تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«هنَّ» الحرة درس جديد في الردح الفضائي

فضائيات
الأربعاء 28-3-2012
جوان جان

حتى أمد قريب كان يسود اعتقاد هو أن معدّي البرامج التلفزيونية، وتحديداً الحوارية منها، ومن أجل الخروج بأفضل النتائج مما يؤثر إيجابياً على مسيرتهم المهنية فإنهم يعمدون إلى استضافة ضيوف لهم علاقة مباشرة (أو حتى غير مباشرة) بمضمون الحوار المنوي إدارته مع الضيف أو مع مجموعة الضيوف،

ولم يكن أحد ليصدق أن يعمد معدّ ما إلى استضافة أشخاص لا علاقة لهم بمضمون الحوار لأنه ليس من المنطقي أن يتعمّد صاحب برنامج تلفزيوني إفشال برنامجه.‏

هذه القناعة لم يعد لها ما تستند عليه اليوم بعد أن أطاح بعض أصحاب البرامج التلفزيونية بها وذلك عندما راحوا يستضيفون من لا يرتبط بأي رابط بموضوع الحوار، الأمر الذي انعكس سلباً على العديد من البرامج التلفزيونية في الفضائيات العربية.‏

أحدث هذه الأمثلة ما بثّته فضائية «الحرة» الأميركية الناطقة بالعربية من خلال برنامجها «هنّ» الذي يمكن الاستنتاج من عنوانه أنه يتحدث عن قضايا تخص المرأة بشكل عام، وقد خصص البرنامج إحدى حلقاته الأخيرة للحديث عن المرأة في سورية، أي أن المعنيّ بالموضوع بالدرجة الأولى هي المرأة السورية في حياتها ويومياتها، وبالفعل استضاف البرنامج امرأة سورية، لكن المدهش هنا أن أصحاب البرنامج لم يجدوا في ملايين السوريات من يمكن أن يتحدث عن واقع المرأة السورية سوى امرأة تقيم خارج سورية منذ عشرات السنوات وتقول عن نفسها بأنها روائية رغم أن الإنجاز الروائي الوحيد الحقيقي في حياتها هو تماثل اسمها مع اسم الأديبة السورية الكبيرة غادة السمان، وقد كان من الواضح أن ضيفة البرنامج لا تمتلك أبسط المعلومات عن واقع المرأة السورية اليوم، أو حتى قبل عشرين عاماً فراحت هذه الضيفة تهذر بأحطِّ الكلام بحق المرأة السورية وبحق بلادها عموماً، الأمر الذي حوّل البرنامج إلى جلسة من الردح الشوارعي الذي لم تبذل مقدمتا البرنامج أدنى جهد لإيقافه عند حدِّه، وبدلاً من ذلك أخذت مقدمتا البرنامج بمحاصرة الضيف الآخر في الحلقة الأستاذ مضر بركات الذي بدا متوازناً ومنطقياً وعقلانياً ومهذباً (زيادة عن اللزوم) وهو الأمر الذي استغلته مقدمتا البرنامج فقامتا بمنع السيد بركات من إتمام ولو فكرة واحدة حاول إيصالها عن طريق المقاطعة الفجّة لكلامه وترك الحبل على الغارب للضيفة (الردّاحة).‏

والواقع أن السيد بركات لم يخطئ عندما وصف خلال البرنامج بعض السلوكيات الإعلامية لبعض الفضائيات العربية بأنها إرهاب إعلامي، وقد تجلّى هذا الإرهاب بالفعل في سلوك معدّي ومقدّمي البرنامج الذين استغربوا هذا الوصف وهم الأساتذة فيه.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية