تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الطريق إلى جنيف ليس مستحيلاً..

نافذة على حدث
الأربعاء 27-11-2013
 حسين صقر

مع أن الجميع يعلم صعوبة الطريق إلى المؤتمر الدولي بشأن الأزمة التي يعاني منها السوريون ، وأنه وعر ومعبد بالأشواك، يدركون في الوقت ذاته أنه ليس مستحيلاً، ويمكن اجتيازه إذا توفرت النيات الحسنة لدى من سيترافقون للسير عليه.

تلك النيات مهمة جداً، ولاسيما أن ثمة أطرافاً يتربصون شراً، ولا يريدون أن يصل الذاهبون إلى المؤتمر المنشود بخير وسلام، خاصة وأنهم استأنسوا رائحة البارود والدم التي تفوح من الأراضي السورية، نتيجة الإرهاب الذي يدعمونه ويمولون.‏

هذه الأطراف على رأسها بني سعود الذين كشروا عن أنيابهم، وأظهروا حقيقة جنسهم، وتحولوا فجأة إلى وحوش ضارية، تريد تمزيق الأحشاء والقلوب العربية، وزاد من قساوتهم أيضاً أنهم تماشوا مع محتل قديم لم نستطع نسيان أو مسح جرائمه من ذواكرنا، ومستعمر عنصري حديث، يريد التوسع والتمدد على حساب الآخرين.. ومن عاشر القوم أربعين يوماً، بالتأكيد هذا مصيره.‏

لذا فالطريق إلى جنيف، وبعد تحديد موعد انعقاده في الثاني والعشرين من كانون الثاني من العام المقبل، ربما باتت معالمه أكثر وضوحاً، لكن ما هو مطلوب من المجتمع الدولي، ونخص منه الأطراف التي تتعامل مع الأزمة بعين وأذن واحدة، أن تدرك حقيقة واحدة وهي أنهم لو تركوا السوريين مختلفين دون التدخل بشؤونهم، لتصالحوا، وخرجوا بنتائج مذهلة، ولكنهم لم يتدخلوا وحسب بل استقدموا من المارقين وقطاع الطرق واللصوص لبناء جسر للسوريين من أجل العبور إلى الحرية.‏

«معذورون» هؤلاء فهم لا يدركون أساساً ماهية الحرية ومعانيها السامية وممارساتها، ودروب الوصول إليها، ففاقد الشيء لا يعطيه، ولا يعلمون أيضاً أن الشعب السوري لن ينصاع لرغباتهم، ولو انفقوا من الأموال ما أرادوا، واستنزفوا من خيرات بلادهم التي جادت عليهم لإنفاق تلك الأموال على أعمال الخير وخدمة المقدسات التي يدّعون حمايتها.‏

بذات الوقت السوريون يشكرون الدول الصديقة وعلى رأسها روسيا وإيران والصين لوقوفها وموقفها المشرف، وقراءة الأحداث ببصر وتعقل وبصيرة، وإدراكها أن العنف لن يولد إلا العنف وأن نيران الأزمة لن يطفئها إلا ماء الدبلوماسية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية