تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إن ينصركم الله فلا غالب لكم...آل الشهيد عيسى عباس: ليهنأ الوطن بأبناء يقدسونه و يجلونه بالشهادة

شهداء
الأربعاء 28-3-2012
آنا عزيز الخضر

يا لحن الشهيد و الوداع، كم سمعناك تهدر هاتفاً لحنك الحزين، كم سمعناك تعيد أنغام الوداع مع مواكب الورود، تهلل لمجد الوطن، تكرر أهزوجتك في ساحاته، فأنت وشهداؤك سيمفونية خالدة ستصدح أبداً في الوجدان و ذاكرة الأجيال ، ألحاناً من الوفاء و الفداء من الشجاعة و الصمود و الإباء، معزوفتك التي تعاد ،تعلن فيها عن زفاف شهيد سوري طلبه الوطن، فلباه راضياً مقداماً كي يحمي الديار من الغدر والمؤامرة.

‏‏

‏‏

أيتها الأم السورية إنك الأمثولة الأروع لهذا الدهر، فكم قدمت من ضحايا و استرخصت فلذة كبدك و خلاصة روحك، بقلب شجاع متعالية على الأحزان صابرة، تصنعين من حزنك حصناً عتيداً ليبقى الوطن مكللاً بالغار أبداً .‏‏

قرية أم طيور في محافظة حماة زفت شهيدها عيسى عباس الذي استشهد بحمص أثناء تأدية واجبه الوطني في حمص.‏‏

وقال والد الشهيد السيد محمد عباس: أفتخر لأنني قدمت ولدي فداء للوطن، و قد كرم الله الشهيد و كرمه القرآن ،و لأنه من أنبل البشر، و إن حًزنا على فراقه لكننا نرفع رؤوسنا عاليا بتلك الشهادة، التي تذود عن كرامة بلدنا.‏‏

و قد كان ولدي مندفعاً و محباً لوطنه مثله مثل الكثيرين من أبناء الوطن، الذين لم يرضوا لسورية إلا العزة و المجد، و عندما كنا نسأله عن أحواله كان يرد علينا بأنه لا يوجد أجمل من الشهادة في سبيل الوطن .‏‏

وأكد والد الشهيد أن التفاني كان شيئاً كبيراً بالنسبة لعيسى، لأنه كان مستعداً للمهمات في أي لحظة و كم من مرة خاطبته جواباً على حبه بالشهادة وحماسه، قائلاً : ليهنأ الوطن بأبناء يقدسونه و يجلونه بهذه الطريقة و من أ جل ذلك ستكون سورية بألف خير.‏‏

أُم الشهيد السيدة فاطمة الأسعد تلك الأم كانت ككل الأمهات السوريات تبادر بشجاعة مغالبة أحزانهاقالت : الحمد لله الشهادة تواسيني على مصابي، فقد ذهب عيسى فداء للوطن وكرامته، وإن خسرناه إلا أننا نفخر كأسرة إذ شاركنا بالتضحيات التي يقدمها الشعب والجيش من أ جل الوطن.‏‏

و نحيي هذا الجيش العظيم الذي ضحى من أ جل عزة وطننا، و هذه القيادة الحكيمة و إن شاء الله سيبقى وطننا دائماً في تقدم و في خير فسورية غالية تحتاج للتضحيات من الجميع.‏‏

أخت الشهيد أمل عباس قالت: نحن فخورون بشهادة عيسى ،وباسم أسرته و قريته نقول : رحم الله كل شهداء الوطن ، وقد أدى واجبه بشجاعة ،و كان همه الوحيد، أن تنتصر سورية على محنتها، فكان على استعداد للشهادة مرات و مرات، و أصيب أكثر من مرة، و يمكننا القول : إن ما قام به واجب وطني لكن حماسه كان كبيراً ، و كان يردد دوماً في أحاديثه أن الروح ترخص من أ جل الوطن و قد وضع الشهادة نصب عينيه على الدوام, لتتجاوز سورية أزمتها .‏‏

أخو الشهيد السيدعلي عباس قال : الشجاعة و الإقدام موهبة من الله تعالى يمن بها على عباده المؤمنين ، وقد بدا ذلك واضحاً في مسيرة الشهيد عيسى منذ الطفولة ،و أحس بها الكثيرون ممن عرفه من رفاقه ومحيطه ،وكانت هذه الشجاعة القاعدة التي أسس عليها لاحقاً الخصال والصفات الحميدة التي يطمح إليها الإنسان من الصبر إلى التواضع و حسن الخلق و حب العطاء و مساعدة الآخرين دون مقابل. وأضاف أخ الشهيد: كل ذلك غيض من فيض مما امتلكه عيسى من خصال حميدة، و كل من عرفه يدرك ذلك، و قد ترك سمعة طيبة عند الآخرين ،وانتسب إلى صفوف الجيش كي يحقق ما يصبو إليه في خدمة وطنه .‏‏

و قد كان محباً لعمله ومهيأ للدفاع عنه ، ضد أي خطر فكان يندفع و يسعى لأي مهمة يكلف بها ، خلال الأحداث الأخيرة التي تمر بها سورية الحبيبة، وقد بقي متفائلاً وواثقاً متسلحاً بالإيمان ، راغباً بالشهادة ، فاطمأنت نفسه بها فطوبى له الشهادة فقد كتب اسمه بحروف من نور لن تمحوها الدهور.‏‏

فيما قال أحمد عباس أخ الشهيد :كان للشهيد سمات شخصية خاصة ، وقد كان صبوراً ،لم نره يشتكي يوما ، حنوناً وطيب القلب بشكل ملفت للنظر، يمتلك روحاً مرحة ،يتعالى على صغائر الأمور دوماً ،وامتلك صفات مثالية بحق، جعلتنا نستقبل رغبته بالدفاع عن سيادة الوطن والشهادة كأننا نعرفها منذ زمن بعيد ،وقد اندفع إلى مهمته اختيارياً، وتقدم للشهادة بكل إيمان ،وكان واثقاً من انتصار سورية على أزمتها .‏‏

والشهيد من قرية أم طيور محافظة حماة متزوج وله ولد واحد.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية