وصريح من حاضر الأمة العربية عامة, وراهن ووضع الشباب خاصة, كان لابد لنا من أن نوضح بعض الصور والظواهر المنتشرة في العالم, والتي لاتبشر بخير ابدا عن مستقبل هؤلاء الشباب الذين هم أمل ومستقبل الغد, وبالتالي تؤثر سلبا على مستقبل وطنهم:
بعض أدبائنا وصحفيينا حتى فنانينا يسقون أحيانا أحاسيسهم و أفكارهم من إطارات غربية خاطفة.
فمن المعروف أن الحضارات تتغذى من بعضها, والاطلاع على حضارات الغير أمر في غاية الأهمية, فالكثير من الحضارات كان لها الدور الفاعل في بناء التاريخ والإنسان, لكن هذا الاطلاع والاقتباس لابد أن يكون لصالح قضايانا الكثيرة والمتعددة.. أليس كذلك?
لأننا إذا ما فكرنا من الناحية التاريخية والتراثية, فسنرى أن نسبة لا بأس بها من هؤلاء الشباب لا يعرف إن صح التعبير ما تراثه وكيف يعود إليه أو كيف يستفسر منه نصوصا وأفكارا وقيما?! ما يؤدي إلى بروز حاضر يتيم أليم- كما نشهده الآن- ومستقبل غير معلوم منه شيء ( غامض ومبهم) , فإن دل هذا على شيء, فإنما يدل على القراءة التي يقرؤها بعض الشباب من أجل القراءة فقط وليس من أجل الاستفادة وتغذية العقل أو أي شيء آخر.
واجتماعيا, هناك عائق خطير جديد, هو وجود طبقة ( ساقطة) من الشباب تنتشر وتمتد وكل همها هو الاسترزاق, والحصول على المال كيفما كان وبأية وسيلة كانت, مثل المهربين والمجرمين والسماسرة والدعارة وغيرهم.
كيف سيفكر شبابنا أن الوحدة المنشودة ستتحقق مادامت السياسات ومادامت الحريات متنوعة والمذاهب والطوائف كثيرة?
إذا علينا نحن الشباب في العالم العربي ألا نحصر أنفسنا بمشكلات نابعة من الغيرة الذاتية من ميزات الحياة المكفولة للشباب الغربي, وأن نعمل يدا بيد على الابتعاد عن جميع العوائق التي تهدد مستقبل أمتنا, كالعوائق المذكورة آنفا, ورغم أني ابتعدت عن مشكلات كثيرة لا تسعها الصفحات ودعونا- أيها الشباب- أن نكون عالما متحضرا نكيف مصائر شعوبنا ونرسم مستقبلنا بعد العودة إلى الماضي الأصيل والدراسة الجادة للحاضر المنهك, ونخطط لمجتمعنا نحو الأفضل, دون أن يملي علينا الغير بما يلزم فعله أو إصلاحه هنا وهناك.