وسرعة تطورات الفيروس وتمدده استدعت اجتماعاً عاجلاً من رئاسة الصين حيث نقل التلفزيون الرسمي الصيني أمس عن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، قوله إن البلاد تواجه وضعاً خطيراً وذلك خلال اجتماع للمكتب السياسي لبحث سبل مكافحة انتشار الفيروس المتمركز في مدينة ووهان بوسط البلاد.
وذكر تقرير التلفزيون الرسمي أنه سيتم تركيز الموارد والمتخصصين في مستشفيات محددة لعلاج الحالات الشديدة مع عدم تأجيل العلاج بسبب التكلفة، كما سيتم ضمان توفير الإمدادات لإقليم هوبي وعاصمته ووهان.
وقال التلفزيون إن المعلومات الخاصة بانتشار الفيروس يجب أن تكون دقيقة وفورية وواضحة، وحيث لجأت السلطات الصينية إلى إجراءات متعددة للحد من انتشاره فأعلنت عن إنشاء مستشفى مؤقت لعلاج المرضى المصابين به في ووهان، كما ألغت الاحتفالات الشعبية المرتقبة لمناسبة رأس السنة الصينية وعزلت مدينة هوانغانغ المجاورة لمدينة ووهان مركز انتشار الفيروس، ومنعت سكانها البالغ عددهم 5ر7 ملايين شخص من السفر خارجها، وبالتوازي أعلنت وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية تأسيس فريق بحث وطني يتألف من 14 خبيرا للمساعدة في الوقاية ومراقبة تفشي الفيروس كما أغلقت بعض المواقع السياحية.
وتوفي 15 شخصاً في مقاطعة هوباي الصينية بسبب الفيروس المستجد، ما رفع عدد الوفيات إلى 41 حسبما أعلنت السلطات، بينما ارتفع عدد المصابين إلى نحو 1300، وللحد من انتشار الوباء عزلت السلطات أكثر من 40 مليون شخص بينما تمّ إلغاء عدد من الاحتفالات التي كانت مقررة بمناسبة السنة القمرية الجديدة، إضافة لإعلان حالة الطوارئ القصوى في 25 مقاطعة في البلاد.
وسائل إعلام صينية قالت: إن العاصمة بكين ستوقف حركة جميع الحافلات بين الأقاليم الصينية بدءا من اليوم الأحد للحد من انتشاره.
مجموعة طبية في شركة شنغهاي تجي جيانغ للعلوم والتكنولوجيا الاحيائية المحدودة نجحت في تطوير اختبار للفيروس الجديد وهو أول منتج اختبار له من قبل هيئة الفحص القانونية، ومن المقرر بعد الحصول على إذن من الهيئة الوطنية لمراقبة الأدوية أن ترسل هذه المجموعة إلى المستشفيات ومراكز مكافحة الأمراض ووحدات مكافحة الأمراض عند الدخول والخروج لتحديد ما إذا كان الفيروس منتشرا في عينات المرضى المشتبه بهم.
وهذه الخطوة تعتبر خطوة مهمة في سياق الكشف عنه والحد من انتشاره في الصين والعالم علما أنه في الأيام السابقة كان يتم الكشف عن المرض فقط من خلال أجهزة تلتقط حرارة الجسم وأعراض مصاحبة.
كما أعلنت هونغ كونغ حالة الطوارئ وألغت جميع الاحتفالات، وعلقت الزيارات الرسمية للصين، فيما تأكدت إصابة خمسة أشخاص فيها خلال الأيام الماضية.
صحيفة ليبريشن على الإنترنت ذكرت أن مدينة شنغهاي الصينية أغلقت كل دور السينما خلال عطلات السنة القمرية الجديدة.
ورغم الإجراءات التي اتخذتها دول عديدة، وخاصة مراقبة المسافرين عبر المطارات، فقد أكد عدد من الدول، وآخرها ماليزيا، عن اكتشاف 3 إصابات بين مواطنيها، وأكدت وزارة الصحة اليابانية ظهور حالة إصابة ثالثة به، فيما أعلنت أستراليا عن إصابة أحد مواطنيها، وفرنسا عن اكتشاف 3 إصابات، إضافة لتسجيل إصابات أيضاً في كل من الولايات المتحدة، وفيتنام، وتايلاند، وتايوان، ونيبال، وسنغافورة وكوريا الجنوبية.
وذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" نقلاً عن رسالة بالبريد الإلكتروني من القنصلية الفرنسية، أن فرنسا تعتزم إجلاء المواطنين الفرنسيين الذين تقطعت بهم السبل نتيجة الإغلاق الذي فرضته الحكومة الصينية في ووهان.
مالياً واقتصادياً ألقى الفيروس بتأثيره السلبي أيضاً بسبب مخاوف انتشاره، فقد تراجعت الأسهم الأميركية أمس بينما قامت دول عدة بإجراءات احترازية لمواجهة الفيروس إذ عززت روسيا إجراءات الفحص والحجر الصحي، وأعلنت بريطانيا أنها ستبدأ في فحص القادمين من البلدان التي سجلت فيها أكثرية الحالات، ورفعت مصر بدورها درجة الاستعداد الصحي كما قرر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم نقل مباريات تصفيات كرة القدم النسائية للألعاب الأولمبية في طوكيو 2020م إلى شرق الصين بعدما كان من المقرر عقدها في شباط المقبل في إقليم ووهان.
وفيما تزداد المخاوف من الفيروس الذي ينتقل من خلال الجهاز التنفسي عبر السعال أو العطس أو عن طريق لمس شخص مصاب اعتبرت منظمة الصحة العالمية أنه من المبكر جدا اعتبار كورونا المستجد حالة طوارئ صحية عامة على نطاق دولي لكن تقييم المنظمة قد يتغير في أي وقت نظرا لتسارع عدد حالات الإصابة واتساع رقعة انتشاره.
وفيروسات كورونا وفق المصادر الطبية تميل إلى النشأة في الحيوانات، والخفافيش هي المشتبه فيه الرئيس في انتشارها وأولى حالات الإصابة بالفيروس ظهرت في ووهان الصينية من أشخاص يعملون في سوق للحيوانات الحية بالمدينة.
وأعراض الإصابة بالفيروس تستغرق بين يومين إلى 14 يوما للظهور لدى الشخص المصاب به، ومن أبرز الأعراض هي سيلان الأنف والسعال والتهاب البلعوم والحمى ويمكن أن تؤدي الإصابة بالفيروس إلى التهاب رئوي وهو عدوى تنتفخ فيها الرئتان وتمتلئان بالسوائل وإذا ترك هذا الالتهاب الرئوي من دون علاج قد يكون قاتلا.