يحصننا ويجعلنا ندرك كيف يفكرون قبل أن يخدعونا، على مبدأ (اعرف عدوك) لكن متابعة هذه القنوات،صار انتقاصا لانسانيتنا وكرامتنا وحتى لعقلنا، وعملية تطبيع مع الوغد والعدو، واعتبار سلوكه وخسته وخيانته (وجهة نظر).
فهذه المحطات ظلت تبث الوباء النفسي، والأخلاقي والطائفي، برعاية جهابذة العهر الإعلامي،فهم لم يكن يعنيهم تقديم
الحقائق ولا الآراء البناءة للناس، بل إطلاق الغرائز وإذكاء المشاعر البهيمية، والأحقاد الدينية والطائفية.
راحوا يشوهون صور جنودنا الصامدين، وهم الذين يمسكون بمفصل العالم في سورية، كي لا يتشقق هذا العالم.
وصاروا يعدون لنا أيام الانهيار، ومتى نستسلم، ونحن نحصي النصال العربية المغروسة عميقا في قلوبنا،والتي تتكسر فوق النصال التركية والغربية، ونقيس المسافة بين الطعنة والطعنة، على جسد شامنا الصامدة.
في مواجهة هذا الإعلام، أصابتنا الصدمة، وكان لابد من إعلام يعيد إلينا التوازن، وعندما بدأ الإعلام المقاوم والحقيقي ،يأخذ بناصية التأثير بدأت الحرب ضده، بالتشويش والإلغاء، والتعتيم.
أخافتهم أصوات هذا الإعلام، لأنها أصوات تشبه الضوء المسموع، أو لها ضوء في الظلام، أصوات غاضبة تطهر القلب ، كما الوضوء، لأنها أصوات ترتدي لباس المغاوير، وتحمل السلاح، لتصبح كلمتها كطلقة المدفع، يسكت العواء الثوري لتلك المحطات.
اعلام مقاوم ..بكل ما في كلمة مقاومة من حضور وتأثير، ضد أكثر من 140 وسيلة اعلامية، ومواقع الكترونية، حولت الفضاء والانترنت، إلى فضاء إعلامي موبوء، يتذبذب في ظلام (الربيع العربي)الحالك السواد.
دخل هذا الإعلام المعركة، مدججا بالخير والصدق والجمال، لمبارزة النذالة والقبح، صارت الكلمات التي يكتبها ويبثها
إعلام الثورات المدعاة، كأنها غرف تعذيب وإعدام بالغاز، يعاملون اللغة، معاملة العنزة الجرباء، ويخرجون أسوأ ما فيها، وأوسخ ما حمل قاموسها، من مفردات، ويقودونها بالسياط، فتنطلق كالنعيق والنقيق ، والعواء والنباح، بلا احترام ولا تقدير لحروفها أو لمن يسمعها.هذه الحروف، التي تتحول إلى صدح وزئير في القنوات المقاومة، فالكلمات الحرة، تحب الأحرار لا العبيد، ويمر شريان كالحبل السري، بين عروق الإعلامي المقاوم والوطني، وبين عروق كلماته، لتكون زمرة الدم (الشرف والانتماء).
اعلامهم النفطي ساهم بتدمير مدن، وكان دائما أمر عمليات هدامة، أما الإعلام المقاوم فقد ساهم بتحرير أرض، وهو ينقل نبض الشارع، ولم يعتمد غرف تمثيل واستديوهات تصوير مزيفة، ولم يكن لديه فريق من الدجالين، يلقن الأطفال الشتائم البذيئة، وما يجب أن يقال في حضرة (المكريفونات الثورجية).
إعلامنا المقاوم كان جبهة ثانية، أربكت العدو، وكانت أهميته حيث حاول إعلامهم قلب الحقائق وتزييفها، وتثبيط الهمم
ونشر روح اليأس والانهزامية في نفوسنا.
وما ثبت الصبر والصمود في قلوبنا، هو الانتماء لهذا الوطن، والإعلام الذي حارب أكاذيبهم، واستطاع من خلال مصداقيته وحضوره الميداني، أن يبث الروح المعنوية لصمود الجبهة الداخلية، وأن يشكل رافعة للعمل العسكري الميداني.
أطنان من الأكاذيب، حاولوا زرعها في نفوسنا، بدل الحقيقة الصادقة..لكن الإرادة كانت أقوى،والعزيمة على مواكبة الجيش والمقاومة شكل حافزا تغلب على مراميهم وأهدافهم.
ظلوا يتهموننا باللغة الخشبية، والتخلف الإعلامي، وعدم التأثير..إذا لماذا حاربوا هذه القنوات المقاومة وإعلامنا، بالتشويش والعقوبات والإلغاء والتهديد، لو لم توجعهم هذه اللغة وتؤثر في الشارع؟؟
إعلامهم وأفواه ثورجييهم لا تملك إلا قيماً، فيما أخلاقهم المهنية محشوة بالكفر.
الإعلام المقاوم ليس فيه مجرمون، قساة القلوب، يتنقلون بين الضحايا ليلتقطوا آلامهم، ويدوسون على صراخهم ودمهم
الإعلام المقاوم ..بكل أطيافه، عمل لبناء عقيدة وروح الصمود الذي يرجح كف الانتصار لصالح اصحاب الحق، فالحرب الإعلامية كانت فاجرة للحد التي أسقطت فيه مدنا وأحياء لم تسقط.
كانت حرب الإعلام، حرب بناء الإرادة لصالح أصحاب الأرض وأصحاب الحق ، كان الإعلام خندقا ثانيا صانعا لروح
النصر، وداعما للقدرة على الوقوف والصمود، والمقاومة في جميع الميادين ومهما كانت نوعية العدو.
الاعلام المقاوم بكل أطيافه، ليس لديه مال قطر والسعودية الفاسد، بل يستمد قوته واستمراره من حاضنة شعبية
تدرك الغث من السمين، وقادة ملهمين .
فالإعلام المقاوم صاحب كرامة وكبرياء وعقيدة قادته، ولا يحتاج للرياء والكذب حتى يقنع الآخرين برسالته،
بل المصداقية واحترام عقل المتلقي ..مما جعله اعلاما جديرا بالاحترام والمتابعة