تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وداعاً شيخ الصحفيين السوريين - عبد اللطيف اليونس: 1914-2013 م.. أنا في صراع دائم مع الزمن وسأبقى

ثقافـــــــة
السبت 30-3-2013
ديب علي حسن

علم آخر يطوي أوراق الزمن الأرضي ويمضي، ومابين الولادة ورحيل الجسد، مايقارب مئة عام من الحياة والعمل والعطاء، ليست سنوات عابرة أبداً ولامحطات زمنية وكفى، قرن من الزمن لم يكن رحلة في حياة عادية أو وطنٍ عادي أبداً.

سورية والوطن العربي كانت في بداية التحولات المصيرية مع ولادة عبد اللطيف اليونس، الشاعر والمناضل والكاتب الذي كان قدره أن يعيش في حياة التحولات، ولد في مدينة صافيتا كما أشرنا عام 1914م، وبدأت رحلة حياته وعمله بعد الدراسة والنهل من علوم الحياة آنئذٍ والاستعداد للحياة الفاعلة..‏

يقول في مذكراته: منذ طفولتي الباكرة.. كنت أحب التطلع إلى أعلى وأتساءل بيني وبين نفسي، لماذا لا أكون طول هذا الحائط؟ لماذا لاأستطيع قطف ثمرة التين من أعلى الشجرة، لماذا تعلوني ( شجرة التوت) مع أني نشأت وإياها في سنة واحدة.. وكان عقلي الصغير يحار في تفسير تلك التساؤلات ولايجد لها جواباً.. فمنذ طفولتي وأنا في صراع دائم مع الزمن والأحداث وسأبقى هكذا مابقيت وأتابعه ماحييت.. وعن طفولته في الريف يقول: من لم ينعم بحياة الريف وبساطتها وحلاوتها وألقها، فإنه لايعرف شيئاً من سحر الطبيعة وعذوبتها، وروعتها ونعومتها، ولامن هناء الحياة وصفائها ونقائها، وعظمة عطائها.‏

للراحل الكبير شيخ الصحفيين السوريين تجربة نضالية متميزة، فمنذ بداية شبابه بدأ نضاله بالكلمة والفعل، ففي عام 1938م أصدر في اللاذقية جريدة (صوت الحق) وبعد ذلك بعام 1939م لجأ إلى العراق فراراً من ظلم الاحتلال الفرنسي الذي ضيق على الصحفي وجريدته، وفي العراق تابع نضاله لأنه يرى النضال واحداً من أجل الحرية وكرامة الأمة العربية فاشترك بحركة رشيد عالي الكيلاني ضد الاستعمار الانكليزي.‏

بعد عودته من العراق اعتقل وفرضت عليه الإقامة الجبرية، خاض غمار الحياة النيابية وفاز بعضوية النيابة عن منطقة صافيتا عام 1949م. ونظراً لخدمته لأبناء الوطن والعمل من أجل عزتهم وكرامتهم ففاز ثانية بالعضوية عام 1954م اضطرته ظروفه للهجرة إلى الأميريكتين، وهناك كان له نشاط ثقافي وإعلامي متميز حيث أصدر جريدة ( الأنباء) في سان باولو باللغتين العربية والبرتغالية، وبعد ذلك جريدة (الوطن) في الأرجنتين.‏

كانت له علاقات واسعة مع الشخصيات السياسية والثقافية والفكرية في الوطن العربي وخارجه، ترك إرثاً ثقافياً هاماً نذكر من مؤلفاته: ثورة الشيخ صالح العلي/ بين عالمين/ شكري القوتلي تاريخ أمة في حياة رجل/ شفيق المعلوف شاعر عبقر/ زكي قنصل شاعر الحب والحنين، ختم هذه الرحلة الإبداعية بمذكراته التي صدرت تحت عنوان: مذكرات الدكتور عبد اللطيف اليونس.‏

نال العديد من الجوائز التكريمية داخل سورية وخارجها، رحم الله شيخ الصحفيين السوريين، تراثه باقٍ منارة لنا.....‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية