تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الإسلاميون الجدد والمحافظون الجدد .. والشراكة الجديدة

شؤون سياسية
الخميس 14-6-2012
كمال فياض

(القادمون وعهود ظلامية قادمة)

ليست عنوانا لفيلم رعب.. بل حقيقة قادمة الينا لتحكمنا بواسطة عقول ظلامية مستنسخة لاتزال حية فينا منذ مايقرب الالف وبضع من السنين ...‏

وسينتشر الظلام فوق منطقتنا العربية والغيوم السود تتجمع فوق البحر الابيض المتوسط وضفتيه العربية والاوروبية.. هناك خطر قادم يهدد كرامتنا البشرية لانتزاعها من أرواحنا وفرض كرامات وإرادات جديدة وعلينا أن نقبل بها في مستقبل قريب قادم.. هذا الظلام القادم سبق وأن رأينا بعض صوره في الجزائر من مجازر بشعة كانت ترتكب هناك، يقتل مواطنون جزائريون ابرياء في المدن والقرى والارياف .. رجال واطفال يقتلون ذبحا ونساء تسبى ويتم التزاوج معها لخلق جيل مستمر لرسالتهم الجديدة القديمة التي وصلتهم مجددا من السماء... ولن ننسى تفاصيل الاحداث الاجرامية والارهابية التي حصلت في مصر وأدت الى مقتل العديد من المصريين من كتاب ومفكرين ومواطنين أبرياء تحت حجج مختلفة منها ضرب وطرد وقتل السياح الاجانب ماادى الى إصابة القطاع السياحي في مصر باصابات مؤلمة.. وفي العراق مازلنا نشهد الى اليوم مسار هذه العمليات وخاصة المذهبية منها التي لم تنخفض وحصدت أرواح الآلاف من العراقيين الابرياء وتدمير قطاعات كبيرة من مختلف القطاعات العامةوالخاصة وتهديد بتفتيت هذه الدولة العربية إلى دويلات وإمارات جديدة.. ومانراه في سورية حالياً من أعمال إجرامية فاقت في إجرامها كل ماكان يحصل سابقاً في مختلف البلاد العربية نتيجة لأعمالهم الإرهابية حيث يقتل الأبرياء ويذبح الأسرى والمخطوفون وتقطع أجسادهم تحت صرخات(الله أكبر) إضافة إلى التفجيرات المتنقلة وأبطالها انتحاريون عرب وآسيويون وهذا ماشاهدناه مؤخراً في عمليات التفجير الإجرامية في دمشق، وحلب قبلها وغيرها من المدن السورية وضحاياها الأبرياء يسقطون.. ولا ننسى عمليات التهجير بالإكراه والقتل الذي حصل بالعراق .‏

وهنا سؤال يطرح نفسه وشرعيته هل ما نراه من تمكين لهذه القوى لحكم البلاد العربية كان نتيجة مخطط صهيوني غربي يهدف لنشر الفوضى والجمود والبلادة وإغلاق العقل تمهيدا لحكم من كانوا متشردين يعيشون في جنح الظلام غريبي الأطوار والفتاوى ليحكموا بعقلية عصور الظلام والجاهلية في بلاد عربية وإسلامية وإفساح المجال لها في التسبب بأعمال إرهابية شبيهة بأحداث الحادي عشر من أيلول سبتمر وطائرات وأبراج تصبح ركاماً وهباءً منثورا ومعها وبموازاتها إعلام صهيوني يغسل عقول الغربيين والتهويل من أخطار هذه الدول الإسلامية لمنح قادة الغرب كل الحجة في مواجهة العدو الإسلامي الجديد المتمثل في أنظمة إسلامية متشددة وليس في مجرد خلايا لتنظيم القاعدة أو أشباح لتنظيمات إسلامية إرهابية ويأتي اليوم الموعود(ارمجدون) وهذا ماسنراه خلال السنوات الطويلة القادمة وصولاً إلى استحضار التدخل الخارجي ووصولاً للتدمير النهائي لهذه البلاد العربية والإسلامية والتي ستصبح محور الشر الجديد في عالم يحكمه غرب لم يتوقف عن وحشيته ولايستطيع الاستمرار بالحياة من دون وجود عدو دائم له يقاتله في حرب باردة أو ساخنة كما كان عهده في محاربة الشيوعية والاتحاد السوفييتي السابق.. هذا العدو الذي يمثل المبرر الثابت والدائم لبقاء الشركات الضخمة من شركات صناعة الأسلحة ومثيلاتها على قيد الحياة والسيطرة الكاملة على ثروات النفط والغاز العربية والتحكم بها وبعائداتها إلى الأبد.. هذا ماسنراه مستقبلاً في مصر وغيرها من دول عربية وإسلامية التي سيتم تمكين هؤلاء فيها وتمهيد الطريق له لينشر ثقافته الجديدة في هذه الدول ويحكمها بسيفه المتعطش للدماء منذ زمن طويل.. هذا الاستحضار للتدخل العسكري الغربي سبق وأن شاهدنا بروفة سابقة له في العراق وبعدها في ليبيا والذي كان مخططاً له أن يحصل أيضاً في سورية خلال ما أسموه بالربيع العربي.. هنا يأتي واجب تجميع الجهود كلها لكافة المثقفين والأحزاب القومية العربية لمواجهة خطر داهم للدولة الدينية لن نسمع خلال فترات حكمها القادمة بكلمة مثقف أو ثقافة فهم من أعداء الدين والله ورسوله والمؤمنين.. هل سنقبل بمثل هذه الدكتاتوريات القادمة وهل سيكون موقفنا كمتفرج ومتابع ومشاهد لأحداث ستدخل أجسادنا وثقافتنا وأفكارنا وأسلوب حياتنا أم نهاجر ونرحل على مبدأ قلة الحيلة والسلامة أمام عقول تحيا من دون خلايا ولا أنظمة تحكمها.. حكم هذه الدولة الدينية الجديدة لن يأتي إذا بعد فترات من الموت والألم والتشرد وتغييرات في الديمغرافيا والجغرافيا ستشهدها هذه البلاد.. لنشاهد وجوه المرشحين لقيادة هذه البلاد وهذه الأمة.. لنستمع إلى أفكارهم وفتاويهم التي سوف توصلنا إلى النهاية الحتمية لمجموعة من البشر تحيا كحيوانات مطيعة مدجنة تعيش في كانتونات وإمارات بعهدة رجال دين وكهنوت وخلافه من أساطير الأمراء.. سابقاً كنا نتعايش مع أنظمة خوف تتحول تدريجياً وببطء وتحت ضغط شعبي أو لحاقاً بتطورات في طريق الاصلاح اعتدنا عليها ولكننا غداً سنعيش مع ثقافة وأنظمة رعب ستحيل حياتنا إلى كابوس من يوميات رعب ودم وقتل للحياة البشرية والثقافة البشرية.. وللتوضيح فنحن لانشير إلى الدين الإسلامي وإلى الرسالة الإسلامية الكريمة بل إلى رسالات جهل وتكفير من عقول ظلامية وظلام انبعث منها وعنها وتحيل كل ماحولها إلى سواد.. القادمون.. الإسلاميون الجدد في سدة الحكم.. هؤلاء الحكام من المحافظين الجدد للدولة الدينية سوف يحاولون في خطواتهم الأولى نشر بعض الطمأنينة في أوساط مجتمعاتهم.. ولكن نظرة واحدة عميقة في وجوههم وسنفهم.. نظرة واحدة عميقة إلى أفكارهم وفتاويهم وسنفهم.. نظرة واحدة إلى تاريخهم المليء بالدماء والقتل وضحايا أبرياء وسنفهم.. بعد انتشار السلفيين في مصر من خلال جمعيات خيرية انتشرت منذ السبعينيات والثمانينيات وأعيد أسباب انتشارهم إلى الشباب المصريين الوهابيين الذين درسوا وعملوا في السعودية وعاشوا فيها سنوات طويلة وعادوا إلى بلادهم مع هذه البدع والأفكار الغريبة وابتدؤوا في نشر فكرهم المخيف والمصطلحات الجديدة في الفقه وسياسة الموت والتكفير لكل من لايلتقي معهم ويوافق على السير في سياساتهم ومعتقداتهم.. وابتدؤوا أعمالهم ونشاطاتهم من خلال جمعيات خيرية مثل الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية.. وجماعة أنصار السنة المحمدية‏

.. ومباشرة بعد انتصارهم في الانتخابات النيابية الأخيرة بدؤوا في نشر ثقافتهم وفتاويهم الغريبة ومنها قطع الأيدي والأقدام..‏

الدكتور محمد سليم العوا أيّد في تصريح له أنه يجب محاربة هذا الفساد في الأرض بالقوانين الإسلامية خاصة وكما قال بسبب الانفلات الأمني الحاصل في مصر حالياً.. أحد قادة الأخوان المسلمين في مصر ويدعى محمد جمال قد نادى بتطبيق قوانين الشريعة الإسلامية فوراً.. إحدى المرشحات الأخوانيات وتدعى راقية ابراهيم كان لها النصيب من الدعوة إلى غرائب مانسمع من فتاوى ومنها إغلاق الجامعات والمدارس والسجون ودفع الجميع للعمل في الزراعة وفتح الكتاتيب التي تقوم بتحفيظ القرآن الكريم وكفى من الله علماً.. وأيضاً وقف عمل السيارات والطائرات واستيراد أعداد كبيرة من الحمير لتأمين التنقلات.. الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر صرح في فورة انتصاره وفي زيارته للكنيسة الإنجيلية بقوله لم نعد اجراء عند أحد.. جربنا الشيوعية وانهارت وجربنا الرأسمالية وانهارت ولم يتبقَ إلا قيم السماء في مصر ونحن نحمل لواءها..‏

ولاننسى مايحصل في تونس مع نظامها الإسلامي الجديد ومحاولات منع ارتياد المسابح للنساء واللباس الشرعي للنساء الغربيات السائحات وتحريم السينما والفنون والانتقال إلى الفنون الإسلامية.. وأيضاً ما يحصل في ليبيا مع إسلامييها الجدد وما حصل سابقاً في السودان.‏

اليوم يأتينا الإسلاميون الجدد للبدء في مشروع صراع الحضارات في معركة تخيلية ابتدأت مع بدايات الربيع العربي مع المحافظين الجدد وقادته في الغرب.. ومنذ اليوم بدأت التحضيرات لهذا الصراع القادم واستحضار التدخل العسكري لتدمير بلادنا ووضعها في مسار حرب أبدية لن تنتهي طوال حياة وعمر البشرية.. ولن ننسى عصر الديناصورات وكيف انتهى من خلال شتاء وحمم تأتي من السماء.. وهذه المرة سينتهي أيضاً عصر الديناصورات الإسلامية الجدد من خلال شتاء وحمم وقذائف تأتي من السماء ومن طائرات وبوارج أميركية وأطلسية ستعيد بلادنا إلى ما قبل عصر اكتشاف النحاس والسيف والترس وعنترة بن شداد.‏

وهذا مايحدث في ليبيا وتونس وهذا ما يخطط له ليحدث في بلاد عربية أخرى ومنها حالياً سورية التي لم تصالح ولم تعترف والتي لاتزال تحافظ على بقاء قضية الصراع العربي الإسرائيلي على قيد الحياة ونسأل الله أن لاينجحوا في مخططهم لتفتيت سورية وإشعال حروب القبائل والأغبياء فيها.. وبعده سوف نشهد استكمال هذا المخطط إلى باقي الأنظمة والدول العربية والإسلامية الأخرى التي ستتساقط كأحجار الدومينو.. هناك مخطط غربي يستهدف ضرب الوطن العربي الضربة القاضية من خلال المساعدة وتمكين القوى الإسلامية المتشددة من الوصول إلى أنظمة الحكم والقيادة.. من يريد أن يفهم فليفهم الآن.. وقبل أن تسقط المقصلة على رؤوسنا جميعاً ولانفع للتفكير ولا لأي مواجهة بعدها.. فضائيات الجزيرة والعربية وغيرها من فضائيات تعمل على نشر فكر أن أشد الناس عداوة للمسلمين هم مسلمون من مذهب آخر.. فضائيات عربية وغسل أدمغة وعقول العرب والمسلمين خاصة.. هل مازلنا نذكر قصة ليلى والذئب. أقرؤوها واعيدوا قراءة كتاب صراع الحضارات.. رفعت الستارة.. والصراع قد بدأ.. ونحن نعيش مع بداية هذا الفيلم الأميركي الطويل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية