تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الجود بالقليل

عين المجتمع
الأحد26-1-2020
منال السماك

ما زال للخير و الجود مكان بيننا ، فلم تعصف به زلازل مادية و نكسات معيشية ، فالعطاء لم يبرح جسدا يتداعى وقت الحمى ، وعفوية التكافل تسللت في الخفاء لتدخل السكينة والأمان لذوي القلوب المكسورة ،

فجبرتها وبلسمت جروح ضحايا حركات عنيفة لمد وجزر معيشي عصف بسفينة عائلة سورية ، ما جعل متابعة العيش أشبه بمعاندة تيارات جارفة..‏

هي مجرد لقمة يؤثر البعض بها غيره على نفسه، ويقدمها بطيب خاطر لمن كانت عينه بصيرة و يده قصيرة، فطعم العطاء أشهى و لذة رؤية نظرات الشكر والامتنان أطول بقاء من أدسم الوجبات .‏

مواقف كثيرة نكون فيها شهود عيان على كرم متأصل لم تدخره ظروفنا المعيشية الصعبة عن القيام بدور أشبه بحاتم الطائي، و نحن بالكاد نتدبر أمورنا ونشبع اللقمة، فنظرات جائع إلى ما نحمله و نتناوله في الشارع أمام أعينهم لا تجعل لقمتنا هنية ، أحيانا نظرة منهم فقط كافية كي نقدم لهم ما نهم بأكله حتى قبل أن نتذوقه .‏

مهما كان صغر حجم العطاء و تواضع الجود أفضل من عدمه ، فهناك الكثير من العيون تراقبنا خلسة و تشتهي و نحن غارقون بما لذ و طاب لا ندري كم يتحسرون ، فدعونا نجد ترجمة نظراتهم و لا نجعل أيادينا مغلولة عليهم بينما هم ينظرون و ينتظرون ..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية