تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مقاومة حتى تحرير كل الأراضي العربية المحتلة

شؤون سياسية
السبت 30-3-2013
منير الموسى

ابتليت الأرض والجغرافيا العربية البعيدة عن فلسطين المحتلة والقريبة منها بالمخططات الغربية الصهيونية الاستعمارية التي مازالت تنسج وتحاك لهدم البلدان العربية ومنع أي نهضة عربية على أرض العرب من المحيط إلى الخليج لتوفير أمن وأمان كيان عنصري من أوضح الأهداف

التي انشئ من أجلها: - التشبث باحتلال فلسطين وطرد ما تبقى فيها من سكان عرب في أراضي 1948 و1967 وإقامة القدس الكبرى ثم الإعلان عن دولة يهودية دينية يراد لها أن تكون أقوى دولة في المنطقة. ومن الأهداف ذات المرامي البعيدة أن يتمدد الكيان الصهيوني ومعه كل الغرب الاستعماري وشعوبه اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً على كامل الجغرافيا العربية، لإلغاء كل الهويات العربية وتنفيذ مخططات الإبادة على الشعوب العربية والإتيان بشعوب من الأنكلو ساكسون واللاتين لتعيش في المنطقة العربية على نمط إبادة الهنود الحمر في الأميركيتين. ولذلك نسمع قادة الصهاينة على مرّ تاريخهم يتحدثون عن الاردن أو مناطق أخرى من العالم العربي على أنها من أراضي إسرائيل، التي تسلحت نووياً بمساعدة أميركا وكل أوروبا لتواجه الدول العربية مجتمعةً وقد عبر أوباما الذي ذاق الفلافل وربما التبولة والمسبحة التي غدت بين ليلة وضحاها أكلات إسرائيلية ابتكرها واضعو التلمود منذ أكثر من 3000 عام عن أمنياته في الزيارة الاخيرة لتل أبيب في أن تكون إسرائيل هي «الأقوى في المنطقة».‏

ذكرى يوم الأرض التي تمر في الثلاثين من آذار و يحييها كل أحرار العالم ليست يوماً يمر في العام مرة واحدة، فالأرض العربية المحتلة جرحٌ معيشٌ لحظة بلحظة. ولكن في ذاك اليوم المشهود انتفض الشعب الفلسطيني برمته ، في هبة عارمة شكلت حلقة من حلقات النضال الشعبي المشروع دفاعاً عن الأرض وتشبثاً فيما تبقى له من ديار، في وجه الهجمات المستشرسة لتهويد الأراضي العربية. فشكل يوم الأرض في الثلاثين من آذار 1976 مفاجأة لقادة الكيان العنصري الإسرائيلي الذين يسعون لإلغاء حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وقد عبر أحد القادة الصهاينة منذ أيام عن انتقاده الشديد واستهجانه «مطالبة بعض الفلسطينيين» بحق العودة ورأى أن مرور 65 سنة على خروجهم من ديارهم يسقط هذا الحق، بينما كانت إحدى ذرائع احتلال فلسطين عام 1948 هي ادعاء اليهود المتصهينين أن فلسطين كانت ارض أجدادهم قبل ثلاثة آلاف سنة! فأي منطق سفيه هذا الذي لم يكتف بسرقة الأرض بل تطاول إلى سرقة كل التراث الفلسطيني والعربي في المأكل والملبس، في دليل واضح على ضحالة الافق التراثي الصهيوني الذي يستهدف كل الأمة العربية ويريد عنوة الاستيلاء على الأرض والتراث والقضاء على المسجد الاقصى وقلب الاساطير إلى واقع من خلال بناء الهيكل المزعوم على أنقاضه.‏

في الثلاثين من آذار1976 سقط ستة شهداء في الجليل والمثلث وتحول ذاك اليوم إلى يوم كفاح يحيي ذاكرة الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تشرده ومع كل الشعوب العربية والعديد من شعوب العالم. ومع ذكرى يوم الأرض السابعة والثلاثين تشتد سياسة التهويد الإسرائيلية للأرض الفلسطينية وسرقة التراث العربي. وفي يوم الأرض نتذكر أن الفلسطينيين أكثر ضحايا الإرهاب الإسرائيلي وهو الطريقة التي أخرج بها 800 ألف فلسطيني من ديارهم ومزارعهم عامي 1947-1948، فمجزرة دير ياسين أو مجزرة الطنطورة واللتان راح ضحيتهما أكثر من 500 شخص من الأطفال والشيوخ والنساء قد تسببت في بث الخوف بين المواطنين، ما أدى إلى هربهم برعب من ديارهم، وهذا الإرهاب الشامل في مئات المجازر هو الذي مكن الصهاينة من السيطرة على فلسطين، والإرهاب الغربي والصهيوني الذي يشهد أوجه هذه الأيام في كل البلدان العربية في حرب بالوكالة تشنها الجماعات التكفيرية الوهابية التي صنّعت وركّبت في المستخبرات الأميركية والصهيونية والتركية والخليجية إنما هو لضرب الأرض والجغرافيا والتراث وتسليط الخونة والعملاء على مقدرات الأمة العربية وإفقارها وتجريدها من مكامن القوة فيها لذبح القضية الفلسطينية أولاً، ثم إضعاف الشعوب العربية أكثر وعدم تمكينها من التفكير بالأرض والتراث ومن حماية هوياتها التاريخية ثم تصفيتها كلياً. ولكل ذلك جرى تحطيم ليبيا وتبث الفوضى في اليمن ومصر وتونس والعراق في مشروع تقسيمي جديد وتسعى القوى الغربية الغاشمة إلى إعادة سورية إلى نقطة الصفر من خلال المخطط الغربي الوهابي الإرهابي الذي يستهدف معاقل مقاومة المشروعات الامبريالية لضمان إنجاح المشروع الإحلالي الغربي في كل المنطقة العربية وإنهاء الكفاح العربي المقاوم الذي يشكل نواة نهاية الحلم الصهيوني الذي يستهدف كل الشعوب العربية البعيدة والقريبة جغرافياً من فلسطين. فما إسرائيل الكبرى إلا ذاك الحلم الشيطاني الذي يراود كل دول الغرب بالقضاء على التراث العربي المتنوع والإسلامي السمح لتتمدد الشعوب الغربية ديمغرافياً على حساب الشعوب العربية التي يراد لها أن تفنى بألف طريقة وطريقة وخطوة فخطوة، فما أحوج الشعوب العربية لهبة في وجه المستعمرين وأعوانهم دفاعاً عن كل الأرض العربية وكل التراث العربي والثروات العربية التي تنهب في مقاومة حتى تحرير كل الأراضي العربية المحتلة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية