تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مســوحات التعــافي .. خطــوات داعــمة للأطــفال والنــساء

مجتمع
الأحد26-1-2020
ميساء الجردي

بعد أن أجرت الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة مسحها الأول حول الحالة التغذوية منذ أربع سنوات على سبع محافظات، عادت واستكملت منهجية «سمارت»

في دراسة جديدة شملت أكثر من 8 آلاف أسرة على مستوى 13 محافظة عبر فرق ميدانية بلغ عددها 56 فريقا. أظهرت خلالها الواقع الراهن لموضوع التغذية بين الأطفال والنساء في سن الإنجاب، تمهيدا لبناء استراتيجية داعمة للأطفال والنساء في مجال الصحة العامة والتغذية، وإعداد برامج صحية تتناسب مع حاجة كل منطقة.‏

استراتيجية لثلاث سنوات‏

بعد الوصول إلى مرحلة التعافي، أصبح ضروريا وضع استراتيجية مبنية على مجموعة مؤشرات ومن هنا انطلقت مديرية الرعاية الصحية الأولية، بحسب مديرها الدكتور فادي قسيس لإجراء مجموعة دراسات تفيد في وضع الخطط المستقبلية، فكانت دراسة أسباب وفيات الأطفال تحت سن الخمس سنوات، التي أعطت مؤشرات تتعلق بصحة الطفل، ونتائج مسح «سمارت» الذي يعطي معلومات حول حالة الأطفال من عمر يوم حتى 59 شهرا، إضافة إلى الحالة التغذوية لدى النساء وفقر الدم واستهلاك الملح الميودن، في محاولة لإشراك أكثر من مؤشر في كل دراسة، للاستفادة من الوقت ومن العينات، وحتى لا تأخذ كل دراسة منحى مختلفاً. مشيرا إلى أن الخطوة القادمة هي دراسة مسح تغذوي لطلاب المدارس من الصف الأول حتى السادس للحصول على مؤشرات فقر الدم بعوز الحديد والصحة الفموية، ومسح آخر يتعلق بمسح اليود لدى الأطفال بعد أن قامت وزارة الصحة خلال فترة الأزمة بتجديد مخبر مرجعي لمعايرة اليود لدى للأطفال، وذلك للوصول إلى مؤشرات استخدام مادة اليود من خلال الملح الميودن والذي بينت الدراسات الحالية أنه لا يشكل أكثر من 40% من الإنتاج في سورية بعد أن كان إنتاجه يشكل 99% وهذا له مؤثرات على النمو.‏

وأكد قسيس: أنه خلال ستة شهور ستكون المديرية بصدد وضع استراتيجية الراعية الصحية الأولية لثلاث سنوات، مبنية على مؤشرات قابلة للقياس والتقويم في كل عام، وذلك لأن عمل الوزارة خلال فترة الحرب يركز على برامج الاستجابة.‏

80% مسجلات في برامج الرعاية‏

أوضحت رئيسة دائرة التغذية في مديرية الرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة الدكتورة هلا داوود أهمية الدراسة لوضع خطة استراتيجية داعمة للأطفال والنساء في مجال الترصد التغذوي وإعداد برامج صحية مستقبلية تعتمد على نتائج هذه المسوحات بدءاً من هذا العام حتى عام 2023 مبينة أن برنامج الرصد التغذوي الذي طبق في 850 مركزا صحيا، هدف إلى الكشف المبكر عن سوء التغذية والأمراض المرافقة. إذ إن الدراسة رصدت وضع 8100 أسرة تضم 7831 طفلاً دون سن الخامسة و8900 امرأة بسن الإنجاب من عمر 15 حتى 45 عاماً وفقا لمنهجية سمارت التي تعنى بتقييم وقياس الظروف الانتقالية على الأسر والأفراد.‏

ومن خلال النتائج بينت داوود: أن معدل انتشار سوء التغذية العام لدى الأطفال دون سن الخامسة يشكل 1.7% من الأسر المدروسة بحسب نتائج المسح، وهي نسبة طبيعية وفقا للمؤشرات العالمية التي تنذر بسوء تغذية لدى الأطفال أكثر من 2% كما بينت أن نسبة سوء التغذية بين النساء بسن الإنجاب وصلت إلى 4% وهي لا تعد خطرة حسب المؤشر العالمي. وكشفت الدراسة عن وجود 80% من النساء الحوامل مسجلات في برامج للرعاية الصحية في فترة ما قبل الولادة وهناك 63% من الأسر المدروسة تحصل على الملح المدعوم باليود.‏

