تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أفلام تسجيلية ...وثقت بصرياً همجية العدوان الصهيوني على لبنان

شؤون ثقا فية
الاربعاء 9/8/2006م
محمد قاسم الخليل

تفاعل السينمائيون اللبنانيون مع الأحداث الساخنة على أرضهم عندما قامت آلة الحرب الصهيونية بالعدوان الهمجي المتكرر على لبنان,وحملوا كاميراتهم السينمائية يتابعون ما يحدث ويرصدون وقائع العدوان وآثاره على الشعب اللبناني.

وما أشبه الليلة بالبارحة فالقتل والتدمير يعود من جديد, ونعود بالذاكرة السينمائية الى الأفلام التي تحدثت عن جوانب من الأعمال الهمجية العدوانية السابقة ولا سيما في فترة الاجتياح الصهيوني في أوائل الثمانينات, ورصدت صمود الشعب ووقوفه ضد قوى الغزو وتقديم قوافل الشهداء قربانا دفاعاً عن الوطن, ونالت هذه الأفلام التقدير وحظيت بالإعجاب في العروض المحلية والعالمية.‏

كانت تلك الأفلام متميزة بلغتها السينمائية غنية بمقولاتها الفكرية وعالجت جوانب متنوعة من الأحداث ونتائجها وانعكاساتها على المجتمع وكان لكل مخرج رؤيته وأسلوبه في التعبير عن الصمود والتصدي للعدوان الصهيوني.‏

ويعد المخرج الراحل مارون بغدادي من أوائل السينمائيين الذين حملوا الكاميرا السينمائية واتجهوا للجنوب اللبناني وليصور وقائع الغزو وهمجيته في قتل المدنيين وتدمير الأبنية وليمجد ملاحم الاستشهاد في سبيل الوطن وأشهر أفلامه كان بعنوان (كلنا للوطن) وفيه قدم صورا عن نضال كل اللبنانيين ضد الاحتلال في الجنوب فكان الفيلم اسما على مسمى, وأعطى جانبا واسعا لتصوير أعمال البطولة والتصدي والصمود في وجه الهمجية الصهيونية, كما أبرز قيم الشهادة وطقوس تشييع الشهداء التي امتزجت مع طقوس سكان الجنوب, وقد عرض الفيلم على مدرج جامعة دمشق بمبادرة من الاتحاد الوطني لطلبة لبنان.‏

وقدم صاحب مسرح الحكواتي المخرج المسرحي الطليعي روجيه عساف فيلما من نوع الدراما الوثائقية بعنوان ( معركة) وقد كتب للسيناريو بالتعاون مع الممثل رفيق علي أحمد.‏

ويحكي الفيلم مجموعة أحداث جرت في جنوب لبنان بعد الاجتياح الإسرائيلي, ويركز على ثلاثة محاور:‏

الأولى انتفاضة عاشوراء وكانت أول مواجهة من نوعها بين الاحتلال الصهيوني والشعب اللبناني خلال احتفالات عاشوراء التي أقيمت في النبطية.‏

الثانية عملية جسر الأولي أو بوابة الجنوب التي نفذها الشاب عصام من قرية النمرية والجسر المدخل الوحيد للقادم من صيدا باتجاه الشمال, وقد جعلت قوات الاحتلال عملية عبوره صعبة عبر مراكز التفتيش.‏

الثالثة يصور ثورة نساء لبنان عند معتقل أنصار عندما قررت النسوة صبيحة العيد الدخول إليه لمشاهدة أقاربهم الأسرى رغم الرفض الإسرائيلي.‏

ورصدت المخرجة جوسلين صعب الحرب الهمجية التي شنها الجيش الصهيوني في عدة افلام تسجيلية منها( جنوب لبنان- قصة قرية محاصرة -أطفال الحرب -بيروت مدينتي).‏

وسعى المخرج جان شمعون الى الانخراط في المقاومة على طريقته فكانت كاميراته خير معبر عن حال أبناء الجنوب اللبناني الذي يصفه في مقابلاته الصحفية برمز محاربة العدو الإسرائيلي, ويعتبر شمعون أن محور الأحداث يدور في منطقة جغرافية تتجاوز فيها مشكلتان: مشكلة الجنوبي الذي يهجر من أرضه, ومشكلة الفلسطيني المهجر أصلاً. والمشكلتان من فعل عدو واحد,هو إسرائيل.‏

وبعد زواج شمعون من المخرجة الفلسطينية مي المصري كان فيلم ( تحت الانقاض) الثمرة الأولى لزواج فني بعد الزواج الحياتي, وهو مواكبة وقراءة في الاجتياح الإسرائيلي ومخلفاته بأسلوب يتجاوز الآنية نحو طريقة فنية راقية من التوثيق.‏

أما الفيلم الأشهر لجان شمعون ومي المصري والمحطة الهامة في تجربتهما فهو فيلم( زهرة القندول )الذي نال الكثير من الجوائز في المهرجانات.‏

ويجسد الفيلم تفاصيل هامة من حياة المرأة في الجنوب اللبناني ضمن مزيج من الزوايا التراثية والثقافية المتجذرة في منطقة الجنوب, كما يتطرق الفيلم في خطابه الرئيسي لقضية مقاومة المرأة ودورها في الصراع مع العدو الاسرائيلي.‏

وقد حاورنا جان شمعون على صفحات الثورة عن الفيلم في 17/1/,1988 وأكد في حواره أنه أراد أن يصور نضال المرأة في الجنوب لأن المرأة اللبنانية كان لها دور اساسي في النضال والتحرك العفوي بعد الغزو وتحملت العبء الأكبر في الصمود والمقاومة.‏

ويركز الفيلم على شخصية خديجة بسبب بروز دورها بين نساء القرية, وكانت رمز المرأة التي عانت ضمن تركيبة اجتماعية تقليدية وتمردت على واقع الاسرة وكانت من أوائل النسوة اللواتي قاومن الاحتلال.‏

أما (زهرة القندول) التي أطلق اسمها على الفيلم في نبتة تنبت في المناطق الصخرية وتحيط بها الأشواك, وهي رغم ضعفها تتحدى الصخور وتخرج من بينها.‏

لقد رصدت الأفلام الوثائقية جانبا صغيرا من العدوان الصهيوني وهمجيته, وبالمقابل قدمت صمود الشعب اللبناني وتلاحمه, فكانت السينما التسجيلية لا تسجل واقعا مرا فحسب, بل تعيد اكتشافه وانتاجه من جديد برؤية فنية خاصة ساهمت في كشف جرائم الاحتلال وتوثيقها سينمائيا وكان لعرضها في العالم صدى مؤثرا, وستكون أىضا وثيقة بصرية تاريخية شاهدة على همجية المعتدين.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية