مع أن التسمية الرسمية هي ساحة الشام، لكن أغلب الناس يعرفون جسر فيكتوريا، لكن إذا سألتهم عن ساحة الشام يحارون في الجواب، ويفصل المكان بين شارعين بوسط دمشق وهما شارع الجابري وشارع بور سعيد.
أخذ الجسر اسمه من اسم الفندق الذي شيد في نهايات القرن التاسع عشر على الطراز الأوروبي، واعتبر آنذاك من أجمل العمائر المقامة في تلك الحقبة، وقد غلب اسمه على المنطقة التي أقيم فيها فسميت بمنطقة فيكتوريا.
ويقولون إن صاحب الفندق أقامه لاستقبال الملكة فيكتوريا، ملكة بريطانيا العظمى عند زيارتها لدمشق وهي زيارة لم تتم ولا يوجد مصدر مؤكد لهذه التسمية لأن الرواية الأشهر أن الجسر أقيم لمرور موكب إمبراطور ألمانيا وزوجته في طريقهما إلى محطة البرامكة التي كانت متوضعة قرب الثكنة الحميدية (مبنى الجامعة الآن).
وكان اسم زوجته الإمبراطورة أوغوستا فيكتوريا، وأتساءل لماذا لا يكون اسم الفندق والجسر من اسم إمبراطورة ألمانيا التي زارت دمشق، وهي ذاتها الابنة الكبرى للملكة البريطانية فيكتوريا، وكان زواجها من فيريدريك فيلهلم في عام 1881، وأصبح إمبراطورا فيما بعد، وأخذ لقب غليوم.
وقد زار غليوم وفيكتوريا عدة أماكن في دمشق ومنها فندق فيكتوريا، لكن إقامته الأساسية كانت في دار المشيرية مكانها الآن قصر العدل.
وقد هدم الفندق وأقيمت مكانه عمارة عالية في عام 1955، وعند إقامته كان الجسر أكبر الجسور الحديدية في مدينة دمشق على ضفاف بردى في الفترة العثمانية المتأخرة، وقد أزالت هذا الجسر سلطات الانتداب الفرنسي في عام 1925، وتم بناء جسر إسمنتي أكبر في مكانه ليتمكن من تسيير الآليات الثقيلة من دبابات وسيارات.
ومن الصور التاريخية للجسر العريض، الاحتفال الذي نظمه النادي العربي في عام 1947 بمناسبة الذكرى الأولى للاستقلال.
ونقل الجسر الخشبي القديم إلى جانب آخر من بردى، وهي منطقة الصوفانية قرب باب توما، وفي عام 1962 جرت تغطية أجزاء كبيرة من نهر بردى فلم يعد الجسر كما كان وبقيت التسمية.