تبدو صورة الواقع الأولى راصدةً يوميات شادي ونيروز.. بطلي برنامج (هو وهي - mbc).
ثم تأتي صورة أخرى يُفترض أنها واقعية تماماً لا لعب فيها ولا تزوير.. ناقلةً تفاصيل الاستقبال الذي حظيت به كل من كارمن سليمان ودنيا بطمة.. نجمتي برنامج (Arab idol – mbc) لدى زيارتهما لبلديهما.
هل (الأرضية الواقعية) التي تُبنى عليها كل من الصورتين السابقتين.. هي ذاتها هنا وهناك..؟ هل هناك من أرضية.. وهل هناك من واقع..؟
وعلى افتراض أن (الجذر) واحد.. هل يؤدّي ذلك إلى وجود خيوط (تشابه) تلمحها عين المتلقي.. ويدركها ذهنه.. لتمتد خيوط (لا مرئية) تقارن تلقائياً بين مدى صدقية الاثنتين..؟
للأمانة.. نسأل:
هل غرست الصورتان.. إحداهما أو كلاهما.. في وجدانك شيئاً من المصداقية لدى تلقيك لهما..؟
ما هي مفرزات الواقع الذي يقدّمون..؟
المفرزات.. أو النتائج ترتهن حصراً إلى المقدّمات.. إلى الكيفية التي يتمّ فيها (تقديم) هذا الواقع..
ومفردة (التقديم) هنا.. تتماهى ومفردة (التصنيع). فواقعهم لا يعدو كونه مصنّعاً.. مغلّفاً (بالجيلاتين.. بالسيلوفان) ليبدو (فريش).. ممارسةً لعملية (خداع بصري) وما وراء بصري.. أي عقلي.
في الصورة الأولى.. تتوضّح حالة (التركيب) أو (الفبركة).
في الثانية.. تبدو المبالغة هي الواضحة.. وإن لم تشتمل على شيء منها.. فحالة اختلاق (الواقعة – الواقع) لايتوه عنها متأمّل.
والسؤال..
هل ينحصر اختلاق الواقع.. (تقديم المبالغ فيه).. على مشاهدة الاستقبال (العرمرمي) لدنيا بطمة..؟
لدى تكبير الصورة العامة.. يغدو السؤال:
ما الوقائع.. ما الأحداث التي يصوّرون.. وما هي شاكلة الحياة التي تقدمها كاميرا (mbc) في برامجها..؟
(الاختلاق) تماماً هو التوصيف الأدق.. فواقعهم (مختلق).. يقوم على أعمدة من (إيهام).. وجدران من (مبالغة)..
وبين هذه وتلك ينشأ (وهم الواقع).. بما يشتمل عليه من مفرزات ونتائج.. هي بدورها قادرة.. وبحكم (التنويم الفضائي).. على إنشاء عالم يضاهي دنيا (الافتراض).
هل المنجى الوحيد للفضائيات من تهمة (الافتراض) هو كونها مرئية..؟
دققوا أكثر في المشهد العام..
ألا تساهم حيل (المرئي).. أحياناً.. بتكريس (الافتراض) أكثر.. وبالتالي ترسيخ عوالم يريدون لها أن تتشابّه وتنتحل ملامح الشيء الواقع على الأرض..
ألا يدركون أن بين الحاصل على الأرض.. وبين الحاصل في الفضاء.. هناك مسافة فاصلة.. يصعب ردمها حتى بأعتى تقنيات البث.
بأدواتهم.. يصنعون.. يختلقون.. يتوقعون ويفترضون واقعاً على هواهم.. فيه (ذرّة) حياتية.. يكبّرونها بمناظير فضائياتهم.
هل تناسوا أن قياسات الفضاء تختلف عن قياسات الأرض.. غالباً لم ينسوا إنما جعلوا منها لعبتهم.. استغلوها ووظفوها بما يتناسب وغاياتهم.