تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


جهات الكتابة ...تقمص العدو واستخذاؤه

آراء
الاربعاء 9/8/2006م
ديانا جبور

من المفهوم وإن ظل مرفوضا أن يحاول المحافظون الجدد ومعهم الكثير من الوسائل الإعلامية الشعبية ومراكز الأبحاث النخبوية توحيد صورة حسن نصر الله ب(بن لادن وحزب الله بالقاعدة فبذلك تتكرس المقاومة الوطنية لاحتلال الأرض ومصادرة المستقبل كجزء عضوي من عدو مخيف وحشي وشخصي سبق للأمريكيين أن اختبروا جرميته .

‏‏

لهذه المطابقة ومن بعدها محاولات إلغاء التيار الرافض والمقاوم هدفان , أولهما تكريس الشعور العربي بالدونية ما يجعله مستعدا لتقبل ما يرسمه له الآخر دون ممانعة أو تفكير بالرفض , وهذا ما نلمسه حتى في الكتابات الموالية للتيار الأكثر تشددا في الإدارة الأمريكية , كما الحال مع مقالة لبرنارد هيكل كتب فيها أن ( حزب الله لا يقاتل إسرائيل , قدر نضاله ضد شعور عام عربي ومسلم بالهزيمة والإذلال وعدم الكفاءة ) وبالتالي فإن الحرب ضد حزب الله هي جزء من حرب أشمل لأجل تمرير مخطط استعماري يعيد رسم المنطقة وفق احتياجات الأمبراطورية الأمريكية بأقل قدر من الخسائر.‏‏

ولتأمين التغطية الداخلية , أو بالأحرى تأمين المظلة الإنتخابية لمشاريع التكتلات الاقتصادية التوسعية يتم تسويق المقاومة كإرهاب لتصبح الحرب ضدها حربا من أجل الحياة والأمن الشخصي بالنسبة للمواطن الأمريكي , وهذا ما يدفع لتجاهل الاختلافات الجوهرية والبنيوية بين تيار مقاوم وطني متدين لكنه معتدل غير طائفي كحزب الله وبين تيار تكفيري إرهابي كوني يرفض المختلف ويكفره كالقاعدة .‏‏

كما قلنا تبدو المطابقة الميكانيكية التي تقوم بها الإدارة الأمريكية مفهومة للأسباب اللوجستية والاستراتيجية السابقة الذكر , أما أن تستنسخ هذا الموقف وسائل إعلامية عربية فهو الأمر غير المفهوم وغير المقبول خاصة إذا كنا نتحدث عن مجلة اكتسبت مصداقيتها ورواجها من اقترابها من نبض الشارع الوطني كمجلة ( روز اليوسف ) المصرية فإذا بها تخرج علينابغلاف وعدد توحد خلاله بين نصرالله والزرقاوي والظواهري وابن لادن .. موقف سأرد عليه عبر مقالة نشرت في ( معاريف ) الاسرائيلية وجاء فيها : ( إذا لم نسقط نصر الله الآن , فإن الشارع العربي سيكنس الزعماء العرب السيئين السمان والضعاف من هذه العواصم , وعندها سنوجه مائة مليون نصر الله محسّنين ومبعثرين أمامنا )‏‏

مفارقة مبكية ربما من الأفضل أن نتركها أسوة برسوم الكاريكاتور البليغة دون تعليق لكني لن أستطيع أن أختم دون الدعاء إلى الله أن يرحمنا من ساسة يرسمون استراتيجياتهم بعقلية الدكنجية أو بائعي البسطات أصحاب ( مبدأ ) وحيد هو مبدأ اضرب واهرب حتى لو اضطرتهم الصفقة القريبة إلى الهروب إلى الوراء .‏

dianajabbour@yahoo.com‏‏

"‏‏

dianajabbour@yahoo.com‏‏

‏‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 09/08/2006 01:22

في قول ديانا جبور هذه المرة بلاغة , وقد جاءت البلاغة حسنة مع تحسن الصورة المرفقة للكاتبة والتي أشكلت علي الرؤيا: هل هي نفس صورة ديانا جبور التي كانت تكتب دوريا بهذه الزاوية؟. إنما (ودائما لابد من لكن) لاأعرف كيف تقول أن تبني البعض منا للصور المركبة عنا بأيدي الغرب المستعدي أمر غير مفهوم, وهي نفسها وبنهاية مقالتها استندت بالرد لمقالة في تعاريف الإسرائيلية, فغياب الأنظمة العربية يعني نهاية إسرائيل, وبالتالي بقاء الأنظمة هو من أجل إسرائيل فقط لاغير, لهذا ينصرونها هؤلاء الزعماء ضد مقاومة شعوبهم, ينصرونها وهي ظالمة من أجل الكرسي الملعون, وهذا الكرسي الملعون يفيض على الحاشية من مال الشعب, وروز اليوسف إعلام يستفيد من عطاء الحاكم, وربما تكشف الأيام عند زمن محاكم التفتيش أنها كانت كغيرها تستفيد من مال العدو.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية