فجبرتها وبلسمت جروح ضحايا حركات عنيفة لمد وجزر معيشي عصف بسفينة عائلة سورية ، ما جعل متابعة العيش أشبه بمعاندة تيارات جارفة..
هي مجرد لقمة يؤثر البعض بها غيره على نفسه، ويقدمها بطيب خاطر لمن كانت عينه بصيرة و يده قصيرة، فطعم العطاء أشهى و لذة رؤية نظرات الشكر والامتنان أطول بقاء من أدسم الوجبات .
مواقف كثيرة نكون فيها شهود عيان على كرم متأصل لم تدخره ظروفنا المعيشية الصعبة عن القيام بدور أشبه بحاتم الطائي، و نحن بالكاد نتدبر أمورنا ونشبع اللقمة، فنظرات جائع إلى ما نحمله و نتناوله في الشارع أمام أعينهم لا تجعل لقمتنا هنية ، أحيانا نظرة منهم فقط كافية كي نقدم لهم ما نهم بأكله حتى قبل أن نتذوقه .
مهما كان صغر حجم العطاء و تواضع الجود أفضل من عدمه ، فهناك الكثير من العيون تراقبنا خلسة و تشتهي و نحن غارقون بما لذ و طاب لا ندري كم يتحسرون ، فدعونا نجد ترجمة نظراتهم و لا نجعل أيادينا مغلولة عليهم بينما هم ينظرون و ينتظرون ..