تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


جدران إسرائيل العنصرية تهدد الجولان و الأغوار الفلسطينية

شؤون سياسية
الأربعاء 27-11-2013
 دينا الحمد

لم يخرج الكيان الاسرائيلي العنصري يوما من عقد «الفيتو» وبناء الجدران العازلة التي تؤسس للفصل العنصري رغم ان هدفها السياسي يتلخص بمنع اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وانهاء «حل الدولتين»

وجعل الاراضي الفلسطينية جزرا متناثرة لارابط بينها ، فالعامل الايديولوجي الذي يضرب جذوره عميقا في العقيدة الصهيونية هو الذي يحرك هذه السلوكيات العنصرية وان كانت اهدافها متعددة كما ذكرنا ، وفي هذا السياق تتجه حكومة نتنياهو لبناء جدار فصل عنصري جديد يفصل الضفة عن الاردن بعد اعلانها غير مرة عن بناء جدار آخر ضمن اراضي الجولان السوري المحتل .‏

فحكومة الاحتلال العنصرية وافقت مؤخرا على مخطط جديد للبدء باقامة جدار فصل عنصري على طول الحدود بين الاراضي الفلسطينية المحتلة و الاردن في الاغوار في خطوة استفزازية جديدة تستبق المفاوضات المفترض عودتها الى النور لعرقلتها قبل انطلاقها مرة بالاعلان عن مئات الوحدات الاستيطانية التي سيتم بناؤها ومرة اخرى بالاعلان عن هذا الجدار العنصري الجديد.‏

الاعلام الصهيوني كعادته نشر الخبر اولا وروج ان التخطيط لاقامة الجدار الجديد يهدف الى توجيه رسالة للفلسطينيين مفادها ان الكيان الاسرائيلي لن ينسحب من الاغوار الفلسطينية و الاردنية مهما كانت الاتفاقيات و مهما كانت الخلاصة التي ستتوصل اليها المفاوضات في المستقبل.‏

ومن يتابع بدقة اجراءات الاحتلال التوسعية العنصرية يدرك ان حكومة الاحتلال تريد تحقيق هذه الاهداف مجتمعة وفرض امر واقع على المفاوضات و تكريس الاحتلال على الاراضي الفلسطينية المحتلة و خصوصا في الاغوار لخصوبتها و لاهميتها الاستراتيجية بالنسبة للكيان التوسعي ، و التي تتمثل بمنع التواصل بين الوطن الفلسطيني و دولته المفترضة و بين جواره العربي تماما كما هو الحال في الفصل بين الضفة و القطاع و حصار القطاع بشكل مطبق و كأنه معزول عن العالم الخارجي ، فضلا عن منع وصول المقاومين من منطقة الى اخرى و خنق القرى الفلسطينية في الضفة الغربية من جهتي الغرب حيث الكيان الاسرائيلي ومن الشرق بعد السيطرة على الاغوار .‏

و الواقع فان الاحتلال الاسرائيلي لم تتوقف اطماعه على الاغوار الفلسطينية للاردن بل وضع عيونه على كامل الحوض المائي الذي يمثله نهر الاردن فقد حسم الاحتلال الامر مبكرا جدا عندما قام باغلاق المخرج الجنوبي للنهر عند الشاطئ الجنوبي لبحيرة طبريا لوقف تدفق المياه الى هذا الجزء بشكل نهائي واعلن منذ زمن طويل عن كامل منطقة الاغوار الفلسطينية المحاذية لضفة النهر بعمق ما يزيد على 10 كيلو مترات منطقة عسكرية مغلقة و مسيجة بشريط معدني ومحاط بالخنادق و الطرق العسكرية و منع الفلسطينيين من دخول هذه المنطقة اعتبارا من اليوم الثاني للاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية عام 1967 و خلال السنوات الاخيرة تم تقوية السياج المعدني و تركيب كاميرات و اجهزة رقابة دائمة و يشكل هذا السياج امتدادا لجدار الفصل العنصري في منطقة وادي الاردن و هذا ما يتماشى مع مواقف قادة اليمين الصهيوني و آخرهم نتنياهو الذي يعتبر بان لا حدود للفلسطينيين مع نهر الاردن و لن يسمح لهم بالاقتراب من ضفة النهر وهو ما دفعه الى اتخاذ قرار اقامة الجدار العنصري الجديد .‏

ولا يحصل الفلسطينيون على اي كميات من مياه النهر منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967 حيث تم اغلاق المناطق المحاذية للنهر و منع الفلسطينيين من الوصول اليها علما بان خطة المبعوث الاميركي جونستون التي وافق عليها الاسرائيليون عام 1955 قد اقرت للفلسطينيين بحقوقهم في مياه الحوض و خصصت حصة لهم بمعدل 250 مليون متر مكعب يتم نقلها عبر مشروع قناة الغور الغربية التي تضمنتها المكونات الانشائية للخطة الا ان كل ذلك لم ينفذ .‏

لقد احاطت الجدران العنصرية القرى الفلسطينية و قسمت اراضيها و منعت الاهل من التواصل مع ابنائهم و اخوتهم وبلغ طول بعضها اكثر من 4000 كم كما هو حال جدار الفصل العنصري الاكبر الذي سيصل طوله الى اكثر من 700كم في نهاية المطاف .‏

و المفارقة الصارخة ان محكمة العدل الدولية اصدرت القرارات التي تقضي بعدم شرعية الجدران العنصرية في الاراضي الفلسطينية المحتلة لكن هذه القرارات ظلت حبرا على ورق ولم تحرك الامم المتحدة ساكنا تجاه هذه الممارسات العنصرية حتى ان الجمعية العامة صوتت بواقع 150 دولة لصالح قرارات تدعم قرارات المحكمة الدولية لكن اجهزة المنظمة الاممية مثل مجلس الامن الدولي ظلت نائمة لان الامر يتعلق بالكيان الاسرائيلي المدعوم من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية .‏

ولعل اكثر ما يثير الاستغراب هو صمت المنظمات الحقوقية و البيئية الدولية عن النتائج الخطيرة و المدمرة للجدران العنصرية التي التهمت آلاف الدونمات و جرفت في طريقها الالاف الاخرى و اقتلعت مئات الالوف من اشجار الزيتون و الحمضيات و التهمت اكثر من 70 بالمئة من الاراضي المروية لمحافظات باكملها مثل محافظة قلقيلية و اكثر من 13 بالمئة من مساحة الضفة الغربية العامة و هجرت الالاف من منازلهم واراضيهم .‏

اما ما يثير السخرية فهو ادعاءات الولايات المتحدة بحرصها على اعادة اطلاق المفاوضات بين الطرفين في الوقت الذي تغض طرفها عن مثل هذه الجرائم العنصرية النكراء !!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية