وأكد على ضرورة إقرار الاتفاقية لأنه في حال عدم التوصل لحل سلمي للبرنامج النووي الإيراني، سينشأ شرق أوسط أكثر خطراً وتسلحاً ، كما رد كيري على انتقادات بندر بن سلطان التي وجهها للاتفاق النووي ، لافتاً إلى أن وجود اتفاق أفضل من عدم وجوده. قائلاً : الخوف الحقيقي الذي يجب أن يشعر به من هو في تلك المنطقة هو عدم التوصل إلى اتفاق وأضاف : الحقيقة البسيطة هي أن العملية التي بدأتها الأمم المتحدة والتي سمحت بفرض العقوبات على إيران في بداية الأمر بينت أن هذه العقوبات سترفع بالتزام إيران ووقوفها على مسؤولياتها.
وبالمقابل تلوح واشنطن بالخيار العسكري إرضاء لاسرائيل حيث قال وزير حربها اشتون كارتر إن الاتفاق النووي مع إيران لا يمنع الخيار العسكري ، معلناً أنه لا يسعى لتغيير رأي أحد في الكيان الإسرائيلي ، مؤكداً استمرار الإرادة الأميركية في دعمها لربيبتها الصهيونية .
كما أشار كارتر إلى تواجد عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين في الشرق الأوسط والخليج العربي ، موجهاً رسالة إلى حكومات الكيان الإسرائيلي والسعودية والأردن، قائلاً : إنه اتفاق جيد، إذ إنه سيبعد الخطر والتهديد والإبهام من المنطقة حيث يمكن التأكد من مصداقيته ليس للولايات المتحدة فحسب بل للمجتمع الدولي برمته.
من جهة أخرى أكد مساعد وزير الخارجية كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي، أن موضوع الأنشطة الصاروخية الإيرانية لا يأتي ضمن المادة 41 والفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة، وهو مجرد طلب وليس ملزماً من الناحية القانونية كما أنه لا يندرج ضمن الفصل السابع لمنظمة الأمم المتحدة والذي يعتبر القضية النووية الإيرانية تهديداً للمجتمع الدولي.
وأوضح عراقجي أن مصادقة مجلس الأمن تؤكد حق إيران في التخصيب وهو أمر لا سابق له في تاريخه و الأهمية الكبيرة لهذا القرار هو أنه يلغي القرارات السابقة التي كانت تؤكد الوقف الفوري للأنشطة النووية الإيرانية وهو كذلك أمر لا سابق له.
إلى ذلك اكدت ايران أن خطة العمل المشترك الشاملة مع دول مجموعة خمسة زائد واحد يجب الا تفسر على أن طهران تقبل بشرعية ومصداقية اجراءات الحظر أو تنفيذها مشددة في الوقت ذاته على الاستمرار في برنامجها النووي السلمي وضرورة الغاء جميع اجراءات الحظر المفروضة عليها.
واوضحت السلطات الايرانية في بيان لها تعليقا على مصادقة مجلس الامن الدولي على حصيلة المفاوضات النووية أن سياستها الدائمة ترتكز على مبدأ رفض امتلاك وانتاج وتخزين واستخدام الاسلحة النووية مطالبة في الوقت ذاته بازالة جميع الاسلحة النووية بشكل كامل باعتبارها ضرورة للامن الدولي وواجبا يستند إلى معاهدة حظر الانتشار النووي.
واكد البيان ان الاتفاق النووي ينص على عدم فرض أو اعادة فرض حظر أو قيود من قبل الاتحاد الاوروبي وأميركا على ايران لافتاً إلى ان اعادة فرض الحظر يعني عدم التزام الاطراف الأخرى وهذا يجعل ايران في حل من تعهداتها.
وشدد البيان على أن المراكز العسكرية في ايران بما في ذلك الصواريخ البالستية لن تكون خاضعة للتفتيش وهي خارج اطار قرار مجلس الامن الدولي مؤكدا استعداد ايران للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفق قواعد الاتفاق الاضافي ويتوجب على الاخيرة اتخاذ التدابير اللازمة لضمان أمن المعلومات التي تحصل عليها.
وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية العميد حسين دهقان صرح بأن القضايا المتعلقة بالصواريخ لم تكن أبدا مدرجة في جدول أعمال المفاوضات النووية، مؤكداً بأن إيران ستنفذ برامجها في هذا المجال بكل حزم.
تشوركين: صفحة جديدة مع تاريخ الأمم المتحدة
مندوب روسيا الدائم لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين قال بعد تبني الامم المتحدة للاتفاق: إن هذا الاتفاق مع ايران صفحة جديدة في تاريخ مجلس الامن الدولي مؤكدا بأن بلاده ستساهم بكل ما أمكن لإنجاح الاتفاق وأن يصب ذلك في الاتفاقية العالمية لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل.
ولفت تشوركين إلى أن قرار مجلس الامن يقر حق ايران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية بما في ذلك تخصيب اليورانيوم تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإزالة العقوبات المفروضة عليها بشكل متدرج وفق آليات شفافة وخطوات ثابتة تتركز على الثقة والعمل بين ايران والوكالة الدولة للطاقة الذرية مشيرا إلى أن هناك ضمانات لحل أي خلاف قد يحصل خلال تطبيق الاتفاقية بمشاركة مجموعة السداسية الدولية.
وأعرب تشوركين عن أمله بأن يسهم الاتفاق النووي الايراني في جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل وأن يساعد دولها بتوحيد جهودها ضد الإرهاب.
وزارة الخارجية الروسية بدورها أكدت عدم وجود أي عقبات أمام تعزيز التعاون مع ايران في مكافحة الإرهاب بما في ذلك التصدي لتنظيم «داعش» الإرهابي.
ونقل موقع روسيا اليوم عن ايليا روغاتشيوف مدير قسم التحديات والاخطار الجديدة التابع للخارجية الروسية قوله في تصريح له.. يمكننا أن نعزز التعاون مع ايران في مجال مكافحة الإرهاب وبالدرجة الاولى في منطقة الشرق الاوسط في اشارة إلى أن ايران تشارك بنشاط في الجهود الرامية إلى التصدي لتنظيم «داعش» الإرهابي.
أوباما: رسالة واضحة مؤيدة للاتفاق
وقد اعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما أمس ان قرار مجلس الامن الذي صدق على الاتفاق بين ايران والقوى العظمى حول الملف النووي الايراني هو رسالة واضحة مؤيدة للاتفاق.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن اوباما قوله: ان اعتماد هذا القرار بالاجماع سيوجه رسالة واضحة مفادها ان عددا كبيرا جدا من الدول يعتبر ان الدبلوماسية هي افضل مقاربة للتأكد من ان ايران لن تتمكن من الاستحواذ على السلاح الذري مشيرا إلى ان هناك توافقا دوليا واسعا حول هذه المسألة . واضاف اوباما: افترض ان الكونغرس سيأخذ بالاعتبار هذا الرأي العام الواسع .
وفي غضون ذلك رفضت إيران دعوة زيجمار جابرييل نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود وقالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم: لدينا سياسة مختلفة تماما في الشرق الأوسط عن التي تتبعها ألمانيا، وأوضحنا هذه السياسة أكثر من مرة بشكل واضح خلال الـ 35 عاما الماضية .