تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أيام التراث السوري.. عبق التاريخ .. ونبضه الانساني المتجدد

منوعات
الثلاثاء 22-4-2014
فاتن دعبول

يفخر شعبنا في سورية بتراثه العريق الذي يمتد إلى آلاف سنين خلت ,فكل ركن في بلادنا و كل معلم يحكي أمجاد اجدادنا الذين بنوا حضارات عمت شهرتها آفاق العالم حتى باتت هدفاً لأيدٍ آثمة و عقول ظلامية تحاول طمس معالمها بوحشية و جهل و لكن هيهات..

فالشعب السوري بوعيه و تجذره بأرضه يقف لهم بالمرصاد و لإظهار أهمية التراث و دوره في حفظ الذاكرة الانسانية ,انطلقت فعاليات « أيام التراث السوري « برعاية الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة بمناسبة اليوم العالمي للتراث‏

التي تتضمن انشطة عديدة في مجالات الفن و الموسيقا و الفلكلور و الأزياء إضافة إلى معرض صور يوثق الإعتداءات الإرهابية على الأماكن التاريخية و التراثية في سوريا و تسليط الضوء على المأكولات الشعبية و التراثية مع جناح لمأكولات من مملكة ماري .‏

أمانة في أعناقنا..‏

و في افتتاحها لهذه الفعالية بينت الدكتورة مشوح أن هذه الإحتفالية بأيام التراث السوري إنما هي رسالة نريد ايصالها للجميع بأن سوريا عريقة بتاريخها و تراثها , وأن هذا التراث هو أمانة في أعماق أهلها و رغم المحن التي تعرضت لها سوريا فإنها استطاعت أن تحافظ على تراثها عبر التاريخ و ستحافظ عليه اليوم و تنقله في الغد إلى أجيال المستقبل ليضيفوا عليه من فنهم و علمهم و ذوقهم و يرتقوا بهذا التراث إلى ما هو جدير به لأنه يشكل أحد مكونات الهوية السورية و ما أحوجنا اليوم أن نركز على هذه الهوية و خصوصيتها لنزيد من تلاصق الانسان بوطنه و ننمي لديه حس المواطنة. و أضافت : وزارة الثقافة هي الحاضن الأول للمبدعين على اختلاف ابداعاتهم , و في هذه الفعالية نجد معرضاً للكتب التراثية و معارض تشكيلية توثيقية تعرف الأجيال بتراثها و تهدف إلى ابراز و احياء و حماية و توثيق هذه المعالم و الاضافة عليها لأنها ليست محنطة , و علينا أن نعيد احياءها لتسكن الذاكرة و الوجدان .‏

هو تاريخنا‏

و ذكرت الدكتورة بثينة شعبان و قد حضرت الفعالية أنني كسورية سعيدة بهذه الفعالية لأن التراث هو تاريخنا و أنا اخشى على هذا التاريخ لذا نحتاج أن نوثقه لكي لا يسلبنا إياه أي عدو ومعتد و من الهام أن نتمسك بناصية تاريخنا و عراقة أجدادنا و نبني عليها و المسؤولية تقع على كل مواطن سوري للحفاظ على تراثه لكن الأهم من ذلك الايمان بهذا البلد.‏

وأضافت : لاشك أن الابداع السوري هو المستهدف و كذا تفرده و تميزه لكن كلما تعرض السوريون إلى محنة يخرجون منها يإذن الله أقوى و أغنى تراثياً و حضارياً و أقدر على المساهمة.‏

حفظه.. ضرورة و حاجة‏

وقالت: إن التراث هو هويتنا الوطنية و هو تاريخنا و حضارتنا و مدنيتنا و انسانيتنا , وهو امتداد لعشرة آلاف سنة تقريباً كما بين حمود الموسى مدير التراث الشعبي و أضاف: تساهم الوزارة في إعادة توثيق و حفظ و إحياء هذا التراث لأنه يمثل القيم الأخلاقية و الإنسانية و قد أنجزت المديرية 53 كتاباً و ثمة عناوين أخرى قيد الإنجاز جميعها توثق التراث السوري على إختلاف أنواعه ( الفنون الشعبية , الأهازيج , المأكولات , الأزياء الشعبية ... ) و مع ذلك فنحن نحتاج إلى المزيد من الجهود لحفظ التراث لأن تراثنا غني جداً و متنوع و نسعا عن طريق اللجان المتخصصة في المحافظات جميعها لجمع هذا التراث عن طريق التواصل مع المعمرين , بالإضافة إلى أن سوريا شريكة في التراث العالم ضمن منظمة اليونسكو.‏

نفخر بغناه و تنوعه‏

و بين بسام ديوب مدير المراكز الثقافية أن الاحتفالية جاءت للتعريف بالتراث العربي السوري على مستوى القطر , وقد توزعت عناوينها على خمسة أماكن المدرسة الجقمقية و فيها ورشة عمل للخط العربي للتعريف بأهميته و دوره , و خان أسعد باشا الذي احتضن سوق الحرف التقليدية التراثية , و قصر العظم الذي ضم صندوق الفرجة و المقهى الشعبي و الملابس التراثية , و قلعة دمشق التي عرضت للآثار التي تعرضت للإعتداءات و النهب و التخريب ضمن معرض آثار سوريا, و ضمت دار مردم بيك للثقافة و الفنون معرضاً للفنان نذير البارودي إضافة إلى وردة مسار و فيها استكشاف بلدي تراثي . و أضاف نفخر جميعاً بموروثنا الثقافي و تاريخنا المليئ بالانسانية , فسوريا بلد عريق في حضارته , و هذه الفعالية هي رسالة أننا باقون و أن جميع المؤامرت ستسقط على أعتاب سوريا.‏

تميزت الفعالية بتنوعها حتى شملت جميع مناحي التراث الشعبي الغني بمضمونه و فكره و أصالته وقد شارك فيه العديد من أصحاب الحرف السورية العريقة كالخزف و النقش على النحاس اضافة إلى مشاركة بعض الفرق للرقص الشعبي .‏

يشار إلى أن الاحتفال بيوم التراث العالمي بدأ دولياً سنة 1972 بعد إقراره من المؤتمر العام لمنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم /اليونيسكو/ بهدف الحفاظ على التراث البشري من أعمال العبث والتدمير‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية