تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نحو ثقافة داعمة لاستقرار الأسرة

مجتمع
الثلاثاء 21-7-2015
لينا ديوب

وتبقى الأسرة هي الكيان الحامي لجميع أفرادها، لكن هل ما زالت الأسرة هي الكيان المقدس لكل من الرجل و المرأة، وإذا كان ينظر إلى فك الروابط الزوجية في الماضي القريب بشيء من الغرابة والاستهجان، حيث كنا نجد أزواجاً وزوجات احتملوا الويلات من أجل أن تبقى أسرتهم قائمة حامية لجميع عناصرها رغم ما قد يعتري الزوجان من النقص والتعب، إلا إننا نجد اليوم المطالبة بالطلاق حلا سريع الحضور والتنفيذ.

قبل هذه الحرب، وما فرضته على الناس من آثار سلبية، أيضا بدأ الطلاق ينتشر بين الأزواج الشباب. ربما كان الدافع للحفاظ على هذه الرابطة في بعض الأحيان هو نظرة المجتمع إلى المرأة المطلقة، مما يجعلها تتحمل المشاكل مقابل أن تبقى في بيتها بعيدة عن أصابع الاتهام، وفي أحيان أخرى وهي الغالبة، يكون الدافع هو غياب ثقافة الحقوق و الواجبات، وإجحاف قانون الأحوال الشخصية بحق المرأة.‏

ومع الاهتمام بقضايا السكان، وزيادة الاهتمام بالقوانين التي تحمي المرأة و الطفل، هل جاءت تلك القوانين لصالح حماية الأسرة، وانصاف الزوجين؟ لعل انتشار ثقافة الحقوق وحصول المرأة على العمل، قد أعطاها فرصة المطالبة بالطلاق، لكن ذلك أتى على حساب استقرار الأسرة، لذلك لابد من العمل على حماية كيان الأسرة، في مختلف الظروف وحالات الخلافات الزوجية.‏

نعلم جميعاً أهمية الحب والتفاهم والسكينة في البيت، ليس بالنسبة للأطفال فقط، وإنما للزوجين أيضاً، لذلك مهما تم العمل على القوانين لابد من مراعاة أولوية استمرار الأسرة، وبناء أسرة سليمة يشترط القدرة والاستطاعة على تحمل مشقات وتكاليف الزواج، والقدرة المقصودة هنا ليست التكاليف المادية أو التكاليف الأخرى من ناحية النفقة والكسوة للزوجة فقط بل الموضوع أوسع وأشمل ويتعدى ذلك بكثير، لأن الزواج ليس مجالاً للمغامرة و التجارب.‏

وقد فاضت ورشات السكان، وندوات الاتحاد العام النسائي، وهيئة الأسرة، بأدبيات قدمها الكثير من المختصين في مجال العلاقات الإنسانية المرتبطة بسيكولوجية الأسرة بمعايير بناء الأسرة السليمة، منها مثلا الأدوار المنوطة بكل طرف، وعلى كل من الزوج و الزوجة التركيز على الاستقرار من خلال أداء الواجبات و السعي نحو السعادة ،التعاون على أداء الأدوار الاجتماعية والبيولوجية ، أي المشاركة في أداء المسؤوليات الملقاة على عاتقيهما فالرجل والمرأة مكلفين بتربية الأبناء على السواء و الحفاظ على الاستقرار و المشاركة في كل ما يهم الأسرة من أمور أكبرها وأصغرها. واعتماد المشاركة والشورى في اتخاذ القرارات مع التعاون على تنفيذها قدر المستطاع . أيضا هناك التخطيط الأسري، أي تنظيم الشؤون الأسرية وفق برنامج محدد لتحقيق أهداف معينه خلال فتره زمنيه.‏

فوجود التخطيط العائلي في الحياة يسمح للأسرة بأن تتعامل وبتعقل مع المستجدات التي تحدث في نطاق العائلة, فالتخطيط يشعر الإنسان بقدر كبير من الاطمئنان والأمل في التعامل مع المشاكل من حوله، لأن التخطيط ما هو إلا عملية توقع مدروسة وبشكل علمي للكيفية التي يستطيع الإنسان معها أن يتعامل مع مشاكله الداخلية والخارجية على نطاق الأسرة.‏

أن كل تلك الأدبيات هي ثقافة داعمة لاستقرار الأسرة، دون التفريط بالقوانين التي تحمي الحقوق، لذلك لابد من العودة على إحياء العمل عليها جميعا، فور انتهاء الحرب، لوقف التراجع الحاصل والانطلاق بأسرة سليمة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية