تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حين يصمت الإعلام عن مخالفات أميركا !

عن موقع : Voltairenet
شؤون سياسية
الأربعاء 27-11-2013
 ترجمة : دلال ابراهيم

ثمة طرق عدة لانتهاك معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية . وقد اختارت الولايات المتحدة السرية الكاملة في هذا الموضوع , فهي من جهة تعمل على تحديث القنابل , وعن طريق حلف الناتو تعهد بهم إلى حلفائها . وفي هذا الصدد طلبت من شركة بيونغ تصنيع 400 قنبلة نووية حرارية نوع B61 Mod 12.

سلطت وسائل الإعلام أضواءها على جنيف , حيث دارت فيها محادثات ترمي إلى نزع السلاح النووي الإيراني , الذي لا تملكه في الأصل وانضمامها إلى معاهدة عدم انتشاره . وتبقى إسرائيل , في المقابل في الظل , على الرغم من أنها تمتلك المئات من القنابل النووية الموجهة صوب إيران ودول أخرى , علاوة على أنها لم تنضم إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية .‏

وفي حقيقة الأمر , الولايات المتحدة هي التي تبقى أكثر في الظل . ففي الوقت الذي تشارك في جنيف بنزع السلاح النووي الإيراني , تعمل على مد أوروبا بكميات ضخمة من الأسلحة النووية المخزنة في ألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا وتركيا . وتبلغ حوالي 200 قنبلة من نوع B-61 . بالإضافة إلى أكثر من 500 رأس نووي فرنسي وبريطاني جاهز للإطلاق في أي لحظة . ووفقاً لتقديرات متحفظة , تحوي إيطاليا من 70 إلى 90 قنبلة مخزنة في افيانو ( فريولي ) وغيدي تورو . ولكن من الممكن أن يكون هناك أكثر من ذلك في مواقع أخرى . ومن غير المعروف على وجه التحديد عدد الأسلحة النووية الموجودة على متن القطع البحرية للأسطول السادس وسفن حربية أخرى ترسو على الشواطئ الإيطالية في البحر المتوسط .‏

وما نعرفه بشكل رسمي هو أن القنابل من نوع B - 61 سيتم تحويلها في الوقت الحالي إلى قنابل السقوط الحر ( الذكية ) أي التي يتم إطلاقها من مسافات بعيدة نحو الهدف من خلال استخدام نظام الأقمار الصناعية وتوجيه الليزر . ولدى تلك القنابل الحديثة الموجهة بدقة , والتي تبلغ تكلفتها المتوقعة من 8 - 12 مليار دولار لإنتاج 400 - 500 قنبلة قدرة تدميرية تبلغ بالحدود الوسطى 50 كيلو طن ( أي حوالي أربعة أضعاف قدرة قنبلة هيروشيما )‏

وثمة جوانب أخرى تناهت إلى مسامعنا من خلال اللجنة الفرعية الخاصة بالقوات الاستراتيجية للكونغرس الأميركي ( 29 تشرين الثاني ) ألقت الأضواء على نحو مثير أكثر للقلق على تلك القضية . حيث تؤكد واشنطن أن « الناتو سيبقى تحالفاً نووياً « وأن » الناتو وحتى في حال توافق مع روسيا حول تخفيض السلاح النووي في أوروبا , سنبقى على شرط استكمال برنامج B61 - 12 « وسوف يحل السلاح الحديث مكان الأنواع الخمسة من B-61 الحالية , بما في ذلك القنبلة الخارقة للتحصينات B61 - 11 بوزن 400 كيلوطن وقنبلة ماكسي B83 بوزن 1200 كيلو طن . بمعنى آخر سيكون لهذه القنبلة نفس القدرة التدميرية التي تمتلكها القنابل الأخرى . وفي الوقت نفسه فإن « B61-12 سوف تندمج مع طائرة F-35 المقاتلة جوينت سترايك « وسيكون لهذا الاندماج أهمية مضاعفة , نظراً لأن الهدف من الطائرة المقاتلة F - 35 هو أن تصبح الطائرة المقاتلة الوحيدة ذات القدرات المضاعفة , أي النووية والتقليدية في سلاح الجو الأميركي والعديد من الدول الحليفة .» وفي هذا الإطار نلاحظ أن ما يجري في أوروبا ليس مجرد نسخة بسيطة محدثة عن B-61 وإنما سلاح متعدد الاستعمال , يقوم بوظيفة العديد من القنابل , بما فيها تلك القنابل المخصصة ( لقطع ) رأس العدو من خلال تدمير تحصينات مراكز القيادة لديه وهياكل أخرى تحت الأرض من الضربة النووية الأولى .‏

وبما أنه لم يتم حتى الآن نشر القنابل الخارقة للتحصينات فوق القارة العجوز , فإن إدخال قنابل B61-12 التي تقوم بوظيفة القنابل الخارقة يعزز من القدرة الهجومية لقوة الولايات المتحدة - الناتو النووية . والطيارون الأوروبيون الذين تدربوا على استخدام B-61على متن الطائرات الأوروبية خلال المناورات الحربية سوف يتم تدريبهم على الهجوم النووي عبر مقاتلات F-35 المزودة بقنابل B61-12 . وعلى هذا النحو فإن أوروبا تنتهك اتفاقية عدم انتشار الأسلحة النووية التي تفرض عليهم « عدم تسلم لأي كان من الأسلحة النووية » وكذلك تنتهك الولايات المتحدة الاتفاقية التي تلزمها بعدم « نقل الأسلحة النووية إلى أي دولة كانت على الإطلاق وعدم السيطرة على هذه الأسلحة .‏

ولكن لا يتم النظر والانتباه إلى هذا لأن أضواء وسائل الإعلام موجهة الآن نحو استعراضات جنيف .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية