خصوصاً الملك الخرف والسلطان الواهم الباحثين عن طوق نجاة عند بعضهما والمُتجهين لمدِّ مزيد من الجسور مع الكيان الإسرائيلي بمساعدة ملك قنوات الاتصال مع إسرائيل الذي يتحرك في السر والعلن بين عَمّان وتل أبيب كما كان يفعل والده تماماً.
سورية التي أقفلت الكثير من بوابات الشرور، والماضية لإغلاق ما تبقى منها على الحثالات والمرتزقة الإرهابيين، تفتح اليوم صناديق الاقتراع ليُصوّت الشعب السوري لوطنه وللسيادة والقرار المستقل، وهو الذي سيضع من خلال عملية الاقتراع بصندوق البريد أهم رسالة للعالم كله يُقفل بها كل حديث عن مراحل انتقالية ما زال وهمها يعشش في رؤوس البعض من الحالمين والمتوهمين.
جنون العظمة المقيم برؤوس الإخوان في أنقرة، والرؤوس الوهابية المسكونة بالزهايمر، وكل من سيلتحق بهما من أولئك الذين يحزمون حقائبهم للمشاركة بمؤتمر اسطنبول لن ينجحوا بإعادة الحياة لمنظمة اختطفها الأعراب والمتأسلمون، ولن يكون بمقدورهم التأثير في مجرى الأحداث التي خرجت عن نطاق سيطرة مُشغلهم الأميركي، كما لن يستطيعوا فعل شيء بشكل الخارطة السياسية العالمية التي باتت مُرتسماتها أكثر رسوخاً على الأرض منها على الورق.
كامب ديفيد المصرية - الإسرائيلية تتسع دائرتها، التأكيد بأن صنافير وتيران لن تُستخدما للأغراض العسكرية ضد الصهاينة هو التأكيد الذي لا يضيف جديداً، لكنه التأكيد الذي يضع مقادير خيانة أعرابية إضافية في قدر تُوقد تحته واشنطن منذ مدة طويلة، فهل ما يجري رسمه هو رد مباشر على قرع الدواعش أبواب العودة إلى كل مكان جاؤوا منه، أم أنه محاولة العاجز الأخيرة، أم أنه تعبير عن الذهاب إلى آخر الخط، أم هو مخطط جديد يُعد لمسلسل جولات جديدة يتم التحضير لها مسبقاً وليُصار إلى وضعها بعهدة الإدارة الأميركية الصاعدة؟.
ما من مشكلة إذا اشتدت لعبة شد الحبال، فالشوط الحالي لم ينته بعد، وإذا ما انتهى فمن المتوقع ألّا يكون هناك مزيد من الأشواط والجولات، ستنتهي اللعبة وسيتم الإعلان عن ذلك، وسيكون على الذين لا يريدون التصفيق أن يبتلعوا النتيجة، وأما المهزومون فخيارهم الوحيد سيكون الخروج من الحلبة.
كتب السوريون مع جيشهم وقيادتهم خلال السنوات الخمس الماضية فصولاً مهمة في الثبات والصمود، وتُقدم سورية مع الحلفاء والأصدقاء في هذه الأثناء درساً تاريخاً مهماً لمن يرغب بالتعلم، وأما حروف السوريين الانتخابية اليوم فلها ما لها من أثر باق يُؤسس للغد القادم بإشراقة حتمية طالما أنهم يؤمنون بما يفعلون من أجل سوريتهم.