تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ندوة.. التعددية.. سر الاختلاف والتنوع.. احتفاءً بالعربية.. «شكسبير ودوستويفسكي».. ومحاكمات قانونية.. إبداعية

ثقافة
الاربعاء13-4-2016
هفاف ميهوب

لأنها اللغة التي فاقت في مركزها وأهميّتها وعالميّتها كل اللغات، ولأنها كانت ومازالت، رمزاً لغوياً لوحدة عالمٍ من الثقافة والمدنية،

‏‏

أيضا، لأنها برهنت على صمودها في وجه كل المحاولات التي سعت إلى التقليل من مكانتها الحضارية. لأنها كذلك, خُصِّص أكثر من يوم للاحتفاءِ بها، باللغة العربية التي تابعنا في اليوم العاشر من الشهر الجاري /نيسان/ .‏

الندوة التي أقيمت في جامعة الشام الخاصة، بدأت بالوقوف دقيقة صمتٍ إجلالاً لأرواح شهداء سوريتنا الأبية، ومن ثم بترديدِ نشيد الجمهورية العربية السورية.‏

‏‏

إن ماسبق الحديث عن «المحاكم والقوانين بين شكسبير ودوستويفسكي»، عنوان الندوة الثقافية التي أدارتها الدكتورة «صفاء قدور» وشارك فيها كل من الدكتورة «ريما الحكيم» والدكتور «راتب سكر» وأيضاً، الدكتور «بديع مستو».‏

بدايةً، وبعد تقديم الدكتورة «قدور» لملخصٍ حول مضمون هذه الندوة التي أكدت على أهمية ومرونة لغتنا في الأعمال المترجمة إلى العالمية، عرّفت د: «الحكيم» الحضور، بالعصر الذي عاش فيه «شكسبير».. عصر المنازعات والفوضى والخلافات التي استلزمت تطبيق القوانين الصارمة.. القوانين التي تناولها هذا الكاتب المسرحي بطريقةٍ جعلته من أكثر الكتاب الذين اعتمد رجال القانون على أعمالهم في مرافعاتهم وقراراتهم.‏

عرَّفت بذلك، لتؤكد بعدها على ضرورة أن يكون المختص بالقانون على قدرٍ من الإلمام بالأدب. تماماً، مثلما على الأديب أن يكون على قدرٍ من الإلمام بالقانون.‏

إذاً، هل نتحدث عن القانون في الأدب، أم عن شكسبير في القانون؟.‏

سؤال، طرحته «الحكيم» لتقوم بعدها بالحديث عن شكسبير ومسرحياته التي اقتُبِسَ منها في قاعات المحاكم... «شكسبير» الذي وإن لم يكن الكاتب الوحيد الذي اقتَبَسَ رجال القانون من أعماله، إلا أنه كان من أكثر الكتاب الذين تناولوا القانون بطريقةٍ جعلت المواضيع التي تناولها، محطّ اهتمام القانون ورجاله..‏

أما أكثر الأعمال التي تناول فيها القانون» فـ «تاجر البندقية». المسرحية التي نادى من خلالها بما جعله يظهر وكأنه يريد إصلاح القانون الذي كان سائداً في عصره.. نعم، يريد إصلاح القانون الذي نوّه أيضاً، إلى عواقب غيابه أو التسامح بتطبيق عقوباته، والذي تحدثت «الحكيم» مطولاً عن وروده في أعماله.. تلك الأعمال التي ختمت بالحديث عن أشهرها «تاجر البندقية». المسرحية التي ذكّرتنا بأحداثها التي هدف «شكسبير» منها، إلى مخاطبة القانون بأن: «جمال الرحمة أن تكون خياراً لا اضطراراً، لأنها كماءِ السماءِ ينهمر بالخيرِ، ويهطل باليُمنِ عفواً ممن وهب، وبركة ممن كسب. فإن كانت الرحمة عفواً صادراً عن مقدرة فهنالك بهاءُ قدرتها وازدهار جلالها... الخ»..‏

إنه الخطاب الذي أنهت به «الحكيم» دراستها. الدراسة التي قدمت من خلالها مفارقة بين أحكام القانون ومبدأ الإنصاف والقسط لدى «شكسبير» لطالما وحسبما يرى: «عندما يتسبب التشدد بالقانون بفقدان الإنصاف، لن يتحقق العدل».‏

ننتقل إلى الدكتور «راتب سكر» الذي اكتفى بسردِ ما أمتع جمهور الندوة. اكتفى بسردٍ مختصر لما دلّ على تداخل الأدب مع القانون من خلال رواية «الجريمة والعقاب» للكاتب الروسي الشهير «دوستويفسكي» الأديب الذي جعل جحيم المعاناة والعوز والفقر، يدفع بطله «راسكولنيكوف» طالب الحقوق، للقتل. ليتصارع بعدها ضميره مع واجبه.. إنسانيته مع الجرم الذي أسرهُ ضمن سجن التأنيب الكامن مابين بحثه عن العدل والإنصاف، ومابين ضرورة نيله للعقوبة التي استحقها وكان منها يخاف..‏

أخيراً، تحدث الدكتور «بديع مستو» عن العلاقة بين القانون والأدب الذي عرّفه على أنه أحد أشكال التعبير الإنساني عن خواطر وهواجس وأفكار الإنسان، وبأرقى الأساليب الكتابية «شعر، قصة، رواية».. عرّف أيضاً القانون، وبأنه مجموعة قواعد قانونية تنظّم حياة المجتمع وعلاقاته.‏

تحدث عن ذلك، ليؤكد بعدها على ضرورة إلمام الأديب بالقانون، وكذلك رجل القانون بالأدب، وعلى الصلة مابينهما.. الصلة التي يُفترض أن تكون أخلاقية قبل أن تكون قانونية لطالما، يُفترض أن يقوم القانون وأن يستند على القواعد الأخلاقية.‏

باختصار، لقد كانت الندوة خطوة جيدة في اعتمادها على أمثلة «أدبية-عالمية» أريد منها وقبل كلّ شيء، جعل المتابع، يشعر بأن لاأهمية لهذه الآداب، إلا إن تُرجمت إلى اللغة العربية، وبكلِّ مافيها من سلاسة وليونة ممتعة وشمولية..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية