تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ضيف المجتمع ... د. تامر العربيد:سورية حكاية طائر الفينيق كلما اشتدت عليها الشدائد تنهض لتحلق من جديد

مجتمع
الاحد 18/9/2005
لقاء: ملك خدام

كل من شاهد حفل افتتاح مهرجان المحبة والسلام لهذا العام, لا بد أن يذكره. لم يكن (نمطياً ) في يوم من الأيام, ودائماً يفاجىء جمهوره بكل جديد. يغرف من التاريخ ويحرق المراحل, ليتقدم متجاوزاً الحاضر إلى المستقبل, وهو يعلن أن ( لا هدنة مع الفنان), فهو دائماً في حالة رصد واستنفار, إبداعي فعال , لا يكل ولا يمل وهو يسعى للحضور بقوة في كل زمان ومكان..

عمله في حفل افتتاح مهرجان المحبة الأخير, خرج عن المألوف المكرر ليقدم ثلاثية الزمن (الماضي والحاضر والمستقبل) في فرجة نوعية ترتقي بالمشاهد وتسمو, حتى يخال نفسه (البطل) على استاد ألغى الحدود بين شخصيات العمل والمشاهدين, فصاروا لحمة واحدة, في مشاعرهم وخلجات قلوبهم التي صارت تنبض لنشيد الوطن, الذي تناغم مع هذا الطقس الفينيقي الفريد..‏

(سورية حكاية طائر الفينيق)‏

تجربة هامة, لفنان متميز حاول التأسيس للمسرح الشامل, مستلهماً الموروث الشعبي في طريقة السرد الشيق والمزج الجميل بين أشكال الفنون المختلفة, كتابة ورسماً, تمثيلاً ورقصاً, تجريداً وتكويناً, حتى اكتملت معه لوحة الوطن بأطيافه المتعددة من شماله إلى جنوبه, ومن شرقه إلى غربه... في وحدة عضوية, ميزت العمل, وجعلته يبدو أكثر تماسكاً وقوة, في طريقة العرض, وقوة الأثر والانطباع.. ضيفنا اليوم, د.تامر العربيد, أستاذ في المعهد العالي للفنون المسرحية- رئيس قسم التمثيل مدير المسارح والموسيقا في وزارة الثقافة عام (2002- 2003) وتميز بالعديد من العروض المسرحية للمسرح القومي- دمشق( حلاق بغداد, السمرمر, العين والمخرز, بياع الفرجة, مزاد علني, بواب وشبابيك وأسرار, وغيرها...) حاز على جائزة العرض المسرحي المتميز (بياع الفرجة) عمان- الأردن عام .2000‏

كما حقق الجائزة الذهبية في مهرجان طهران الدولي- إيران على برنامج حكواتي المسرح التلفزيوني. نال مؤخراً جائزة الأفلام التسجيلية لفيلم ( تلويحة الأيدي المتعبة)- القاهرة 2005 له حضوره المتميز في المهرجانات الدولية والعربية المسرحية ومن إطلالاته المتميزة مؤخراً في حفل افتتاح مهرجان المحبة 2005 (سورية حكاية طائر الفينيق), العمل الذي انطلقنا منه في هذا الحوار د. تامر:‏

> من أين اقتبست فكرة هذا العمل, ولماذا تحديداً - طائر الفينيق?‏

>> عرف عن طائر الفينيق, أنه رمز القوة الخالدة, والقدرة الفائقة على تجاوز الشدائد والصعاب. هذا الطائر كان محط أطماع كل الناس, الذين كانوا يتمنون إحراز قوته وتميزه بالغلبة عليه, ولكنه أذهل وأفشل الجميع كان كلما ذبح أو قتل, ينهض من تحت الرماد, ويحلق عالياً محققاً عليهم الانتصار..وهكذا سورية, مثل طائر الفينيق عبر مشاهد التاريخ, كلما حاولوا النيل منها, زادتها الشدائد قوة, فتنهض لتبدأ من جديد.‏

> امتزجت طيور الفينيق مع نوارس البحر في خصوصية جميلة, كيف اكتمل معك المشهد في هذه اللوحة الفريدة?‏

>> من غير نوارس البحر, شعرت أن العرس سيكون ناقصاً , وحتى يكتمل استحضرت ألوان الطيف السوري, الذي يقدم الشام بخصوصيتها, وجمالها وأوج بهائها.. من شمالها إلى جنوبها, ومن شرقها إلى غربها.. فحضرت ضمن نسيج اللوحة الجولان والقنيطرة وتدمر بتاريخها وملكتها زنوبيا, وحلب بقلعتها وصولاً إلى الفرات والجزيرة بخيراتها الوفيرة وروائح القمح تلك النبتة المقدسة منذ أقدم عهود التاريخ.. كل هذه الألوان وغيرها من تنوع الطيف السوري الجميل, التقت مع عروس الساحل- اللاذقية عبر طقس فينيقي شكل مع نوارس البحر لوحة جميلة لعرس كبير تناغم فيه نشيد الوطن مع هذه اللوحة الجامعة, وصدحت الأغنية في صوت مهيب:‏

علي شراعك عليها‏

وارفع راية بانيها‏

سورية بتقويها رياح الشدة‏

> من الملاحظ أن ( شمولية) هذه اللوحة بأطيافها - المتعددة- تطلبت كثيراً من الجهد والتحضير.. كيف حرقتم المراحل..ولا سيما أننا نعلم أن الوقت المتاح كان قصيراً للغاية, ومن أين وفرتم الكادر الفني الذي غطى ضخامة هكذا عمل?‏

>> نفذ العمل ( بلوك واحد) أو وحدة عضوية اعتمدت فكرة المجاميع البشرية في تنفيذ لوحات متعددة (أمامية وخلفية) بآن واحد معاً, ضمن احتفالية مسرحية كبيرة, انتشر فيها أكثر من 3000 شخص على استاد الملعب الكبير (1500 منهم في أرض الملعب, و1500 آخرين في خلفية اللوحات), وقد تجند في هذا العمل كادر نوعي من خريجي قسم الرقص والتمثيل, وأساتذة من المعهد المسرحي, وإضافة إلى كادر فني آخر موسيقي بقيادة الأستاذ محمد هباش ونفذ ديكور السيناريو الفنان التشكيلي المعروف محمد بدر حمدان.. ودخل صميم العمل مجموعة من الفنانين الكبار, وعلى رأسهم فنان الشعب ( رفيق سبيعي) الذي قدم دور الراوي...‏

وكان حجم العمل يتطلب شهرين ونصف من التحضير إلا أننا تمكنا متعاونين متعاضدين من تنفيذه خلال شهر وثلاثة أيام..‏

> تلويحة الأيدي المتعبة عمل لك, يحضرني, وموضوعه الراحل الحاضر أبداً - ممدوح عدوان- بماذا تحدثنا عن هذا العمل الذي حقق الجائزة الفضية , في مهرجان القاهرة الأخير?‏

>> بدأ ممدوح عدوان رحلته كبيراً, بقلمه, بأفكاره, بمشاريعه, بمحبته لمهنة الكتابة, وعشقه لمغامرة القلم, وقد أمضى الرجل ( الصاخب الهادىء) أربعين سنة يحارب بقلمه من خلال الإبداع في الشعر والنثر والدراما بشقيها المسرحي والدراما التلفزيونية,وقد وصف بأنه:‏

( رمز من رموز أدبية قليلة, نذرت عمرها لمستقبل المشروع الحضاري والثقافي فكراً وممارسة وإبداعاً) من هنا, كان العمل إطلالة على بعض التفاصيل ذات الخصوصية لممدوح عدوان, ليس ككاتب مبدع يعرفه ويقدره الجميع, وإنما كإنسان قدمته للجمهور من خلال علاقات حميمة مع أشخاص أحبهم, وأمكنة عشقها وسكنت به (كنبع وراقة وقريته قيرونه) وشكلت بمجموعها تلويحة وداع شفاف لإنسان مبدع, فجاء العمل أقرب إلى همسة إبداعية فيها الكثير من البوح والمكاشفة الذاتية)‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية