والذي اقيم برعاية كريمة من السيدة اسماء الأسد أبواب فتحت لهؤلاء لينطلقوا إلى المجتمع اعترافا بحقوقهم وايمانا بما يمتلكون من قدرات وحرصا على حل قضية الاعاقة في سلم الاهتمامات.وبهدف تسليط الضوء على ما يحمله المشاركون من اختصاصيين وباحثين وحضور واصحاب تجربة واطفال معوقين من ابحاث وافكار وتجارب شخصية تفيدفي تطوير منهجية التأهيل المجتمعي باعتبارها استراتيجية تبنى عليها الخدمات المقدمة للمعوقين مع تقييم خاص لحاجات الاشخاص المعوقين ذهنيا كان للثورة هذه الوقفات:
> البداية مع السيدة سوسن صبري شباط عضو مجلس مركزي في معهد الاعاقة الذهنية الخاص بدير الزور حيث قالت: يدل المؤتمر انطلاقا من شعاره على الكثير من الاهتمام بالمعوقين, والفائدة تبدأ من الأسرة فهم يتعرفون على نشاطات وأفكار وأساليب جديدة وتجارب مختلفة يعرضها المشاركون من البلدان الاخرى الأمر الذي يساعدهم في تعليم وتطوير طفلهم المعاق مبينة أن أهم ما يسعى اليه معهدهم الآن هو السيطرة على المعوقات التي قد تواجه تعليم وتأ هيل هؤلاء الاشخاص وعلى سبيل المثال: يستقبل المعهد الأطفال المعوقين حتى سن ال¯ 14 عاما ليتم تخريجهم ولكن ماذا سيفعلون بعد ذلك ان هذا ما نسعى إلى ايجاد الحلول له واحتضان هؤلاء اجتماعيا وثقافيا من خلال المراكز الثقافية وتنمية افكارهم ومواهبهم في الرياضة والموسيقا والرسم حيث ان أكثرهم له هذه الميول بالاضافة إلى المساعدات الطبية التي تنشط حركتهم.
> ثم التقينا السيدة أماني العائدي من السعودية وهي صاحبة مدارس الخذامة للتربية الخاصة والتي تحدثت عن تجربتهم وطرق تعاملهم مع قضايا الاعاقة فقالت: ان هذه المدارس شاملة لجميع الاعاقات ومتكاملة في تقديم الخدمات سواء كانت خدمات تعليمية او تأهيلية او صحية وتقول شاركنا بدورة الأولمبياد الدولية بأميركا وحصلنا على المركز الثالث وعليه يجب ان نبدأ مما وصل اليه الآخرون وليس من نقطة الصفر وان نعمل وننفذ كل ما نتكلم عنه في مثل هذه الاجتماعات.
> الاحتياجات الصحية والنفسية تمثل جزءاً هاماً من عمليات التأهيل والدمج بالنسبة للأشخاص المعوقين حيث يبين الدكتور عبد الحفيظ الحافظ اختصاصي مقيم طب نفسي ان هناك خصوصية بالصحة النفسية باعتبار أن الشخص المعوق يمكن ان يتعرض لأزمات نفسية كبيرة مثل الاكتئاب وفي معظم الأحيان يكون تصوره عن نفسه يختلف عن بقية الاشخاص الأسوياء ويقول: عملنا يأخذ الجانب العلاجي وليس الوقائي وهذا العدد الكبير من الأطباء المشاركين في المؤتمر يفيد في تبادل الخبرات ويرفع من السوية العلمية الموجودة بالاضافة إلى الاطلاع على الاجهزة الحديثة المساعدة في تنمية القدرات الذهنية لهؤلاء المعوقين ,وبالنسبة لمشاركتي فهي تأتي ضمن ورشة عمل الصحة الذهنية والاضطرابات النفسية والصرع وامراض الشيخوخة ثم التقينا الدكتور عماد برق مدير مشروع التأهيل في المجتمع المحليCBR في سورية حيث قال: إن هذا المؤتمر يأتي ضمن اطار الاهتمام العالمي والدولي والأهلي والمجتمعي بقضايا الاعاقة وتحسين حياتهم ومساواتهم مع الأفراد الآخرين في المجتمع, وخصوصا ان الاعاقة الذهنية من فئات الاعاقة التي توليها سورية الكثير من الاهتمام ومشاركتي في المؤتمر هي بهدف زيادة خبرتي في مجال الاعاقة بشكل عام وكيفية التعامل مع المعوقين ذهنيا بشكل خاص وخطوات دمجهم في المجتمع والسعي لحل مشكلاتهم وخاصة عندما تلتقي مع خبراء لهم تجارب طويلة في العمل مع قضايا الاعاقة وجهات معنية مسؤولة في رعاية المعوقين بالاضافة إلى التعرف على بعض نماذج عملية تم عرضها لأسر لديها أفراد معوقون حيث يمكن تطبيقها في مجال عملنا كوننا نقوم الآن بتنفيذ برنامج لذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع في منطقة ريف دمشق وهي تجربة ريادية في سورية.
ورغم كل ما وصلنا اليه من اهتمام بالاشخاص المعوقين فإن ميلاد طفل في الأسرة يمكن أن يقلب حياتها رأسا على عقب, وان تجاوز الاسرة مرحلة الصدمة والانفعالات العاطفية والقلق والتحول إلى القبول بالأمر الواقع والبحث عن الخدمات يتوقف على ما يتمتع به المجتمع من وعي كبير فيما يخص الاعاقات وما يوفره من تيسيرات تمكن المعوق من العيش حياة اقرب ما يمكن إلى الحياة الطبيعية.
> ولعل التجربة هي التي تتحدث حيث التقينا عدداً من الأطفال المعوقين مع امهاتهم وكانت البداية مع الطفل المعوق علي اورفلي ووالدته بريزاد حيث قالت: ولد طفلي علي منغوليا وقد تم عرضه على عدد من الأطباء لمعرفة طبيعة اعاقته وتحديد ماذا يمكننا أن نقدم له من علاج ولم يكن الأمر بالنسبة لي سهلا اذ حاولت ان تبدو معاملتي له طبيعية ووجدت صعوبة في تعليمه النطق وصياغة الجمل ,وايضا في الاعتماد على نفسه في خدمة ذاته وكان دخوله إلى مدرسة التأهيل المهني في قدسيا نقطة تحول ساعدت في تسريع خطوات تدريبه وأنا أشكر الله أنني اهتديت إلى سبل مساعدته.
> وفي لقاء آخر مع الطفلة المعوقة رهام المصري والتي كانت بصحبة السيدة مريم درخباني حيث عبرت عن فرحتها بإقامة المؤتمر الذي فعل موضوع الاهتمام بالمعوقين اكثر وان هذا الموضوع يخصها مع طفلتها وقالت :ولدت رهام مصابة بضمور دماغي بنسبة 15% بالاضافة إلى اعاقات اخرى اظهرها الأطباء خلال التشخيص من تشوه في الرجل اليسرى وشراخ بالحنك لذلك فقد كانت بحاجة إلى رعاية ومتابعة مع الاطباء وما يقدمونه من تعليمات حيث بذلت جهدا اكبر لتعليمها النطق والاعتماد على الذات ,وعندما اصبح عمرها سبع سنوات التحقت بمعهد التنمية للاعاقة الذهنية بقدسيا حيث حصلت على رعاية جيدة واهتمام ,الأمر الذي ساعدها في تجاوز الكثير من الصعوبات وخصوصا مسألة الخجل والخوف من الآخرين.