تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


يحاولــــــون العـــــودة من النافـــــذة

فضائيات
الأربعاء 27-11-2013
 رمضان رجب إبراهيم

لا يمكن أن ننكر دور الإعلام الايجابي أو السلبي في تغيير الوعي الجمعي لمجتمع معين أو لأمة ما وربما من هنا تم اللعب والتخطيط من قبل أدمغة وعقول كبيرة وصلت لدرجة البحث عن شيطنة الإعلام عبر منظومات ضخمة

تعمل على مدار الساعة وتدخل في أدق تفاصيل الحياة لتلك المجتمعات التي تنوي الفتك بها ومن هنا جاء فيضان المصطلحات وأصبحت قنوات عديدة تردّد ما جاءها من صحراء تلك المنظومات .‏

ربما كانت السياسة هي الميدان الأكبر لتلك الاختبارات والمصطلحات وحركات الشيطنة وخير دليل على شيطنة الإعلام ودخول قنوات فضائية على الخط ما بتنا نسمعه منذ سنوات وحتى هذه الأيام بعد هبوب رياح (الربيع العربي) الخماسينية التي لوّنت الشوارع والأرصفة والساحات ولوحات الإعلان باللون الأحمر لأبرياء لا ذنب لهم .‏

من هنا بدأ المتابع يتلمّس الخيوط السريّة لتلك القنوات التلفزيونية التي ترتبط بشكل خبيث بتلك المنظومات التي تحدثنا عنها سابقاً وأصبح بإمكانه أن يستغني عن متابعة برامجها وتحليلاتها اللعينة فأخرجها من الباب الواسع واستبدلها بقنوات أخرى حافظت على مصداقيتها وشرفها المهني وسمعتها الاخلاقية.‏

لا شك بأن العديد ممّن يعملون من خلف الكواليس في تلك القنوات قد لاحظوا انخفاض نسبة المتابعين لقنواتهم في أكثر من بلد لا أجد مسوّغاً لتعداد أسمائها بل سأكتفي بذكر ما حدث في سورية بخصوص هذا.‏

في الحقيقة هناك أكثر من محطة تلفزيونية عربية كان المتابع السوري يثق بها ثقة مطلقة بعد أن وجد فيها الجرأة والسرعة في نقل الحدث إضافة إلى الحيادية التي لم تظهر في قنوات أخرى ولكن الذي حدث هو انجراف تلك القنوات مع المصطلحات والتعابير والألفاظ التي سوّقها الآخر فأصبحت تردّدها بشكل ببغائي فيه الكثير من الوقاحة والغباء أحياناً وقد كان ذلك كافياً ليمتنع المواطن العربي السوري عن متابعتها خصوصاً بعد أن انفضح دورها والتضليل الذي مارسته من خلال العديد من الفبركات الكاذبة .‏

هنا كان لا بد للمعنيين من البحث عن خطّة أخرى في تلك القنوات تستطيع من خلالها الدخول من النافذة بعد أن أخرجتها السياسة من الباب بفضل وعي المواطن العربي السوري وربما من هنا رأينا على مدى عدة أشهر الاستضافات المتكرّرة لقامات وشخصيات فنيّة على شاشة تلك القنوات وقد وصل الأمر في بعض المحطات لإعطاء فنانين سوريين مساحة ما لتقديم برامج فنيّة معتمدين على مكانتهم في خيال وعين وأذن المشاهد العربي السوري وربما يمكننا من خلال هذا أن نفسّر وجود برامج لا تقدّم أي ثقافة أو فن كبرنامج (غنيلي لغنيلك) المليء بالصراخ والزعيق أو برنامج (نوّرت mbc) وبرنامج (وبعدنا مع رابعة ) وغيرها من البرامج التي استضافت بعض الشخصيات الفنية بعد أن انجرفت هذه القنوات باتجاهات غير منطقية وغير مهنية .‏

مهما يكن فالحفاظ على شرف المهنة والحيادية والمصداقية وسلوك الطريق الواضح هو الذي يبقى في ذهن المتابع وهو الذي يُبقي هذه القناة أو تلك ضمن القنوات المفضلة والأكثر متابعة..!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية