على المقلب الآخر يحضر الوفد العربي السوري إلى الجولة الثانية بعقل منفتح وإرادة وطنية لتقديم كل ما من شأنه المساهمة بوقف سفك الدم السوري عبر وقف العنف ومحاربة الإرهاب والحفاظ على الثوابت السورية، ومناقشة القضايا الأساسية التي يأمل الشعب السوري تحقيقها في هذه الجولة من المؤتمر، وتشكل رؤيته المتكاملة القاعدة الأساسية لمسار سياسي يحقق تطلعات الشعب السوري في بناء مستقبله بعيدا عن أي تدخل خارجي، وهي نفس القضايا التي عبر عنها السوريون من خلال المسيرات التي خرجت في المدن والقرى على امتداد الجغرافيا السورية والتي أكدت دعمها للوفد العربي السوري الذي توجه إلى جنيف، والتي طالبت بالتأكيد على الثوابت السورية التي قدم من اجلها التضحيات الجسام على مدى ثلاث سنوات.
واستطرادا التأكيد على دعم السوريين ووقوفهم إلى جانب الجيش العربي السوري الذي يلاحق فلول الإرهابيين ويطهر المناطق من رجس المرتزقة الذين تم استقدامهم من مختلف دول العالم من اجل تنفيذ أجندات استعمارية غربية أميركية صهيونية وفي مقدمتها تدمير الدولة السورية الأمر الذي يضع كل من يملك انتماء للوطن أمام مسؤولياته، ويضع مصلحة الوطن والشعب فوق كل مصلحة شخصية أو أجنبية، والعمل من اجل إيجاد قاعدة لحوار سوري سوري يصل إلى نتائج تحمي وحدة سورية أرضا وشعبا ويحترم تضحيات الشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل عزة الوطن وكرامته وحماية قراره الوطني المستقل لتبقى سورية كما كانت شامخة أبية تحدد خياراتها كما يريد أبناؤها لا كما يريد المتآمرون والواهمون والعملاء.
المعطيات والأحداث التي سبقت الجولة الأولى لا تعطي كثيرا من الأمل في تحقيق ما يطمح إليه الشعب السوري ولا سيما لجهة مكافحة الإرهاب، حيث لاتزال الولايات المتحدة الأميركية تقدم الأسلحة للإرهابيين التكفيريين الذين يحاولون الآن تصعيد أعمالهم الإجرامية في بعض المناطق السورية، وما حصل في قرية معان بريف حماه من مجزرة مروعة ارتكبتها الجماعات التي تتلقى أسلحة فتاكة من قبل الإدارة الأميركية خير مثال على النيات العدوانية المبيتة لإفشال المؤتمر أو لتوهمها بان هذا الدعم اللامحدود يمكن ان يحقق لها أي انتصار على الأرض ليكون ورقة ضاغطة على الوفد السوري للحصول على تنازلات تخدم المصالح الأميركية وامن الكيان الصهيوني متناسية ان الشعب الذي صمد على مدار ثلاث سنوات من التآمر، وتحمل العقوبات الاقتصادية من الدول الاستعمارية وعملائها من حكام بني سعود وقطر وحكومة اردوغان الإخوانية لا يمكن ان تكسر إرادته بجرائم هنا ومجازر هناك اعتادت على ارتكابها الجماعات الإرهابية التكفيرية بالتزامن مع أي حراك عربي أو دولي تآمري على سورية، وما تشهده المدن السورية من مسيرات شعبية تضامنية مع الجيش العربي السوري خير دليل على تصميم السوريين على التصدي للحرب الكونية التي تستهدف أمنهم واستقرارهم وإفشال أوهام المتآمرين والخونة الذين باعوا وطنهم بحفنة من الدولارات وتاجروا بدماء السوريين من اجل ان يعيشوا في فنادق خمس نجوم.
الجولة الثانية من مؤتمر جنيف 2 قد بدأت والوفد السوري يحمل توجيهات السيد الرئيس بشار الأسد وتفويضا شعبيا ورسميا مدعوما بانتصارات الجيش العربي السوري وازدياد الوعي الشعبي الذي يترجم بتسارع المصالحات الوطنية وهو بالتأكيد لن يدخر جهدا في استثمار أو طرح كل ما من شأنه التخفيف من آلام وهموم الشعب السوري وتحقيق مطالبه في وقف العنف ومكافحة الإرهاب وبناء سورية المتجددة بعيدا عن أي تدخل خارجي والسوريون يحدوهم الأمل في أن تكون الدول المتآمرة قد توصلت إلى قناعة بان الإرهاب الذي تدعمه حاليا يشكل خطرا على الأمن والسلم الدوليين، ولن يحقق لهم أوهامها في تدمير الدولة السورية، طالما آمن السوريون بثالوثهم المقدس الشعب والجيش والقيادة الذي يشكل عنوانا للصمود والمقاومة وإفشال المؤامرات، وبالتالي العمل على وقف مد الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح، ولا شك أن الجيش العربي السوري كفيل بالقضاء عليهم وبزمن قياسي، وفي ذلك أولوية لإرساء الأمن والاستقرار في سورية والعالم وإيجاد مسار سياسي يحقق تطلعات السوريين في بناء مستقبلهم واختيار قيادتهم بعيدا عن الاملاءات والضغوط الخارجية.
mohrzali@gmail.com