تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سارتر والوجود لأجل الآخرين الآخرون هم الجحيم

ملحق ثقافي
2018/12/18
حاتم حميد محسن

من الواضح أنه لا يمكن النظر ظروف الإنسان بمعزل عن الآخرين، نحن بالضرورة كائنات اجتماعية متشابكة ضمن سياق اجتماعي. يعترف سارتر بهذا العامل وهو بالإضافة إلى الأساليب الرئيسية لـ (الوجود لأجل ذاته)، و(الوجود في ذاته) يستخدم عبارة الوجود لأجل الآخرين ليصف الأبعاد المتداخلة للوجود الذي يعترف بوجود «الآخرين»، وكيف يمكننا مواجهتهم ضمن العالم ككل.

‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏

في الحقيقة، نادراً ما يكون الفرد وحيداً في العالم وهو باستمرار يواجه وجود «الآخرين» كأجسام أو أذهان. ورغم أن سارتر يعتبر الناس الآخرين من أهم الوسائل لدينا لأجل معرفتنا بأنفسنا، فإن أساس العلاقات الإنسانية هو المسؤول عن فقدان المرء الفهم لوجوده والسيطرة عليه. «الآخر» لا يمكن النظر إليه مجرد شيء آخر في العالم (وجود في ذاته) لأنه في الواقع فرد (وجود لأجل ذاته) يحوز على المقدرة عبر «النظرة» للحكم علينا وفي النهاية يختزلنا إلى شيء في عالمه. ولذلك، فإن مفهوم الوجود لأجل الآخرين يستلزم تداخلاً معقداً بين الذاتية والموضوعية، وبالنتيجة، فإن استنتاج سارتر المتشائم هو أن علاقاتنا الرئيسية مع الآخرين هي مرتكزة على الصراع: «الجحيم هو الآخرون».‏

طريقتان للوجود‏

لنتذكر أن في فلسفة سارتر خاصة أنطولوجيا الكائن الإنساني، هناك طريقتان مختلفان للوجود في العالم، (الوجود لأجل ذاته) و(الوجود في ذاته). الأخير هو بالضبط وجود الأشياء التي ليس لها وعي ولا تتغير، هي مليئة بذاتها. أما الوجود لأجل ذاته هو بالضرورة شكل الوجود الواعي لكنه أيضاً غير كامل، إنه وجود الكائن الإنساني، وعي بذاته، يفكر حول ذاته وبالنهاية له علاقة مع ذاته.‏

يرى سارتر أن هذه الطبيعة غير المعرّفة وغير المحددة للوجود لأجل ذاته هي التي تحدّد الإنسان. طالما الوجود لأجل ذاته (كالإنسان) يفتقر إلى كينونة مقررة فهو سيُجبر على خلق ذاته من اللاشيء. هذه العدمية طبقاً لسارتر هي السمة المعرّفة للوجود لأجل ذاته. الشجرة هي شجرة وتفتقر للقدرة على التغيير أو خلق وجودها. الإنسان من جهة أخرى، يصنع نفسه من خلال العمل في العالم. فهو بدلاً من أن يكون مجرد وجود مثلما هو الشيء في ذاته، الإنسان كشيء لأجل ذاته يجب أن يحرّك وجوده.‏

‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏

بعد ذلك ينتقل سارتر لإدخال حقيقة متصلة وهي أن الوجود لأجل ذاته يمتلك المعنى فقط من خلال رحلته الأبدية إلى المستقبل المجهول. بكلمة أخرى، الإنسان ليس بالضرورة ما يصفه المرء كما هو الآن. فمثلاً، إذا كان هو مدرس، هو ليس مدرس بالطريقة التي تكون بها الصخرة كوجود في ذاتها كصخرة. الإنسان ليس له كينونة أبداً، لا يهم كم هو يكافح للكينونة الذاتية. الطريقة التي يفسر بها ماضيه ويتنبأ بها مستقبله هي ذاتها سلسلة من الخيارات.‏

يوضح سارتر حتى لو قيل إن الفرد لديه طبيعة فيزيقية معينة، مثلما لدى الكرسي (هو بطول ستة أقدام والكرسي قدمين)، مع ذلك فإنه يقيّم نفسه بإضفاء معنى إلى أو أخذ معنى من خصائصه الملموسة وهكذا يقوم بنفيها.‏

المأزق الكبير هنا هو أن الوجود لأجل ذاته يرغب ليصبح وجوداً ضمن الوجود في ذاته، يفرض موضوعيته على ذاتية الآخرين، وهنا يتأكد اللاانسجام غير القابل للتسوية بين الوجود في ذاته والوجود لأجل ذاته.‏

ثنائية الوعي‏

فيما يتعلق بالوجود لأجل ذاته يفترض سارتر ثنائية في الوعي، وعي ما قبل التفكير prereflective consciousness ووعي التفكير reflective. طريقة الوعي في ما قبل التفكير التي يعتبرها سارتر طريقة رئيسية، تصف الوعي في حالته الخام والتي هي مقصودة وموجّهة بفاعلية نحو الخارج باتجاه أشياء في العالم بينما طريقة التفكير تمثل تفكير بالذات، فهو وعي بهدفه وأفعاله الخاصة.‏

نظريا، في أي لحظة زمنية سابقة للتعرف على الآخر، أنا فرد حر والخالق الوحيد للمعنى في عالمي. لكن، حالما يبرز الآخر، فإن حريتي سوف تضطرب وتنكمش. وبالتالي أنا أفقد كل ما لدي من سيطرة، وأن وجودي لأجل الآخرين يتقرر إلى حد كبير بواسطتهم، هم يمتلكون الآن القوة والسيطرة لإعطاء أي معنى لأفعالي التي يرغبون هم بها، كشيء للآخر أنا لم أعد موجوداً كفرد حر لنفسي وبدلاً من ذلك أصبح موجوداً كشيء غير حر للآخر. سارتر يتصور الآخر كفجوة للاستنزاف يتدفق نحوها عالم تفكير الأفراد الأنوي. هذه العملية هي جوهر التفاعل المعقد بين الذات والموضوع المتجسد في وجود سارتر لأجل الآخر وجرى وصفه بمصطلح «النظرة» التي تصف وعي الأفراد بكونهم شيء «لنظرة» الآخر.‏

«كل شيء في مكان، كل شيء لايزال موجوداً لي، لكن كل شيء يتنقل برحلة غير مرئية ومثبت في اتجاه واحد لشيء جديد. ظهور الآخر في العالم يتطابق مع انزلاق ثابت لكل الكون، إلى حالة من فقدان السيطرة تتحقق لي في نفس الوقت».‏

بينما أنا أعيش الحياة من الداخل أنظر إلى الخارج بعيداً عن نفسي (وعي قبل التفكير)، مقابل ذلك عندما ينظر الآخرون إلي أنا أصبح شيئاً للتقييم لهم في عالمهم مثلما أي شيء آخر يلاقونه، وبالنتيجة أنا الآن أصبح واعياً بنفسي كشيء (تفكير ذاتي). وبهذا، فإن الوعي الذي كان يعمل بأسلوب قبل التفكير أصبح الآن عبر «نظرة» الآخر ينظر إلى نفسه كشيء ثابت في المكان والزمان بخصائص ونوعيات محددة. سارتر، يرى هذه كنقطة جوهرية حيث أن الآخر يصبح وسيط بيني وبين ذاتي. بدون الآخر أنا لا أستطيع الهروب من تجربتي ومنظوري الموضوعي الخاص بي. وعليه، بالنسبة إلى سارتر، نظرة الآخر تسمح لي لإنجاز معنى الذاتية حول نفسي. سارتر يؤكد على أن الذات يمكن فقط تصورها عبر وجود الآخرين، حيث أنه قبل وجود الآخرين لا معنى لمفهوم الذات. من خلال كوننا واعين بـ الآخر فإننا بدورنا نصبح واعين بأنفسنا. وبالنتيجة، بالنسبة إلى سارتر إننا عندما نسمح لأنفسنا لنكون عرضة لـ «نظرة» الآخر، فإن عواطف معينة كالفخر والخجل تجسد نفسها. المثال الذي استخدمه سارتر في التلصص والنظر الخاطف يمكن توظيفه لتوضيح هذا الادّعاء:‏

لو كنت بدافع الفضول، أو الحسد أو الشر واخترت الاستماع أو النظر من خلال ثقب المفتاح الموجود في الباب، فأنا أساساً في طريقة التفكير السابق للوعي حيث أن وعيي الكامل موجّه نحو ما يحدث في الجانب الآخر من الباب. لكن، لو فجأة عند سماع وقع خطى خلفي أنا أصبح واعياً بأن شخصاً ما ينظر إلي. هذا الحضور للآخر يقلقني، أنا الآن أصبح شيء لأجل الآخرين في عالمهم، وبالنهاية أنا أرى نفسي لأن شخصاً يراني. أنا الآن أرى وأشخّص أفعالي من خلال عيون الآخرين، جسدي ينحني للنظر عبر ثقب الباب. أنا أحكم على نفسي من خلال عيون الآخر كمتلصص وبالنتيجة أشعر بعواطف الخجل عند ظهور كهذا. إذا كنت وحيداً في العالم فسوف لن يكون هناك سبب للخجل من سلوكي. إن سارتر يؤكد بأن الآخر لا يحتاج ليكون حاضراً فيزيقياً لكي يمكن للنظرة أن تتجاوز إلى تفكيرنا ووجودنا، فقط التفكير بالآخر يمكنه التأثير في تصوراتنا عن الذات من خلال النظرة الخيالية والحكم على الآخرين. يرى سارتر أن «النظرة» للآخر هي التي تبدأ الصراع الحتمي المترافق مع جميع العلاقات الاجتماعية. عبر النظرة للآخر، أنا أمارس إحساساً بالاغتراب عن نفسي، لأن «النظرة» تجسّمني وتختزلني إلى وجود في ذاته بدلاً من وجود لأجل ذاته محتوياً على طبيعة ثابتة وتُنسب لي سمات شخصية خارج سيطرتي، تهدد بدورها حريتي الشخصية. في محاولة لتجنب هذا الإحساس بالاغتراب أنا أدافع عن نفسي بمحاولة تشيؤ الآخر، وعليه أحتفظ بحريتي الشخصية وأنكر مقدرة الآخر على تشخيصي. غير أن عملاً كهذا يعزل الآخرين كثيراً بما يقودهم لتصنيفي مرة أخرى بطريقة أو بأخرى، وهكذا تبدأ دورة الذات - الموضوع مرة أخرى.‏

«كل شيء يقال عن علاقاتي مع الآخرين ينطبق عليهم أيضاً. بينما أحاول تحرير نفسي من التقيد بالآخر، فإن الآخر يحاول تحرير نفسه مني، بينما أنا أسعى إلى استعباد الآخر، فإن الآخر يسعى إلى استعبادي».‏

السيد والعبد‏

منطلق سارتر الأساسي هذا تمت استعارته من تعبير هيجل «السيد والعبد» الذي ينقل قصة تتعلق بشكلين اثنين من الوعي الذاتي في التأثير على الكائن الإنساني. كل واحد يبحث عن الاعتراف والمكانة في العالم. وهكذا، عند الالتقاء فإن الاثنين يدخلان فوراً في نزاع حتى الموت حيث أن كل واحد يحاول التغلب على الآخر لكي يدّعي وجوده الخاص، أحد الوعيين يهدد رؤية الآخر في الحرية والاستقلال. غير أن المفارقة هي أن موت الآخر سيقضي على الشاهد الوحيد كبرهان. ولذلك، سيسمح المنتصر للخاسر ليعيش متبنياً دور السيد بينما الخاسر يصبح عبداً. أحد الوعيين يوجد كوسيط من خلال وعي الآخر. عبر هذه العملية الديالكتيكية كلاهما يتعلم بأن الهوية الفردية هي مركب معقد من الاستقلالية واللااستقلالية والتي لا يمكن للوجود الفردي أن يكون مسؤولاً عنها، لا وجود هناك للسيد بدون العبد ولا للعبد بدون السيد. ولذلك، من الواضح أن كل العلاقات هي بالنتيجة لا يمكن لأحد أن يعيش مع الآخرين ولكن في نفس الوقت لا يستطيع العيش بدونهم. غير أن هذه العلاقات هي هامة جداً لأنها المفتاح لفهم كامل لوجودنا في العالم.‏

وفي النهاية، أنا باعتباري وجوداً لأجل ذاته فإن رغبتي هي تحقيق كينونة ثابتة (وجود في ذاته) أبحث عن القوة والاستقرار، ومع ذلك في نفس الوقت أنا أقاوم مثل هذه المحاولات لكي لا أخسر حريتي (وجود لأجل ذاته). أنا أتابع هيكل الوجود في ذاته، لكن الوجود لأجل ذاته بطبيعته هو من كليهما. السير والمتابعة لا يصلان أبداً وهما دائماً في حركة. ولذلك، الشيء المثالي هو الوجود في ذاته لأجل ذاته، شيء بدون خسارة وجوده كوعي حر. مع ذلك، إنه فقط من خلال مساعدة الآخر أتمكن من إنجاز هذه الحالة التامة للوجود، لأن الآخر هو الذي يمسك المفتاح لذاتيتي ومن ثم أسرار وأصل وجودي، ومع ذلك بالنسبة إلى سارتر، هذا المشروع محكوم عليه بالفشل منذ البداية.‏

السادية والماسوشية‏

يعرض سارتر موقفين أساسيين عند مواجهة الآخر، الأول محاولة تقليل نفسي إلى لاشيء إلا شيء في أيدي الآخر، لكي أمسك بحرية الآخر ولكي أصل وأنظر إلى ذاتيتي، وهذه تسمى الماسوشية. الثاني يستلزم محاولة تجاوز الآخرين، إنكار حريتهم في جعلي شيئاً، هذا الموقف يسمى السادية. يصر سارتر أن أي من الموقفين لن ينجح في تحقيق الحالة المرغوبة للوجود في ذاته ولأجل ذاته لأن الآخر أيضاً سوف يتبنى استراتيجيات مشابهة عندما يواجهني، ولذلك، يقود إلى دورة حتمية من صراع السيد العبد.‏

في الحقيقة، إن الماسوشية محكوم عليها بالفشل لأني لا يمكن بحكم تكويني كوجود لأجل ذاته أن افقد النظر إلى موضوعيتي وأصبح شيئاً إلى الآخر إلى ما لانهاية. وفيما يتعلق بالسادية هذا سيفشل أيضاً لأني عندما أجعل الآخر شيء لي معنى ذلك أن الآخرين لا يستطيعون تزويدي بأساسي للوجود لأنه فقط الشخص يستطيع بالنهاية تزويدي بهذا. بالإضافة إلى هذين الموقفين هناك موقف ثالث متوفر لي، هو اللافرق، عندما اختار هذا أنا أسعى لرفض أو الاعتراف بموضوعية الآخرين، أنظر إليهم مجرد عقبات يجب تجنبها أو كأشياء وظيفية في العالم يجب استخدامها عند الحاجة.‏

يعرض سارتر هذا الموقف كشكل من العمى الذي رغم أنه يضعف إحساسي بالاغتراب من خلال رفض التشيؤ، لكن هذا بالنتيجة يمنعني كلياً من الوصول إلى ذاتيتي، في الواقع أنه يؤدي إلى اغترابية لأنه يجعل من الضروري التخلي عن محاولة تأسيس وجودي على العلاقة مع الآخر.‏

علاقات الحب‏

في محاولة لتعريف علاقات واضحة يناقش سارتر مفهوم الحب، الذي بُني على أساس من الوجود الإنساني (وجود لأجل ذاته) مفتقراً إلى هوية وطبيعة معينة (وجود في ذاته). في مشروع الحب هدفي هو تحقيق كلية الوجود (لأجل ذاته- في- ذاته) من خلال استعمال الآخر، الذي قد يقدّم راحة مؤقتة من الألم الوجودي المرتبط بهذا النقص ومن ثم يبرر وجودي. بدون الآخر أنا سيادة خالصة، ولذلك، إنه عبر توظيف «النظرة» للآخر كوسيط، فإن مصدر الذات أو الهوية الفردية هو متوفر لي، الآخر هو اصل وجودي، أنا أبحث عن الآخر كي أعرّف نفسي عبر دمج منظور الآخر مع منظوري. غير أن هذا بالنسبة إلى سارتر مشروع بلا جدوى محكوم عليه بالفشل. الحب يجب أن يفشل بسبب طبيعة الوعي ومع ذلك هو سوف يبحث عنه إلى الأبد، الحرية (الوجود لأجل ذاته) سوف دائماً تمنع المعرفة الذاتية والهوية لأن الوعي يرغب بمعرفة ذاته لكنه سوف لن يستطيع ذلك أبداً.‏

يتصور سارتر الحب كاتحاد بين شكلين من الوعي الحر، اتحاد يشكل وعياً واحداً. غير أن هذه الفكرة تخلق تناقضاً في أن هذا الاتحاد الأحادي سوف يزيل آخروية الآخر التي هي بالنهاية الأساس لوجودي. أنا يجب ألا أحرم الآخر من خاصية كونه شيئاً ما غيري لأن عمل كهذا يؤدي إلى تحطيم وجودي لأجل الآخرين ومن ثم، تحطيم أيّ تصور واضح لهويتي المتحققة. أنا أحتاج لامتصاص الآخر ولكن ليس كشيء لأن الشيء غير قادر للنظر إلي وإعطائي كينونتي. حرية الآخرين مطلوبة لتزويد الأساس لوجودي ومع ذلك تبقى تلك الحرية هي التي تُدخل الصراع إلى العلاقات وأن مشروع الحب كحرية لا يمكن حيازته أبداً، في الحب أنا أحتاج الحرية المستسلمة من أجل توفير الأمان لكني لا أزال أرغب لأكون محبوباً عبر حرية تختارني. أساساً، أنا أرغب في أن أعرض نفسي جيداً بما يكفي للآخر لكي يقيّد حريته ويكون مختاراً بحرية على هذا الأساس. هذه العملية بالنسبة إلى سارتر هشة جداً وسوف تنتهي حتماً بصراع الذات- الموضوع فيه يحاول أحد تجاوز الآخر، وطبقاً لذلك فلن تكون هناك راحة: «الجحيم هو الآخرون». وفي النهاية، لا إنكار لوجود الترابط الوثيق ضمن عالمنا في علاقة لابد منها بين الذات والآخر. نحن كأفراد نبذل وقتاً وجهداً كبيرين في متابعة وبناء علاقات مع الآخرين، ولكن إذا كانت الحقيقة هي صراع حتمي تبادلي، كيف لنا كأفراد أن ندير هذا التحدي؟ سارتر يرى الحل الأساسي هو تبنّي الإيمان الزائف(1).‏

......‏

الهوامش‏

(1) الايمان الزائف bad faith هو مفهوم فلسفي استخدمهُ كل من الفيلسوفين الوجوديين سيمون دي بوفوار وجان بول سارتر ليصفا الظاهرة التي يكون فيها الإنسان تحت ضغط شديد من القوى الاجتماعية السائدة، فيضطر إلى تبنّي قيما زائفة منكراً ومتخلياً عن حريته الفطرية وبالتالي يتصرف بلا أصالة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية