تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الطموحات الإيرانية تحت المجهر الدولي!!

لوفيغارو
ترجمة
الأثنين 12-3-2012
ترجمة: سهيلة حمامة

الرئيس الأميركي باراك أوباما يواجه قراراً مصيرياً على صعيد الأمن القومي لبلاده خصوصاً في هذه الفترة الحرجة للسباق إلى الرئاسة الأميركية المقبلة..

أوباما رئيس ضعيف الشخصية و هش باتخاذ القرارات الجريئة و السريعة على حدّ قول المحافظين الجدد. المستشارون في الإدارة الأميركية يتساءلون حول المخاطر المحتملة لأي ضربة عسكرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعن إمكانية كبيرة في تغيير و تبدل موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط المتقلبة و المعرضة لتيارات حروب متنوعة..‏

في عام 1964 وقبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية، أي في عهد الرئيس ليندون جونسون، ازداد النقاش حدة وتعقيداً حول قرار الحكومة الصينية بإجراء اختبار نووي في ذلك اليوم.. هذا الاختبار كان بمثابة إنذار للاتحاد السوفييتي، ما دعا واشنطن للتفكير بجدية في مشاركة موسكو بأي ضربة عسكرية محتملة ضدها..‏

وبخصوص إيران يتأمل أوباما ملياً بالحوادث المحتملة في حال حصول هذه الجمهورية الإسلامية على سلاح نووي وما يقابله ذلك من تهديد عسكري حقيقي لها و نتائج تبرر سياسة رفع أسعار النفط و الذهب على حد سواء..‏

الإيرانيون عكفوا على دراسة النموذج الصيني ووضع باكستان التي واجهت عقوبات اقتصادية صارمة جراء سعيها لتصنيع قنبلة ذرية (وطبعاً بموافقة ومباركة الولايات المتحدة تحديداً)، وفي كلتا الحالتين كان العالم يتكيف مع الواقع الجديد و الطارىء لكل حالة اختبار نووي من جانب أي دولة.. وبعد نصف قرن تقريباً، أضحت الصين ثاني أهم اقتصاد عالمي وقوة مانعة إلى حد كبير. ويمكن للمرء أن يلاحظ أن العقوبات الأميركية ضد باكستان بهذا الخصوص قد تلاشت وتبخرت مع انفجار برجي التجارة العالميين في أميركا في 11 أيلول، لتتحول هذه الأخيرة وبشكل فجائي إلى الاهتمام بالتعاون لملاحقة «القاعدة» أكثر بكثير من اهتمامها و مراقبتها للتكنولوجيا الخطيرة المصدرة لتصنيع القنابل الذرية إلى عدد من الدول منها إيران..‏

في هذا السياق قال أحد المسؤولين البارزين في مجلس العلاقات الخارجية راي تقيه: « يتوقع الإيرانيون أن تكون حياتهم أفضل بعد حصولهم على القنبلة النووية المنشودة».. ما من أحد يمكنه التنبؤ أو التكهن بما يفكر به علي الخامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، غير أن نمط سلوكه خلال العقد الماضي يشي بتصميمه الواضح على إحراز تقدم منهجي و لكن حذر في مسار البرنامج النووي..‏

مع حرصه الشديد على تجنب حدوث أزمات كبرى جراء ذلك، لا سيما و أن إيران تقدمت شوطاً لابأس به في مجال تخصيب اليورانيوم ودنت بخطوات واثقة في مسار الحصول على الوقود النووي اللازم لصنع سلاح ذري..‏

وذلك رغم إعلام إسرائيل المتكرر عن رفضها القاطع في السماح لإيران لبلوغ «نقطة اللاعودة» أي تجاوزها الحدود المؤهلة لصنع سلاح ذري، لكن إيران وعلى حد تعبير مسؤولين في دائرة الاستخبارات الإسرائيلية «كانت قدتجاوزت هذه الحدود منذ فترة طويلة».حتى هذه اللحظة، نجحت أميركا بتهدئة نتنياهو و كبح جماح غضبه و تخوفه باعترافها أن الاعتداءات الالكترونية و عمليات التخريب و العقوبات كانت مثمرة جداً لجهة إبطاء برنامج إيران النووي دون إثارة سخط عالمي عارم..‏

لا ريب أن الجدل العام في الأوساط الإسرائيلية بوجوب ضرب إيران أو الامتناع عن ذلك قد آثار قلقاً عميقاً في نفس أوباما فضلاً عن تعرضه بضغوط شديدة من قبل بعض المسؤولين الأميركيين الأمر الذي دفع إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي مؤخراً إلى الإعلان عن وجوب التريث كثيراً إلى حين إجراء الانتخابات الرئاسية المتوقعة، كما وشاركه الرأي نتنياهو في ضرورة اختيار الوقت الملائم الذي قد يؤهل حكومته لجذب تعاطف شريحة واسعة من الناخبين الأميركيين، وبالتالي تجنب إثارة ردود فعل عنيفة من قبل أوباما خصوصاً و أن التوتر سيد الموقف حالياً بينه و بين نظيره الإسرائيلي. بات من المعروف للجميع أن غياب الاستقرار عن الساحة الإقليمية وخاصة الإيرانية يخيف الصينيين، و لكنه فرصة ثمينة بالنسبة للروس لسنوات طويلة متتالية.. كانت الصين ترفض فرض عقوبات على إيران لكونها تشتري كميات نفط إيراني هائلة مع علمها الأكيد أن تنامي العقوبات أمر لابد منه، وها هي تنشغل اليوم بإعادة النظر في حساباتها و التفتيش بجدية عن مصادر أخرى بديلة، وبدعم أميركي، مع التشديد و الحرص على الدفع بالأزمة إلى الوراء..‏

وفي السياق عينه تسعى روسيا لكسب الوقت مع ما تحققه من إفادة كبرى مع ذلك من استمرار الأزمة (ولكن إلى أجل مسمى ومحدد) كونها منتجة مهمة للنفط وقد اقترح الروس خطة تفاوض طويلة الأمد مع إيران، لكن الإدارة الأميركية تنظر إلى هذا الاقتراح أنه مجرد مناورة لا غير سوف تفضي لا محال إلى المماطلة في المباحثات وبالتالي ستوفر لإيران الوقت و الغطاء السياسي الآمن للمضي بتصنيع القنبلة الذرية المنشودة..‏

خلال الفترة الرئاسية لجورج بوش الإبن، كانت الدول العربية والأوروبية معاً تخشى فرض عقوبات صارمة على إيران تحسباً من دخول هذه العقوبات في حالة فشل مستديم قد تدفع بالرئيس الأميركي آنذاك لشن حرب عسكرية على المنشآت الإيرانية النووية، دون أن تدرك هذه الدول مع ذلك أن فتح جبهة عسكرية آخرى مع بلد آخر في الشرق الأوسط يشبه في محاولته الحصول على سلاح ذري لأمر عسير و شاق في ذلك الوقت.. ولكن الأمور ما لبثت أن انقلبت رأساً على عقب استلام أوباما سدة الرئاسة الأميركية بنحو ثلاث سنوات حيث تتوق القارة الأوروبية برمتها لفرض عقوبات على إيران بكل أنواعها و أحجامها.. المهم في الأمر السعي الجاد لانهيار الاقتصاد في البلاد وصولاً لإسقاط الحكم القائم فيه و من ثم الالتفاف إلى بلد آخر مجاور..!!‏

 بقلم:ديفيد سنجر‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية