تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نافذة .. من تاريخ ..تكتبه غرائز القتل ..!

آراء
الخميس 14-6-2012
سليم عبود

لم يصل وطننا العربي في أي زمن مضى إلى هذه الحالة المزرية التي وصل إليها الآن ، ومن المضحك المبكي أن كثيرين فيه يعتقدون أن العالم العربي يعيش زهو ربيع ثورات ملونة بالورود والأحلام ..

للأسف ، ربيع معلق بحبال الأوهام التي ربطته أمريكا وإسرائيل بأعناق رجال الفتاوى الذين يتجرؤون على الله بإصدار فتاوى تحل للمسلم من جماعة السواطير بقتل أي مسلم آخر يقول «بشهادة أن لاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله.. لأنه لايقول قولهم في القتل والدم والتفجير وتخريب الوطن .‏

  ‏

العالم العربي ،كان ذات يوم عالم الرسالات السماوية ، والأخلاق ، والقيم ، والتسامح ، والعلم ، للأسف بات اليوم عالم حرق المشافي ، والمستوصفات ، وتدمير المدارس ، ومحطات الكهرباء ، وتخريب أنابيب مياه الشرب، والنفط.‏

مايجري في بلادنا من مجازر ، يشكل لطخة عار على جبين هؤلاء الواهمين بأنه يخدمون الله الذي أعد لهم سماوات مملوءة بالنساء ، والخمر، واللبن ، والعسل ، سماوات يقف على أبوابها النبي محمد صلى الله عليه وسلم لاستقبالهم لأنهم قتلوا الرجال والنساء والأطفال ، وحرقوا، ودمروا .‏

  ‏

أحياناً ..‏

لا أصدق ما يحدث في سورية من قتل ، ومذابح ، وتقطيع، واغتصاب على الهوية ، كيف يحدث كل ذلك في سورية الآمنة ، المتحابة ، المميزة بشعبها، وحضارتها، ووطنيتها، وعروبتها، وبقيمها السمحة؟!‏

لقد نجح الصهاينة في المراهنة على غرائزنا،‏

وعلى رجال الفتاوى ، و أمراء النفط .!؟‏

في الماضي ، نجح الصهاينة باحتلال فلسطين..‏

وفي حرب النكسة احتلوا أراضي من بلدان عربية ثلاثة ، ومع ذلك لم ننهزم ، لأنهم فشلوا في قتل روحنا المقاومة و في احتلال عقولنا .‏

لنعترف اليوم ، بأن الصهاينة نجحوا في اختراق عقولنا ، وثقافتنا، وقيمنا الدينية والأخلاقية، والوطنية ..إن مايحدث في سورية، ومايحدث في العراق، والصومال، والسودان ، ولبنان، وفلسطين ، ومصر، وليبيا يشكل قرائن ، وبراهين على هذا الاختراق .‏

  ‏

القرضاوي يفتي بقتل ثلث أو نصف سكان قطر عربي ، ولا يفتي بالجهاد ضد إسرائيل ، ويطالب المصريين باحترام اتفاقيات كامب ديفيد ، ويتجرأ هذا الرجل المعطوب بدينه على القول:‏

« لو جاء محمد صلى الله عليه وسلم إلى زمننا لتصالح مع إسرائيل»‏

و الصهيوني برنار ليفي يفتي للمعارضة السورية في مؤتمر سان جرمان ، بقتل كل سوري لايقر بوجود إسرائيل ، ويناصر القيادة السورية المقاومة لإسرائيل ..‏

السؤال :ما الفرق بين فتاوى القرضاوى ، وفتاوى برنار ليفي ؟!‏

تتقاطع فتاواهم على قتل وتدمير الدولة السورية المقاومة ، لأنها مقاومة .‏

  ‏

أحيانا.. نظن أننا في كابوس ،‏

وعندما نفتح عيوننا جيداً ،نكتشف أننا في واقع ينزف دماً ، أبطاله حقيقيون ، ودماؤه حقيقية ، ..دم في كل مكان ينزف من وجوهنا وعقولنا ومشاعرنا كما يحدث في أفلام الرعب ،‏

باختصار : نحن في عالم مأساوي غريب ، ومرعب ،‏

نحن في زمن لاأجد له تسمية تستوعب كل شروره.‏

في التاريخ العربي مرحلة أطلق عليها العرب مرحلة الانحطاط ..‏

أنا على يقين أن مرحلة الانحطاط التي عاشها العرب في زمن الدويلات لم تصل بنا إلى هذا المستوى الذي يعيشه العالم العربي اليوم ،‏

لم يصل سفك الدم العربي على يد العرب أنفسهم إلى هذا الحد ،‏

لم تنتشر فيه مفاهيم التكفير إلى هذا الوضع الذي نعيشه ،‏

ولم تستيقظ الطائفية والمذهبية والإثنية كما استيقظت اليوم ،‏

ولم يتفكك الواقع السياسي والثقافي والاجتماعي ، والاقتصادي كما هو مفكك في هذه الآونة ، والأكثر خطورة في كل ذلك :‏

لم يصل العرب إلى هذه المرحلة من الدونية، والانجرار خلف الدول المعادية للعرب والعروبة والإسلام كما هم اليوم خلف أميركا والغرب ، وخلف الصهيونية العالمية التي تستهدف الإسلام والمسلمين أرضاً ومقدرات ثقافية واجتماعية واقتصادية ، للوصول بالعرب إلى مرحلة التلاشي ، ومن ثم الموت والاندثار كأمة لاأريد أن أكون متشائماً ، ولكن الواقع الراهن بكل وجوهه المزرية، يواجهنا ، يدفع بنا إلى أن نقر بما هو قائم ، لا أن نطمر رؤوسنا .‏

كيف نفسر وصول أمة كانت ذات يوم تمتلك حضارة راقية، وتزهو بشتى أنواع المعارف « كالفلسفة ، والعلوم ، والأدب ، والفكر ، وبالقيم، والمشاعر الإنسانية ، وبالتسامح ، والحب ، والعدل ، وقبول الآخر؟!‏

كيف نفسر سقوطها إلى هذا الوضع المأساوي و الانجرار خلف مغتصبي أرضها ، وثرواتها ، والمحرضين على إنهائها كأمة ؟!‏

  ‏

العرب اليوم بحاجة إلى كثير من الأسئلة التي تخترق هذا الهباب الأسود الذي يغطي عقولهم .. عليهم تأمل هذا الذي يجري في بلدانهم ، وإلى أين هم ذاهبون بأوطانهم ودينهم وقيمهم ووجودهم ، وقراءة أفكار من يصفق للدم العربي المسفوك ، ومن يحزنه هذا الدم .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية