ستحفر بوجداننا وأذهاننا إلى الأبد, كيف نستطيع أن ننسى صورة طفلٍ بريء تغتال اليد الهمجية براءته وطفولته, وكيف ننسى مشهد كبار السن الذين لاحول لهم ولاقوة يدفنون تحت الأنقاض دون رحمة أو شفقة, مستحيل أن ننسى هذه المشاهد المؤلمة إلا إذا كنا مجردين من انسانيتنا. ولعل هناك الكثير من الشباب الثائر المنتفض الذي يرفض هذا الواقع وتشكل لديه المشاهد إرهاقاً نفسياً ومعنوياً فمثلاً الشاب أيهم 27 عاماً يعتقد بأن ثمن الحرية غالٍ وصعب ولكن ثمن تحرير الأرض والكرامة أغلى من أي شيء ويتابع ميشيل 24 عاماً بأنه يشعر بصعوبة الوضع وخطورته وفي كل يوم تبث فيه صورة لمجزرة جديدة يتساءل إلى متى?
وزياد 28 عاماً يفضل أن يحي الشعب اللبناني على صموده ويقول لهم بأنه يحزن لما يشاهد من إجرام بحق الانسانية ومن الصمت العربي والدولي ولم يستطع باسل 28 عاماً من مشاهدة صور مجزرة قانا .
ومن أرض المعركة شاركنا بالرأي الشباب اللبناني الذي عايش المشهد كما هو وكان شاهد عيان على الحرب فالفتاة اللبنانية مايا 23 عاماً جاءت إلى سورية هرباً من نيران المحتل والدمار الذي حل بالبلد.
وتقول بأن شعبنا صامد رغم المجازر والمذابح التي ترتكب بحق المدنيين الأبرياء ومع ذلك لاتنفي تأثر شعبها بالمشاهد والصور التي تعرض وتعتبر أن بلدها دمر وهي تبكيه ألماً وحزناً.
ولم يكن حال نورا 18 عاماً افضل فرغم بعد المشاهد عنها إلا أن حزنها كبير وعميق وخاصة على أطفال لبنان وهي تتمنى أن تعرض صور جميع الأطفال الجرحى والقتلى حتى يتعرف العالم على همجية هذا الكيان.
وعلى صعيد آخر نجد أن من الشباب من ألف مشاهد الضحايا والمجازر فقد أصبحت جزءاً من حياته اليومية وكأنها إعلان أو فيلم يعرض دون أي تأثر ويؤكد ذلك ما عبر عنه بشار 30 عاماً بأنه اعتاد على مشهد الدم وباعتقاده أنه سيشاهد المزيد من الصور والمشاهد المأساوية في ظل الصمت العربي والدولي.
وتوافقه دانيه20 عاماً بأنها ألفت مشهد الدم وكانت في البداية تتأثر أما الآن فلا تشعر بأي شيء.
وهناك من يعلق بأنه لايمكن أن ينظر شاشة التلفاز أثناء عرض الصور ولكن نحن نقول لهم بأن مايعرض هو جزء بسيط مما يجري على أرض الواقع,وهناك بعض المحطات تتبع سياسة الانحياز فوكالات الأنباء الأجنبية لم تعرض شهداء مجزرة قانا بينما تسابقت الى عرض صور الأعتصام أمام مبنى الاسكوا وركزت عدساتها تجاه المتظاهرين الغاضبين بينما ازاحت النظر عن عناصر حزب الله وحركة أمل الذين حاولوا منع المتظاهرين من تحطيم المبنى.
ولكن المحطات العربية تحاول إظهار الحقيقة لأنها اكبر دليل على جريمة الكيان الصهيوني وشريكه الأمريكي والشاهد الساكت عليه الاوروبي.
أما على الجانب الاسرائيلي فانه فرض من جديد سياسة تعتيم اعلامي وطبعاً لان اسرائيل مهزومة ولاتعرف ما تفعل فتحاول بعدم نقلها لصور ضحاياها أن ترفع المعنويات ولكن أثبتت التجربة بأن المشاهد والصور ستظل كما ظهرت سابقاً صور مجزرة صبرا وشاتيلا بعد التعتيم الشديد عليها.
وهناك من يعلق بأنه لايمكن أن ينظر شاشة التلفاز أثناء عرض الصور ولكن نحن نقول لهم بأن مايعرض هو جزء بسيط مما يجري على أرض الواقع,وهناك بعض المحطات تتبع سياسة الانحياز فوكالات الأنباء الأجنبية لم تعرض شهداء مجزرة قانا بينما تسابقت الى عرض صور الأعتصام أمام مبنى الاسكوا وركزت عدساتها تجاه المتظاهرين الغاضبين بينما ازاحت النظر عن عناصر حزب الله وحركة أمل الذين حاولوا منع المتظاهرين من تحطيم المبنى.
ولكن المحطات العربية تحاول إظهار الحقيقة لأنها اكبر دليل على جريمة الكيان الصهيوني وشريكه الأمريكي والشاهد الساكت عليه الاوروبي.
وأيضاً يؤكد الاعلامي الأستاذ مصطفى بجبوج بأن عرض مثل هذه المشاهد دليل واضح على فظاعة الجريمة بحق شعب بكامله مثلاً مجزرة القاع قمنا بنقل الصور كما هي حتى دون عمليات فنية حتى يرى العالم الحقيقة ويشعر بمرارة الصمت الدولي والعربي تجاه هذه المجازر.
إن هذه المشاهد رغم بشاعتها ولكنها تعبر عن صمود الشعب أمام جزار اعتاد سفك الدماء ولكن إيماننا أكبر من أية يد همجية جاءت لتحتل وتقتل وتدمر أرضاً ليست بأرضها ولكن نحن شعورنا اتجاه أرضنا مقدس ولا نخاف من هذه المشاهد ولكنهم هم يخافون من رد الفعل العربي المقاوم على الاجرام.
وفي النهاية في ظل الصمت العربي والدولي على ما يرتكب من مجازر كل يوم بحق الشعب العربي يجب أن يوسع مكاناً أكبر للصورة التي تعتبر الشاهد بأن من يسكت أو يخبىء أو يمنع صورة من الوصول الى العالم بأسره فهو شريك بالجريمة التي يذهب ضحيتها الأبرياء ونحن كشباب نرفض إخفاء هذه الصور رغم تأثيرها الكبير في أنفسنا ورغم الآثارالنفسية والآثارالجسدية التي تتركها, إلا أننا مصرون على نشر الحقيقة وإيصال المشاهد والصور الى كل مكان عسى أن يستفيق العالم وينهض ليحاسب المجرم ويلقى العقوبة المناسبة.