تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أول الكلام...إعادة قراءة

ملحق ثقافي
2018/12/18
عقبة زيدان

من واجبنا أن نبداً قراءة كتبنا التاريخية من جديد ونشرها أيضاً، لأن إعادة النشر تأتي في مرحلة متقدمة جداً من الهيمنة الاستعمارية، التي تحاول القضاء على كل هوية آخرية وجعلها ملحقة بالميتروبول الغربي. وهذا الهوس الغربي بالمحو، ليس جديداً أبداً، وليس وليد هذا القرن أو الذي سبقه،

إلا أنه يتفاقم الآن كوحش سرطاني مع تمدد العالم الإلكتروني. يقول إدوارد سعيد: «إن أحد أوجه العالم الإلكتروني، ما بعد الحديث، هو أن ثمة تعزيزاً للصور النمطية التي ينظر من خلالها إلى الشرق.. ولئن غدا العالم في متناول المواطن الغربي الذي يعيش في العصر الإلكتروني، فإن الشرق أيضاً قد أصبح أقرب إلى هذا المواطن، ولعله لم يعد الآن أسطورة بقدر ما بات مكاناً تتقاطع فيه المصالح الغربية، وخاصة الأمريكية».‏

ويرى سعيد أن استخدام تصنيفات مثل شرقي وغربي.. تؤدي إلى إضفاء القطبية على التمييز (فالشرقي يصبح أكثر شرقية، والغربي أكثر غربية) والحد من المواجهة الإنسانية بين مختلف الثقافات والتقاليد والمجتمعات.‏

يمعن الغربي في خلق فضاء خطابي فعال سياسياً، يعلي من شأن الغرب ويورطه في حالة من الفصام المرضي، ويقلل من شأن الشرق ويعتبره تابعاً أو عبداً همجياً متخلفاً، بحاجة دائمة إلى الوصاية والاحتلال.‏

هناك قراءات كثيرة الآن، تجري في الغرب لتراثنا الفكري العربي، ويُشاد بأعلامنا الكبار من قبيل ابن مسره وابن عربي وابن رشد. إنها دراسات جدية يقوم بها مفكرون كبار بهدف اكتشاف العبقرية العربية في مرحلة ما، إضافة إلى هوس الغرب في تطوير نفسه عبر الاستفادة من الآخر.‏

علينا قراءة تراثنا، من دون تحيز أو إهمال لشخص دون آخر، وفي المقابل علينا أن نتوجه نحو المنجز الغربي، ونأخذ منه ما يفيدنا ويطورنا. إننا الآن في مرحلة خطيرة، مرحلة وجود، أو عدمه.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية