إصلاح نهج متماسك أمر ودفع البلاد نحو الفوضى والتشوش والتوجه في مسار عنيف يتميز بانعدام القانون وعدم احترام الحقوق المدنية أمر آخر تماماً.
الديمقراطية مطلب السوريين كلهم ، وليس مطلب الغرب في سورية وإلا لطالبوا فيها أصدقاءهم وبيوت أموالهم ، والإصلاح مطلب السوريين كلهم وبالتأكيد ليس مطلباً فرنسياً أو أميركياً لسورية ، والأمن مطلب السوريين في سورية وليس مطلب الإسرائيليين والغربيين فلم المزايدة ؟، ولم الظهور بمظهر أم الصبي وهم الذين سرقوه وقسموه وذبحوه وشرذموه؟!
وليس الغربي أكثر أحقية من السوري في وضع إصبعه على الجرح ، وفي تظهير الفساد ومحاكمته. فالغرب ليس المثل الأعلى في الحساب والعقاب خاصة في قضايا العرب ولا سيما في القضية السورية .
لكن اللافت حقاً في السياسة الدولية هو أن فيها كل شيء إلا السياسة ، وفيها كل شيء إلا الدبلوماسية، واللافت في الحياة الدولية،وما يسمونه المجتمع الدولي ، أنه كلما عصفت به أزمة تلطى وتفيأ الشرق وأزماته ، وعمد إلى شحن البعض في حساسياتهم الفطرية ، في الوقت الذي يعاني فيها الغرب من مجموعة أزمات تهدد حياته وعلاقاته البينية، كما تهدد مصالح وأموال واستثمارات النفط فيه ، وبالمقابل ، فإن السوريين ليسوا بحاجة لسفراء مع العرب ولاوسطاء ، فعلاقات سورية مع أمتها ومع محيطها العربي لم تنظمها يوماً معاهدة فينيا ولا اتفاقيات جنيف ، بل تنظمها الهويةوالانتماء .
ثمة من يتساءل عن الأسباب التي جعلت باريس وواشنطن بكل ما يملكانه من مراكز بحثيةوعيون وآذان في العالم وخاصة في الشرق سواء في لبنان أو «إسرائيل» أو غيرهما عن الأسباب التي جعلت سورية الدولة وسورية الوطن وسورية المواطن وسورية المعارضة وسورية السلطة وسورية الصوت الصارخ الواضح يصمدون معاً ويحققون انتصارات. لا بعضهم على بعض بل للوطن على مشروع الهمجيةوالتخريب؟ فالسؤال مشروع لأن الحالة السورية عصية جداً ، والجواب آت من السوريين الذين لم يبخلوا يوماً بالتضحيات من أجل وطنهم ولأن السوريين يستحقون أفضل بكثير من صناع الفتنة .