فهي تحسب لرأي بنات جنسها ألف حساب فيما يتعلق بالشكل والجمال.. وترتدي المرأة كل ما لديها من حلي وملابس, وتقتني كل ما يجعل نظيراتها يغرن منها.
مع أنها في الوقت عينه, لا تكترث لزوجها, فلا تلبس له ما تلبسه لنظيراتها.. ترى هل هذه حقيقة واقعة؟ وهل تنطبق على كل المجتمعات؟
ولكن هناك آراء ترى أن المرأة تتجمل لتكون جميلة في عيون الرجال, وآراء أخرى تقول إنها تريد أن تكون أنيقة لتلفت اهتمام نظيراتها من النساء, ولتثبت لهن أنها ليست أقل منهن جمالاً وأناقة, فهي تحسب لرأي بنات جنسها ألف حساب فيما يتعلق بشكلها وجمالها.
تقول لجين الحسن (فتاة في العشرينات) إنها جميلة وتحب أيضاً أن يشعر الآخرون بجمالها سواء كانوا من النساء أو الرجال, وأن الرجل لا يجرح كبرياؤه إذا لم يكن جميلاً, بينما يجرح كبرياء المرأة وتشعر بالضيق والقلق إذا مسها أحد, وأهان جمالها.
وتقول (رشا أحمد) إن المرأة أو الفتاة تلبس وتتجمل حتى تبدو جميلة في عيون الجميع, فلا يتهمها أحد بإهمال نفسها. والأمر يختلف من واحدة إلى أخرى حسب شخصيتها واهتمامها. بينما تشير لينا العبد إلى أن بعض الفتيات اللواتي لم يتزوجن بعد يتجملن ربما أكثر من غيرهن من أجل الزواج ولذلك تضطر إلى أن تتجمل أكثر لتحظى بشريك جيد, فالرجال اليوم يعتبرون الجمال شرطاً أساسياً في اختيار شريكة الحياة, ثم تأتي الشروط الأخرى بعد ذلك, وهذا ما يدفع الفتاة إلى الاهتمام بجمالها وأناقتها, لتبدو جذابة حتى في عيون النساء اللواتي يبحثن عن عروس للشبان في عائلاتهن.
تتأنق لترضي نفسها
(ديمة ناصيف) ترى أن المرأة تلبس وتتجمل لنفسها لأنها تحب أن ترى نفسها جميلة لكون ذلك يمنحها إحساساً بالرضا والارتياح والسعادة, فتشعر بالتصالح مع نفسها وتقبل ذاتها.
وتضيف ديمة: إن شخصية المرأة تلعب دوراً مهما في تحديد الإجابة عن سؤال لمن تلبس وتتجمل؟ حيث تختلف طبيعة النساء عن بعضهن في الاهتمامات والثقافة, وطرق التفكير, ولهذا من الصعب أن يكون هناك جواب واحد ينطبق على جميع النساء.
وتؤيد (ماريا شحادة) بشكل عام المرأة التي تهتم بنفسها ولا تهمل مظهرها بحجة وجود أبناء وأعباء منزلية تستهلك وقتها, لأن الوقت موجود وتستطيع المرأة تنظيم وقتها والاهتمام بنفسها حتى بوجود الأبناء والمشاغل الأخرى, ولكن هذا لا ينفي وجود الكثير من النساء اللواتي يتعمدن عدم الاهتمام بمظهرهن, على امتلاكهن كل المقومات المطلوبة.
فيما تعتبر (راما الجرمقاني) أن بعض النساء يبالغن في أناقتهن إلى درجة تلفت الانتباه متعمدات ذلك من أجل سماع كلمات المديح والثناء, وهن يسعين لإرضاء النساء والرجال معاً على حد سواء, ومثل هؤلاء النسوة ربما عانين الحرمان في طفولتهن وعدم اهتمام أسرهن بهن, ما زرع عدم الثقة في نفوسهن, وجعلهن يلجأن إلى لفت الانتباه وتعويض الحرمان الذي عشنه في الصغر. وترى (دارين الصالح) أن من النساء من تميل إلى التفاخر بغلاء ثمن ما ترتديه من ملابس أو جواهر, وأن الهدف هو التباهي أمام بنات جنسها وليس من أجل لفت أنظار الرجال, موضحة أن بعضهن يتعمدن إثارة غيظ الأخريات, ويظهر ذلك التنافس جلياً في الجلسات والتجمعات النسائية.
ويرى الدكتور طلال مصطفى استاذ علم الاجتماع في جامعة دمشق أن المرأة عاشقة للجمال بالفطرة, وذلك لطبيعة تكوينها الأنثوي الذي يجعلها تهتم بجمالها وأناقتها أكثر من الرجل, فالمرأة تميل إلى الاهتمام بجمالها. ولكن تختلف درجة الاهتمام من امرأة لأخرى بحسب طبيعتها, وليس شرطاً أن تكون أنيقة من أجل الآخرين سواء لرجل أو لامرأة مثلها, فهي تتجمل لكي تشعر بجمالها وأناقتها, وهو الشعور الذي يجعلها في منتهى الثقة في تعاملها مع الآخرين. ويضيف الدكتور مصطفى أن مسألة العمر تلعب دوراً في تحديد مسألة لمن تلبس المرأة وتتجمل, فالفتيات في مقتبل العمر يحرصن في لباسهن على لفت الأنظار والإغراء, ويظهر ذلك واضحاً في الأسواق والتجمعات التجارية, أما المتزوجات فيلبسن لنظيراتهن من النساء, لكن في النهاية يعتمد ذلك على شخصية المرأة ومدى ثقتها بنفسها, كما أن مبالغة المرأة في لبسها يعد من أشكال تغطية الشعور بالنقص بداخلها, فالاهتمام بالمظهر الخارجي لا يمثل مشكلة, ولكن المشكلة تكمن في المبالغة في لفت الانتباه.
ولا بد من القول أخيراً إن الأناقة ليست فقط تلك الإطلالة الخارجية, إنما هي أناقة النفس من الداخل, ومعرفة كيفية التعامل مع الآخرين, وترتيب المظهر الخارجي لا يعكس سوى ما في داخل نفسها.