وما ترتب على هذا الغياب من انحسار وتراجع على قائمة التصنيف الدولية , نستعيض بمنتخبات الأولمبي والشباب والناشئين , وبسفيرينا إلى كأس الاتحاد الآسيوي , لعلنا نجد فيها ضالتنا المنشودة من انجاز أو طفرة أو شذرة , تبعث الروح في جسد كرتنا المتماوت .
إن الاتكاء على الحس بالمسؤولية , والركون إلى الانتماء والرغبة الجامحة في تغيير الصورة الباهتة , والاعتماد على المؤثرات الميتافيزيقية , والتغني بالأيام الغابرة التي كانت فيها الإمكانات المادية شحيحة في ظل طغيان الروح المعنوية العالية , ماعادت تسمن ولا تغني من جوع بمفردها , مع التطور المتنامي الذي طرأ على عالم الرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً , فحولها من إمتاع ومنافسة , إلى علم وفن وصناعة ومصدر إثراء وربح فاحشين ؟!
فبمقدار ما يقدم ويحشد من طاقات وإمكانات , تأتي النتائج بالغلال الوفيرة والثمار اليانعة , فقد ولى زمن الهواية والعمل من أجل المتعة وإرضاء الغرور وتحقيق الذات , وبات ملحاً وضرورياً التفرغ الكامل والانصراف التام لمعالجة تفاصيل وجزئيات إدارة العمل الرياضي , وإن كنا لانزال في طور التحضير المرتجل والإعداد العشوائي لفرقنا ومنتخباتنا, فلن نحقق أياً من الأهداف البعيدة المدى التي نتطلع إليها , وإن جاد علينا الزمان بين الحين والآخر , بإشراقة هنا أو هناك , لا تلبث أن تنكفئ وتنطفئ ؟!
منتخبنا الأولمبي الساعي إلى التواجد في لندن , الصيف المقبل , يحتاج لعمل مضن وجهود جبارة ومتضافرة , ليكون بين كبار العالم أولاً , ومنافساً وحاضراً ثانياً , ولبنة أساسية في هيكل كرتنا ثالثاً , ومستعيداً لجسور الثقة مع الجمهور رابعاً وأخيراً !.