مشكلات التقزم وفرصة الألف يوم‏

شملت العينة في مسوحات اللاذقية وريفها 630 أسرة، وكان كل فريق مسؤولاً عن عشر أسر استهدف من خلالها شريحة الأطفال دون الخمس سنوات والسيدات في سن الإنجاب من عمر 15 حتى 49 سنة، وبينت الدكتورة سهام مصطفى مديرية المسح في محافظة اللاذقية: أن العمل شمل القياسات الجسدية بالنسبة للأطفال والوضع المعيشي للأسر وكشف اليود بالملح والإرضاع الوالدي خلال ستة شهور رضاعة مطلقة والاستمرار بالرضاعة، وكانت النتائج الملموسة خلال التقارير الشهرية إضافة لهذا المسح هي وجود مشكلة التقزم لدى الأطفال، وفقر الدم عند السيدات والأطفال. وعليه كان هناك إحالة لكل شخص يعاني من فقر دم إلى المراكز الصحية القريبة لتقديم ما يحتاجه من علاجات مناسبة، ووضعت مشكلة التقزم للعلاج وفقا لفرصة الألف يوم حيث سيتم العمل على السيدات خلال فترة الحمل والعامين الأولين من عمر الطفل لأن هذه المرحلة مهمة للوقاية من هذه المشكلة.‏

وبينت الدكتورة دنيا رباحين منسقة برامج التغذية في محافظة حمص أن دراسة «سمارت» بدأت في عام 2019 من خلال التدريب في مراكز وزارة الصحة على آلية المسح الميداني للمناطق وآلية تجاوز الصعوبات التي تواجه العاملين على الأرض، وبخاصة أن المسح كان من خلال التنقل من بيت إلى بيت بحسب كل عنقود، وكان هناك تقييم للوضع الجغرافي لكل منطقة قبل البدء بالمسح، أما النتائج فقد كانت متقاربة مع أغلب المحافظات حيث أظهرت وجود فقر دم لدى النساء وتقزم لدى الأطفال من عمر أقل من خمس سنوات وبخاصة في المناطق المحررة حديثا ومنطقة الريف الشمالي من حمص، بينما لم تشكل حالات سوء التغذية إلا عددا قليلا جدا. لافتاً إلى أن التوجهات الحالية لمعالجة حالات قصر القامة لدى الأطفال عن طريق تشجيع البرنامج الوقائي.‏

أقل من العتبة‏

نتائج الدراسة التي أجرتها وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة اليونيسيف حول استقصاءات معدل انتشار سوء التغذية ونسب فقر الدم وعوز اليود المأخوذ من ملح الطعام وأسباب قصر القامة لدى الأطفال، ومدى الوصول إلى مياه الشرب الآمنة، أعطت الأولوية لجملة من الخطوات بحسب ممثلة منظمة اليونيسيف، من أهمها تحديد وصياغة إجراءات منع التقزم بين الأطفال بوصفه حالة صحية لا يمكن عكسها وترتبط بضعف القدرة الإدراكية وانخفاض التحصيل الدراسي والأداء في العمل في مراحل لاحقة من الحياة، وتحديد استراتيجية للحد من نقص المغذيات الدقيقة بحيث يتم التركيز على فقر الدم ونقص فيتامين أ واليود بين النساء والأطفال، وكذلك العمل على إدارة وعلاج سوء التغذية الحاد من أجل الوصول إلى الأطفال المعرضين لخطر الوفاة في بعض الحالات. مبينة أن نسب سوء التغذية المنخفضة المبلغ عنها في هذا المسح، تعتبر أقل من العتبة العالمية وتشكل 2.5% وذلك بفضل استجابات التغذية الوقائية والعلاجية واسعة النطاق التي نفذتها وزارة الصحة وشركاؤها من المنظمات المحلية والدولية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية