ويضيف الدكتور طياره بأنه يجب العمل على خطة خمسية لكل موقع وتأهيله وتوظيفه سياحياً لتكون مدينة بصرى نقطة انطلاق وانموذجاً يحتذى به لكافة المواقع في سورية التي تعاني أصلاً من عدم التسويق السياحي وخاصة الخارجي.
وهنا يكمن ضعف المكاتب والشركات السياحية في إبراز البروشورات والخرائط الدالة فيما يخص هذه المدينة, يجب التفكير جدياً باتخاذ القرارات الجريئة لتنظيمها وإزالة البيوت السكنية المخالفة لإظهار معالمها الآثرية وإقامة فنادق ذات تسعيرة مقبولة لتنشيط السياحة الداخلية فيها, والعمل على تشجيع استثمار مطاعم مؤهلة لاستقبال السواح تفتقرها المدينة في الوقت الحالي.
المعيد محمد يوسف وممثل الدراسات العليا محمد كناوي والطالبتان أمل القاسم وزينة ديوب: جمعيهم أكدوا على أهمية الاستفادة العلمية والعملية من المعسكر حيث تدربوا على أصول ومبادىء التنقيب الأثري الميداني والتعامل مع أي موقع قائم من خلال تعرفهم على أصول وطرق الشرح والبحث العلمي الذي ساعد على كيفية اعداد التقارير الخاصة بمواقع الحفريات وتقارير الجولات العلمية.
بالإضافة إلى تطبيق المعرفة النظرية بالعملية والتنقيب المنهجي الذي طبق على أرض الواقع من خلال الجولات والزيارات الميدانية للمواقع الأثرية في مدينة بصرى المتكاملة بعناصرها الهندسية التي تعد نموذجاً مهماً لفن العمارة خلال الفترات التاريخية المتنوعة.