تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«سيدات- Z ladies».. درهم أنوثة.. ولا قنطار فكر..!

فضائيات
الأربعاء 27-11-2013
 لميس علي

في ظنهم.. أنهم يبهرونك.. حصداً لردود أفعال مصنوعة وفق عدّاد «الإبهار» الذي يضبطون عليه أفكار برامجهم.. وإليه يربطون نبضات مشاهديهم.

معهم.. يصل الإبهار حدود «الاستفزاز».. لأنه إبهار بمعنى «الإبصار» الظاهري لا أكثر.‏

يستفزونك.. لفرط التصنّع المغطّى بقشرة رقيقة جداً.. واهية.. لا تكاد تخفي الأنوثة «الأوفر».. الأداة الأكثر حضوراً وطغياناً في برنامج (Z ladies- قناة الجديد).‏

المدقق يستنتج: أن لعبة (الأنوثة) ليست أداةً فحسب. صحيح أنها تنحصر بقالب وهيئة برامجية تعتمد أربع إناث يتصدّرن و «يتعرّمن» منصة تقديم.. تبقى فضفاضة عليهن.. بالرغم من عددهن، إلا أنها (الأنوثة) الأداة المتماهية مع كونها العمود الفقري لأساس البرنامج.‏

عرض الأنوثة.. استعراضات الجنس اللطيف.. الإغراق في هذه وتلك حدود الاستهلاك.. يطمس ملامح أي قيمة وهدف جدي يكمن وراء (Z ladies).‏

(Z ladies).. السيدات.. اللطيفات.. الناعمات.. الحسناوات.. الفاتنات.. وما تراها بضاعتهن غير ذلك.. التي يُحطن بها ضيفهن.. (يزغللن) بصره وفكره.. وما فائدة هذا الاخير- الفكر- عندما يُحاط بدائرة نواعم.. وهن بدورهن يتمظهرن خلف قناع زورو (Z) حين يأتي في العنوان تعويضاً عن أداة التعريف الإنكليزية (the).‏

رمز زورو (Z).. يوظّف كنوع من التمويه.. ولعله إيماءة إلى أن سلاحهن عوضاً عن سيف زورو إنما هو سلاح الأنوثة.. (وسَخْسِخ) يا أيها الضيف قبالة أسلحة فتّاكة من النوع الناعم.‏

لكن.. ولطالما كانت الأنوثة هي حاملة (Z ladies).. الرافعة الأوفر حضوراً.. ألا تعني في أحد معانيها الانسجام الكامل مع لطف القول ورقة المعنى.. ؟‏

أين لطف القول ورقّته في الفقرة التي استضفن فيها الممثل إيلي متري حين أخذ يروي ما اعتبره موقفاً ظريفاً.. وليس في حقيقته سوى خدش لحياء المتلقي من خلال إيحائه بألفاظ نابية.. أليس من معاني الأنوثة الحفاظ على الحياء العام.. ؟‏

تأتي فقرات (Z ladies) منوّعة.. مختلطة.. وما يجمع بينها لا يتعدّى كونه تصدّر الإناث الأربع.. ولا بأس حينما يُضاف إليهن خامسة عبر شخص الضيف الذي لربما كان أنثى أخرى.. وتصوّروا ما هي القيمة المضافة التي تمنحها المدعوة نانسي أفيوني من خلال الحديث عن شائعة تحوّلها إلى «العروس الهاربة» بالنسخة العربية.. تفصّل وتستفيض في ذكر تفاصيل زواجها.. وأنها بالحقيقة أقامت أربعة أعراس لا واحدَ فقط.. والخامس، على قولها، كان بالزفّة التي صنعها لها البرنامج محوّلاً، في هذه الفقرة، منصة الضيف إلى (بيست) رقص.. يجذب المقدّمات متمايلات.. متماوجات.. حول العروس الهاربة.‏

حركة تمويه يحاول البرنامج من خلالها (التزويغ) ولو قليلاً عن لبوس الأنوثة باستضافته قامة سياسية، في الحلقة السابقة حضر النائب إيلي ماروني.. لكنها وجبة سياسة (دايت).. لتبقى متوافقة مع «ستايل» النواعم..‏

وللحقيقة.. فكرة البرنامج بعمومها لا تعدو كونها (دايت بدايت).. حفاظاً على تسطيح مضمونه.. ذي البعد الواحد.. وخوفاً من كون أي فكرة (ثقيلة- وازنة) يطرحها.. لها أن تنسف أوزان الماكياجات والبهرجات والتسريحات.. فتقلب حال (السنيورات) المتأنقات.. إلى شمطاوات مخيفات..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية