وممنوع عليك النظر للخلف إلا بالقدر الذي يدفع مسيرك ويطوره، لأن إرادة البقاء والحياة فينا أقوى من محاولاتهم لإقناعنا بفكرة التلاشي والشتات، فأفكارنا التي تاهت قليلا مما رأته من موت ورعب، هي نفسها بوصلة وجودنا في هذه المعركة.
ليس ترفاً أن نأكل ونشرب ونحاول تناسي الموت ونغفل أعيننا قليلاً، ونحن نمضي في هذه الحياة ونقنع أنفسنا أننا نمارس الحياة، ونصطنع ما يشبهها.
لسنا مرضى نفسيين ولا مفصولين عن واقعنا، ندرك تماماً ما يجري حولنا ونعي الموت والدمار الذي لحق بوطن الياسمين الجميل. لكنها إرادة الحياة، والحلم بأن نعود كما كنا قبل هذه الحرب المأفونة.
فعل الحياة صمود وتحد كي لا ننسى ما كنا عليه من حضارة وحب وسلام، قبل أن يقتحم حياتنا أصحاب المغائر والكهوف، الذين انقطع عن عقولهم نور الله، وانطفأت في قلوبهم رحمته..
ربما غيروا فينا وانتهكوا حياتنا بفجورهم؟؟ لكنهم أبدا ما استطاعوا أن يقتلوا توقنا للمحبة، وعشقنا للحياة، وفرحنا بلون الأمل ذي العينين الخضراوين.
مازالت إرادة النصر قوية في أعماقنا تشق الطريق إلى الغد، وإن كان معبداً بالغصات والأنات والآلام.
نحن محكومون بالأمل والنصر والقيامة لأننا من سلالة ما استطاع طاغ ولا مستعمر باغ أن يفنيها ولا زمن أن يمحوها..هيهات أن تهزم الرياح شموخ الجبال.. وهيهات هيهات منا الذلة فنحن سورية الصمود والحياة.