|
أسر سورية تفتح بيوتها: دورنا التفاعل الايجابي بكل امكاناتنا مجتمع جسدت تلك الحالات أروع المشاهد الانسانية والتفاني المنقطع النظير لدى استضافتهم لأسر لبنانية لا يعرفون سوى أنها في محنة كبيرة والواجب يحتم عليهم الوقوف الى جانبهم,فمنهم من ترك بيته واستأجر له ولعائلته بيتا آخر ليسكن أسرة لبنانية هربت من تحت القصف الهمجي,وبعض العائلات الميسورة تركت الفيلات التي تسكنها لتقدمها الى تلك الأسر المنكوبة ولتضم اكبر عدد ممكن منهم.إضافة إلى بعض الأسر المتوسطة استطاعت الاستغناء عن غرفة في بيتها لتسكن عائلة لبنانية,وغيرهم الكثير ممن تركوا أسماءهم وعناوينهم وكل حسب امكاناته وقدرته المادية. وللجمعيات الخيرية دور كبير في عملية الاتصال بين تلك الأسر,منها الجمعية السورية للعلاقات العامة التي مدت يد العون لتلك الأسر المحتاجة ولعبت دورا في عملية التواصل هذه وتأمين المأوى لهم . هذا ما اكدته لنا الآنسة (ريم جمعة)المنسق العام للجمعية قالت: منذ اللحظات الأولى لقدوم اخواننا من لبنان وبعد أن انقطعت كل سبل العيش لديهم,قامت الجمعية بإرسال رسائل قصيرة للمشتركين بالخليوي ووضعنا ارقاماً معينة للاتصال بنا دون التعريف باسم جمعيتنا لاننا نمثل (مجتمع)وبدأت الاتصالات تنهال علينا من الأسر السورية,لذلك قمنا بتشكيل فريق لاستقبال الاتصالات وتسجيل بيانات كل أسرة سورية قادرة على استضافة عائلات لبنانية,فبعضها يستطيع استقبال شخص أو شخصين كحد أدنى,والبعض قادر على استضافة (40-50)شخصا كل حسب امكاناته. أما الفريق الثاني:فهو فريق المتطوعين على الحدود السورية الذي يعمل وما زال يعمل من دون كلل ويستقبل الأسر القادمة ويعرض كل أشكال المساعدة بدءا من مساعدتهم في كتابة بياناتهم (فبعضهم من العجائز أو الأطفال)الى حمل حقائبهم و أمتعتهم وتقديم الطعام والماء والملابس لهم ومن كان مصابا يتم ارشاده مباشرة الى النقطة الطبية المتواجدة هناك. وتضيف: بعد هذه المرحلة يتم ارسالهم الى أقاربهم في المدن السورية,في حال كانت رغبتهم هذه, ومنهم لا يوجد لديهم أحد فنشرح لهم بأن الأسر السورية تفتح لهم بيوتها لاستضافتهم وعند قبولهم يتم ارسالهم الى مقر الجمعية لاستكمال الاجراءات. ونكون بهذا الوقت قد قمنا بالاتصال بالجمعية لنعلمهم بعدد الاشخاص القادمين وقد يكون بين (70-200)وليتم تحضير المأوى لهم وتحضير وجبات الطعام اختصارا للوقت وحتى لا ينتظروا كثيرا. وبدورهم بالجمعية يتصلون بالاسر السورية التي تركت لنا ارقامها لاعلامهم بوصول اللبنانيين وهكذا نستقبلهم بابتسامة. وتؤكد المنسق العام للجمعيةأن: المهمة الأساسية التي نركز عليها عند الحدود ولدى استقبالنا الأشقاء اللبنانيين هي مسألة التهيئة النفسية لهم لأن يتقبلوا المساعدة,لأنهم يكونون في حالة نفسية يرثى لها. وكما علمنا أن بعضهم فقد ثلاثة من أهله لدى استهداف سيارتهم ,وماتوا امام اعينهم وعاشوا لحظات عصيبة ليتمكن الباقون من النجاة (فكيف تكون حالتهم)نحاول قدر الامكان استبدال دموعهم تلك بابتسامة منا,لنشعرهم بالامان والاطمئنان,ثم نشرح لهم ونساعدهم ونتيجة ذلك يطلبون منا أن نتصل ببقية العائلة التي بقيت في لبنان ليطلبوا منهم القدوم,وإن كل شيء في سورية مؤمن وبأحسن حال. هذا واجبنا السيدكامل صقر مشرف على العمل الطوعي الخاص بالجمعية قال:لدينا فريق متطوع يقوم بجرد اسماء العائلات السورية التي اتصلت وتبرعت ببيوتها لاستقبال العائلات اللبنانية,ويقوم بتنسيق هذه العملية وتسجيل اسماء العائلات لحظة وصولها الى الجمعية.ويتم ارسالهم الى العائلات السورية,أو هم يأتون لأخذهم ويقوم بتسجيل كل ما يتعلق بالشخص المضيف ويكتب تعهدا بأنه مسؤول عن سلامة أفرادها ومتابعة شؤونها وهذا كله بعد أن نكون قد قدمنا لهم كل ما يحتاجونه من (طعام ولباس وحليب). ولدينا فريق طبي متطوع من الأطباء والصيادلة,لتقديم المساعدة الطبية في حال وجود إصابات أو للذين يتناولون ادوية دائمة.إذ لدينا بالجمعية شبه صيدلية فيها مختلف الادوية ولجميع الحالات نقوم بإعطائهم كل ما يلزمهم,وحسب ارشادات الطبيب والحالات الصعبة نقوم بتحويلها للمشفى وهناك العديد من المشافي تطوعت بمعالجة تلك الحالات مجانا,وحتى العيادات الطبية الخاصة. أما الأسر السورية التي تستضيف ولا تستطيع أن تصرف اكثر من عشرة أيام نحاول مساعدتها قدر امكانياتنا والاتصال بالمتبرعين ليقدموا هم بدورهم المساعدة من (طعام ولباس ومواد تموينية)فلدينا اسماء تجار و أصحاب مطاعم ومحلات ألبسة جميعهم تركوا لنا أرقام هواتفهم للاتصال بهم وطلب المساعدة,وهكذا ,فنحن ليس لدينا بنك للتبرع ولكن دورنا التنسيق بين الاسر وبين الناس المتطوعين الذين يريدون تقديم المساعدة أما بقية الاسر معظمها ميسورة الحال وتستطيع الصرف على الاسر اللبنانية مهما كان عددها ولا تطلب منا شيئا. لا ينقصنا شيء أثناء وجودي في الجمعية دخلت سيدتان ومعهما طفل ورجل,سألت عنهما فقالوا لي:انهم من الاسر التي سكنت عند احدى العائلات السورية وهذا الرجل هو المستضيف.ويأتون للجمعية للاستشارة الطبية,فهم يريدون أن يكشف الطبيب على قدم ولدهم الصغير علي خدام المصابة وهي بحاجة لمعالجة فيزيائىة,وسألت السيدة مريم المرافق للطفل قالت:أنا عمة الطفل ونحن بخير وكل من يسكن معي عند عائلة سورية,ونشكر كل من ساعدنا منذ البداية وحتى الآن ونشعر كأننا في بيتنا ولا ينقصنا شيء. هذا وكان الصيدلاني عصام النوفي قد شاهد قدم الصغير وطلب القيام باجراءات التحويل الى المشفى لأنه بحاجة لذلك,وتركتهم يقومون بذلك لأتحدث مع السيد عبد الفتاح جاسم الذي استقبل هذه الاسرة وما السبب الذي جعله يقوم بذلك قال:هؤلاء اخواننا والمشاعر الانسانية هي التي تجعلني اقوم بهذا العمل,وواجبنا ان نساعدهم ووضعي المادي يساعدني على ذلك وقادر على استقبالهم طيلة المدة التي يريدونها هم. معهم لآخر لحظة وعند خروجي دخلت عائلتان أيضا وكان اللقاء التالي معهم:السيدة زينب حميدة من الدوير قضاء النبطية قالت:أتيت أنا وأولادي وزوجي وبيت عمي الى سورية بعد أن حصلت في بلدنا أول مجزرة استشهد فيها 12 شخصا من آل عكاش,هربنا الى صور وبعدها قررنا اللجوء الى سورية,وقاطعها زوجها علي عباش ليقول:إن الشباب السوريين استقبلونا منذ وصولنا على الحدود وأرشدونا الى الجمعية والحمد لله لا ينقصنا شيء,قدموا لنا كل ما نريده,ونشد على يد المقاومة بأن يصمدوا فنحن معهم لآخر لحظة. أما عائلة حسن الحايك من الجنوب قالت:وجدنا أنفسنا بين يوم وليلة بلا مأوى ولا طعام,فالصواريخ الاسرائىلية دمرت كل شيء وأضاف السيد حسن:إنه يعمل مياوما واليوم الذي لا يعمل فيه لا تأكل عائلته وهذا القصف الظالم حرق كل شيء وحرمه من تأمين لقمة العيش لأطفاله,ولولاهم لما خرج من بلده ولهذا جاء الى سورية ويشعر أنه بين اخوته بعد أن احتضنوهم وفتحوا لهم بيوتهم.
|