تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


القلم أقوى من السلاح .. والدم ينتصر على البارود

مجتمع
السبت 30-3-2013
غصون سليمان

من قال: إن السلاح الناري أقوى من القلم؟

من قال: إن همجية قذائف الهاون أقوى من طاولة العلم؟‏

من قال: إن مريول طفل في رياض الأطفال لا يهزمهم ، وحقيبة تلميذ في مدرسة ابتدائية، وكتاب طالب جامعي في مكتبة وقاعة مطالعة ومقصف استراحة هو أقوى اليوم في سورية، من كل أدوات القتل والفتك والإجرام، وكل حرف تتعلمه على مقاعد العلم هو نار تحرق قلوبهم وكل فتاويهم التي تدعو لقتل المواطن السوري وهدر دمه كما القاذف والرشاش والرصاص والبارود الذي ينهمر كالمطر كل يوم على الأحياء والشوارع والمؤسسات.‏

يرعبهم هذا العقل‏

لما لا .. فالخونة من عملاء وأدوات وأسياد يخافون العقل السوري الذي خبروه عبر سنوات طوال، يرتعشون من إنجازاته ويرتعبون من مراكز بحثه.‏

أرهقهم هذا الشعب بصموده بمقدراته وكل مقوماته والشباب وطلبة العلم أحد أعمدته المهمة اليوم.‏

هذا الشعب وهذا الطالب وذاك العامل وتلك الطفلة أثبتو ويثبتون كل لحظة إمكانية حل أصعب المعادلات حين قاومت وتقاوم العين السورية مخرز شيطانهم ولهيب إرهابهم.‏

كم مرّة استهدفوا فيها المدارس والجامعات على مدار العام؟‏

كم قاذف هاون وكم طن مفخخات التفجير والعبوات الناسفة صبت حممها على رؤوسنا وبنانا التحتية. وما أرهبت لاأطفالنا وصغارنا وتلامذتنا ولاطلبتنا ومعلمينا وأساتذتنا من كافة المستويات، والشاهد حاضر كل يوم مع اختلاف بسيط ربما بحجم الدمار والخراب وعدد الشهداء والمصابين.‏

بيوت العلم‏

بالأمس القريب استهدف الإرهاب الأسود جامعة حلب بأقسامها التقنية والفنية علهم يقنصون بعضاً من هذا العقل الذي يبدع ويخترع ويخطط لمجد ومستقبل سورية، وقبلها نالت جامعة البعث نصيبها من اغتيال كوادر العلم من المستويات العلمية الرفيعة.‏

والتي لاتعوض لسنوات عدة، واليوم يستهدفون جامعة دمشق والتي تجاوز عمرها المئة سنة، حيث امتدت ذراع الإرهاب كذا مرّة على أقسامها المختلفة، تارة في كلية الحقوق وأخرى في كلية العلوم لتنال النصيب الأكبر من حجم الدماء والشهداء والجرحى ، كلية العمارة التي شهدت مجزرة بشعة بحق العلم والإنسان والنور والمعرفة، إذ يتخرج من على مقاعدها ومدرجات علومها المعونة بأسماء الشهداء من مفكرين وجنود وأدباء ، مهندسو النهضة العمرانية السورية، بكل تجلياتها واندافاعاتها وأهدافها.‏

سر الصمود‏

يا أيها الطغاة إن العقل السوري مبدع على مرّ الدهور والعصور ومذ حمل هوية هذا التراب وهذا الاسم، واليوم يبدع أكثر بعقيدته وإيمانه وتصديه لآلة الإرهاب؟‏

عقل يصنع معاقل الرجال حماة الديار وعقل يشيد ويعلي البنيان وعقل يربي ويغرس القيم ويعظم الأخلاق، وعقل جامع لكل ماتعنيه كلمة عقل من بلاغة ومعنى، ليظهر معدن العقل السوري الذي يستهدف في القرن الواحد والعشرين من قبل عتاة هذا العصر، عصر البغي والتجبر والتسلط، فأرسل هذا الرأس المتعطش للدماء السورية بكل ماتحمله عواصفه النارية وسمومه القاتلة من راجلة ومحملة وطائرة، لتحطم وتقتل الجسد السوري بروحه وعقله وكينونته.‏

ولكن قلناها ونقولها إلى أبد الآبدين خسئتم ياتجار الدم، خسئ السيد وخسئ العبد وخسئت الأدوات وليس من الشطارة أو الإنجاز أن يجتمع طغاة هذا العالم بكل سفاهتهم وسقاطتهم ووضاعتهم وقباحتهم وتجارتهم وصناعتهم وخريجي سجونهم، ليفتوا ويعربدوا بلائحة الكفر والضلال المعبأة في عقولهم قبل صدورهم لينالوا من هذا البلد الذي ماقدّم إلا الخير للبشرية جمعاء وأولها العقل السوري المبدع الذي تفوق وذاع صيته في القارات كافة.. فهل يكافأ النور بإطفاء فتيل الشعلة ليحل الظلام؟.‏

اطمئنوا جامعاتنا مدارسنا كلياتنا مؤسساتنا الإعلامية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والعسكرية والأمنية منتصرة.. منتصرة.. منتصرة .. على منابع إرهابكم ومقالع جهالتكم؟.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية