وقررت لجنة المتابعة بعد اجتماعها أمس في الناصرة اعداد وثيقة شاملة تفضح وتدين بواطن ومظاهر العنصرية الرسمية وغير الرسمية في إسرائيل بدءاً بالتشريعات القانونية مروراً بالممارسة السياسية وحتى التصريحات العدائية مشيرة الى نيتها تنظيم حملة إعلامية دولية ومحلية لنشر هذه الوثيقة والعمل على طرحها بشكل مكثف ومنهجي أمام الهيئات الدولية لتشكل مقدمة لطرحها على الأجندة الدولية.
وشككت اللجنة بمصداقية تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون التي وصف فيها جريمة شفا عمرو بالعمل الاجرامي وطالبته بتحويل اقواله الاعلامية الى قرار حكومي رسمي والعمل على ترجمته بوقف كل أشكال التحريض ضد الجماهير العربية وقياداتها.
وقررت تنظيم نشاط احتجاجي في الذكرى الأربعين للشهداء الأبرار الذين سقطوا ضحايا هذه المجزرة الارهابية.
وقررت أيضاً تنظيم لقاء موسع في مكاتب لجنة المتابعة العليا مع بعض القوى في المجتمع اليهودي - الإسرائيلي في أقرب وقت, بعدما أظهرت العديد من هذه القوى موقفاً واضحاً وقوياً ضد هذه الجريمة الإرهابية.
وقال مسؤول في اللجنة إنها قررت الايعاز الى لجنة مصغرة باعداد تقرير مفصل عن حالة عرب 48 يتناول أيضاً ما يعانونه من تمييز عنصري مشيراً الى أن هذه الوثيقة سترفع لاحقاً أمام هيئات دولية مثل الأمم المتحدة ومنظمات الدفاع عن حقوق الانسان.
وأيدت اللجنة موقف النائب محمد بركة الذي حذر الجيش الإسرائيلي من اجراء أي تحقيق في مقتل الجندي لأن هذا الأمر سيتسبب بتظاهرات, لافتة الى أن الحشد تصرف على هذا النحو لمنع الجندي من قتل أشخاص آخرين.
وقد أثار الاعتداء الوحشي الذي قام به جندي اسرائيلي في شفا عمرو مشاعر الخوف لدى الفلسطينيين الذين باتوا يخشون هجمات مماثلة.
وقال فلسطينيو الاراضي المحتلة منذ 1948 إن الاعتداء الذي نفذه جندي اسرائيلي ضد حافلة تقل فلسطينيين في شفا عمرو وأدى الى استشهاد اربعة فلسطينيين أجج مخاوفهم من ان تنالهم ممارسات الاسرائيليين المتطرفين بسبب الانسحاب الاسرائيلي المرتقب من قطاع غزة في السابع عشر من الشهر الجاري.
وقال كمال قدرية ان فلسطينيي 1948 زاد قلقهم بعد ان ادركوا انهم مستهدفون من جانب المتطرفين الاسرائيليين الذين على الارجح سينتقمون من الفلسطينيين اذا ما حصل الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة.
من جانبه أعرب خالد دغش مدير مركز حيفا لمناهضة العنصرية والذي شارك في تظاهرات في شفا عمرو عن اعتقاده بأن اغلبية عرب 48 أصبحت تحس بأنها لم تعد في أمان وتخشى من ان الاعتداء الاسرائيلي المذكور لن يكون الاخير وليس حالة فردية.
وقال عابد النبطاوي أحد النشطاء في الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948 ان عرب هذه الاراضي سيبذلون قصارى جهدهم دفاعاً عن أنفسهم من هجمات الاسرائيليين المتوقعة مؤكدا ان جميع الخيارات ستكون مطروحة في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية بما في ذلك الانتفاضة.
وقد استنكر الشيخ عبد الأمير قبلان نائب رئىس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى اللبناني بشدة مجزرة شفا عمرو التي وصفها بأنها عمل عنصري حاقد وارهابي ضد شعب أعزل ومسالم تواق للحرية والسلام واستعادة حقوقه المغتصبة.
وطالب المجتمع الدولي الذي ظل صامتاً على انتهاكات اسرائيل وممارساتها الارهابية بالتحرك بفاعلية وإدانة هذا العمل الارهابي حيث لايجوز للمؤسسات الانسانية والحقوقية والأهلية الدولية ان تبقى عاجزة وقاصرة عن ادانة اعتداء اسرائيل وممارساتها العنصرية.
من جهة أخرى, تواجه سلطات الاحتلال مشكلة تتعلق بمكان دفن الجندي الاسرائيلي الذي ارتكب جريمة شفا عمرو ويدعى ايدن ناتان وهو عضو في حركة كاخ العنصرية التي كانت سلطات الاحتلال أعلنت حلها شكلياً بعد مجزرة الخليل عام 1994 والتي نفذها عضو آخر في الحركة هو غولد شتاين وقتل في حينه 29 مصلياً في الحرم الابراهيمي بالخليل. وأصبح قبره منذ ذلك الوقت مزاراً للمستوطنين وبعد أن رفض وزير الحرب الاسرائيلي شاؤول موفاز دفن جثة الجندي ناتان الذي قتلته جموع فلسطينية بعد ارتكاب جريمته قدمت اقتراحات بدفنه الى جانب غولد شتاين في مستوطنة كريات أربع بالضفة الغربية لكن القائد العسكري الاسرائيلي في الضفة أصدر أمراً بمنع دفنه في أي مكان بالضفة.
على صعيد آخر أطلق جنود الاحتلال أمس النار على فلسطيني قرب مستوطنة غوش قطيف بزعم أنه كان ينقل شحنة ناسفة ما أدى الى اصابته بجروح.
الى ذلك قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن السلطة ستتحرك لانجاح موضوع الانسحاب الاسرائيلي المرتقب من قطاع غزة على طريق تنفيذ رؤية الدولة الفلسطينية.
وأضاف عباس خلال اجتماع عقده أمس في رام الله مع وليم ورد المنسق الأمني الامريكي في الشرق الأوسط واللواء مصطفى البحيري رئيس الوفد الأمني المصري الذي يزور رام الله حالياً إن فكرة غزة أولاً وأخيراً كما يروج لها مرفوضة ولن تؤدي لسلام عادل وشامل على أساس إقامة الدولة الفلسطينية.
من جانبها اعلنت حركة المقاومة الوطنية حماس ان اجتماعاً سيعقد بين وفد من الحركة ومحمود عباس في غزة لبحث الوضع الداخلي الفلسطيني وازالة اي اسباب للاحتقان بين الفلسطينيين وتشكيل لجنة وطنية مشتركة بين السلطة والفصائل الفلسطينية لمراقبة تطبيق اسرائيل لخطتها للفصل الاحادي من غزة.