وأضاف بيتنجانة لقد تكللت جهودنا وسعينا الحثيث بالتعاون مع مكتب الزيتون وخاصة هيئة البحوث الزراعة ومجلس زيت الزيتون السوري بالنجاح في توضيح مشكلة شذوذ زيت الزيتون السوري عن المواصفات العلمية
وذلك من خلال جهود كبيرة تمثلت بتحاليل نوعية على مدار أربعة مواسم وتقديم العديد من التقارير العلمية لمجلس الزيتون العالمي لاعتبار هذه المشكلة بمنزلة شذوذ عن المواصفة وخاصة بزيت الزيتون السوري وبعد إرسال العديد من العينات وطرح الموضوع على مجلس زيت الزيتون العالمي في اجتماعاته المتكررة في تركيا والأرجنتين وإسبانيا.
فقد وافق مجلس الزيتون العالمي حسب بيتنجانة على اعتبار مشكلة ارتفاع قيمة Delta-7-Stigmastenol في زيت الزيتون السوري في اجتماعه الأخير في إسبانيا وبعد ملاءمتها مع المواصفات الأخرى للزيت بوصفها كتلة واحدة تصف جودة هذه المادة بمثابة شذوذ عن المواصفة العالمية وهو معيار جودة وليس معيار للغش حيث يعد هذا الإنجاز نجاحا ً كبيرا ً سوف تظهر نتائجه تدريجيا ً على عدد كبير من العاملين في هذا القطاع وبالتالي على اقتصاد البلد وهو ثمرة جهود جبارة تم الوصول إليها من خلال التعاون والتنسيق المستمرين مع خبراء وفنيين من عدة دول وخاصة منها إيطاليا والأرجنتين وأستراليا وتونس ولبنان وتركيا.
ولفت الى نجاح نتائج هذا التنسيق العلمي والفني العالمي من تبادل الآراء والخبرات في إجبار الدول المعارضة لهذه التعديلات مثل إسبانيا على الموافقة عليها وإعلانها رسميا ً في اجتماع المجلس في ألمانيا على هامش معرض أنوغا للأغذية.
يذكر ان زراعة زيت الزيتون وقطفه وعصره وتخزينه وتسويقه وتصديره في سورية تلقى اهتماما ًكبيرا ًوقدسية عالية لدى الشعب السوري بكل أطيافه بوصفه مصدر رزق لعدد كبير من العاملين في هذا القطاع والذي يفوق الثلاثة ملايين شخص وكان زيت الزيتون السوري عانى في الآونة الأخيرة عالميا ًمن مشاكل الشذوذ عن المواصفات متمثلة بارتفاع قيمة مركب Delta-7-Stigmastenol لتصل إلى 0.9% وهو أحد الستيرولات التي أعتمدها مجلس الزيتون العالمي بتركيز أقصى 0.5% كمؤشر لغش زيت الزيتون بزيوت نباتية أخرى يرتفع فيها نسبة هذاالمركب. إن ارتفاع تركيز هذاالمركب في زيت الزيتون السوري لايعود إلى مشاكل غش إنما تعود إلى البيئة الجغرافية ونوعية التربة والمناخ والتي أدت بدورها إلى تغيرات جينية ظهرت في تركيبه الكيميائي وبالتالي حالت ووقفت عائقا ً دون تسويقه بالأسعار التي تتناسب مع جودته وهذا ما انعكس سلبا ً على اقتصاد البلد بوصفه منتج زراعي على درجة بالغة الأهمية.