تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الحرب على الإرهاب.. سياسة المعايير المزدوجة

شؤون سياسية
الأربعاء 27-11-2013
 حسن حسن

بعد تفاقم الإرهاب في سورية، وبعد هذا الحدث الجلل والتفجيرات الرهيبة في دمشق، وفي أنحاء أخرى من المحافظات السورية والقتل العشوائي على الهوية للمدنيين،

واقتحام الساحات الشعبية للإيقاع بأكبر عدد ممكن من أبناء الشعب وكل ماهومستخدم في هذه الهجمات من سيارات مفخخة وعبوات ناسفة يؤكد أن هؤلاء الإرهابيين ومن خلفهم يريدون تخريب سورية وخلخلة الهياكل السياسية فيها.‏

والكل يعلم بأن القوى المتآمرة على سورية وعلى رأسها الرجعية العربية لها اليد الكبرى فيما حدث ويحدث وفيما سيحدث في المنطقة العربية لقد ضربوا العراق ودمروا قوتها العسكرية، وقسموا السودان لتشتيت القوة النفطية الجديدة فيها، وهدموا ليبيا وتركوها لصراعات قبلية ومدنية ولعبوا لعبتهم في مصر وجعلوها تتخبط بهستيريا السياسات الحزبية وأشعلوا نار حرب ضروس في اليمن ضدمايسمونه القاعدة فيها، ولم يبق أمامهم إلا سورية، فشنوا هذه الحملة المحمومة عليها وعلى شعبها وكل ذلك للقضاءعلى كل من يقف في طريقهم ويمنعهم من تنفيذ أهدافهم وخاصة للقضاء على الخط القومي والفكر العروبي وضرب النموذج التنموي والحضاري في سورية والأمان الذي كان فيها، والذي لامثيل له في العالم.‏

الحرب الدائرة في سورية التي مضى عليها مايقارب الثلاث سنوات تم تبنيها من دول تدين بالولاء للولايات المتحدة والكيان الصهيوني وهي دول عربية وأخرى غير عربية، العربية منها تخالف ميثاق الجامعة العربية وميثاق الأمم المتحدة وغير العربية تخالف ميثاق الأمم المتحدة وعلى رأسها الولايات المتحدة التي فيها مقر هذه المنظمة الدولية.‏

فالسعودية وقطر تمولان الإرهاب في سورية، والأردن حدودها في خدمة دخول الإرهابيين بعد التخرج في معسكرات التدرب فيها برعاية أميركية لابل إن السعودية تحارب من يعترض على مشاركتها في تسليح وتمويل الإرهاب حيث جاء على لسان وزير خارجيتها سعود الفيصل في مؤتمر عقد في جدة وأمام وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن المملكة لاتتسامح مع كل من يعارضها في دعم وتسليح مايسميه بالمعارضة وكما يصرح وزير الخارجية البريطاني بضرورة تسليح الإرهابيين والسؤال المطروح هو: هل «هذه الديمقراطية» التي تنادون بها وزرعتموها في العراق وأفغانستان وهل هذا الأمن والسلام الذي وقعتم عليه في ميثاق الأمم المتحدة وياعرب الخليج ومن تعاون معهم من العرب وغير العرب هل هذا الذي تفعلونه من تجنيد للمرتزقة من مختلف بقاع العالم وتمويلهم وتسليحهم ينسجم مع ميثاق الجامعة العربية؟! لكنكم فعلتموها مع العراق وليبيا والسؤال الملح إلى أميركا ورئيسها الديمقراطي وأتباعه من العرب: هل تصح تسمية معارضة على الشراذم ألم تقولوا على مايسمى جيش«النصرة» ارهابيون هل تغيرت نظرتكم عن الإرهاب لكن المتابع لسياستكم لايستغرب ذلك، ألم تكن أميركا هي من أوجد ماسمتهم بالمجاهدين في أفغانستان ودعمتهم دول عربية بالمال إذ ذكر أحد قادة المقاومة الفلسطينية في محاضرة ألقاها في إحدى الجامعات العراقية في التسعينيات من القرن الماضي أن ماقدم من السعودية للمجاهدين في ذلك الحين والإرهابيين حالياً 300مليون دولار وللمقاومة الفلسطينية ليس أكثر من 10 ملايين دولار وأصبح هؤلاء المجاهدون فيما بعد ارهابيين، المتابع للسياسة الأميركية لايستغرب ذلك بل يؤكد أن الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا ليس لديهم أدنى التزام بميثاق الأمم المتحدة الذي أصبح حبراً على ورق إلابما يخدم مصالح هذه الدول، وإن على شعوب العالم أن تنتبه إلى سلوكيات هذه الدول الشريرة وأن يطالب أعضاء الجمعية العامة بنقل منظمة الأمم المتحدة إلى جنيف بدلاً من مقرها الحالي في نيويورك وعلى كل حال، مهما اختلفت المسميات فالأعمال الإرهابية هي إرهاب ضد الإنسانية في أي مكان تحدث وإذا كان على الدولة أن تضرب بيد من حديد،لتحمي مواطنيها بكل مالديها من إمكانيات فإن على الأمم المتحدة ومجلس الأمن أن يعالجا من الصمم والعمي لأنهما لايريان مايفعله الإرهاب على الأرض السورية، ولايسمعان صرخات الأم وأنات المكلومين من أبناء الشعب السوري الذين لاذنب لهم إلا أنهم وقفوا خلف قيادتهم رافضين الذل والاستسلام.‏

وعلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن أن يصدرا القرارات التي تدعو لوقف هذا الإرهاب وتحميل الدول الداعمة له المسؤولية ومحاسبتها عن كل قطرة دم تراق على الأرض السورية وتطالب القوى الرجعية العربية أن تتحمل مسؤوليتها الأخلاقية الإنسانية تجاه مايحدث في سورية، وأن تكف عن تمويل الإرهابيين ودعمهم وعن قتل أبناء جلدتها وعن التجييش الإعلامي المفبرك، وثمة سؤال حق يتبادر للذهن: لو كان هؤلاء يهاجمون الدول التي تساعدهم الآن بالمال والسلاح هل تطلق عليهم معارضة وترش ماء الورد عليهم أم تستعين بأميركا وبريطانيا و«إسرائيل» لمساعدتها على قمعهم؟!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية