تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الأرض الفلسطينية.. حق يتجدد بالتقادم و ذاكرة لن تموت

شؤون سياسية
السبت 30-3-2013
فؤاد الوادي

لقد شكلت الأرض الفلسطينية برمزيتها وقدسيتها وتاريخيتها المعضلة الحقيقية والعائق الأكبر أمام الكيان الصهيوني التي تمنعه من تحقيق طموحاته الاستعمارية و حلمه الأكبر بإقامة دولته اليهودية التي يخوض لأجل إقامتها منذ نحو سبعة عقود حربه القذرة ضد الشعب الفلسطيني على كل الجبهات والمستويات وبشتى الأساليب والطرق والوسائل.

وانطلاقا من مصيرية تلك المعركة التي تعني للاحتلال حاضره المزعوم ومستقبله الذي يحلم به ويطمح إليه لا يزال الأخير يحشد كل قوته وجبروته و إرهابه و إجرامه ضد الشعب الفلسطيني محاولا طرد ما تبقى منهم من الأرض التي لا يكف عن اجتياحها بممارساته و مخططاته ومشاريعه الاحتلالية التي اجتمعت في بوتقة واحدة هي حرب الاستيطان التي تشنها إسرائيل منذ سنوات ضد الأرض الفلسطينية بهدف تهويدها وتغيير معالمها الديموغرافية وصولا بحسب ما يعتقدون الى مسح ومحو كل ما هو فلسطيني وعربي في هذه الأرض التي لاتزال تقاوم بحجرها وبشرها وشجرها كل إجرامهم و إرهابهم وصهيونيتهم ،وهو الأمر الذي يشرح ذلك السعار الإسرائيلي المتصاعد والمتواصل ضد الشعب الفلسطيني بشكل ممنهج ومنسق وعلى مرأى ومسمع من العالم الذي تشارك الكثير من دوله بذبح الشعب الفلسطيني واغتيال تاريخه ومستقبله.‏

وبالمقابل ورغم هناته الكثيرة وعثراته التي وضعتها في طريقه الخلافات والانقسامات السياسية والسلطوية لايزال الشعب الفلسطيني البطل صامدا يخوض معركته المصيرية التي تعني له تاريخه وحاضره ومستقبله القادم نورا ونصرا بإذن لله ، وكذلك ذاكرته التي لن تموت والتي لم تستطع آلة الاحتلال بكل جبروتها و وحشيتها و دمويتها ان تمحو مفردة واحدة من تاريخه وذاكرته.‏

لقد اكتسب يوم الأرض زخمه ورمزيته من إجماع الشعب الفلسطيني بكل أبنائه على رفض الظلم والاستبداد وسياسات الاحتلال التهويدية والاستيطانية التي زادت وتيرتها بشكل ملحوظ بعد نكبة عام 1967 والتي ضربت تداعياتها كل بيت فلسطيني، وعلى خلفية استمرار سياسة المصادرات والاقتلاع والتهويد الاسرائيلية تشكلت في منطقة الجليل التي طالها النصيب الأكبر من سرقة أراضيها لجنة الدفاع عن الأرض التي انبثقت عن لجان محلية في إطار اجتماع عام أجري في مدينة الناصرة في 18 تشرين الأول 1975 ، حيث أكدت لجنة المتابعة العليا - وهي الهيئة القيادية العليا لفلسطينيي 48- بأن إسرائيل صادرت نحو مليون ونصف المليون دونم منذ قيامها حتى العام 1976، ولم يبق بحوزتهم سوى نحو نصف مليون دونم، عدا ملايين الدونمات من أملاك اللاجئين وأراضي المشاع العامة ، وهو الأمر الذي أدى الى غضب شعبي عارم لم تستطع قوات الاحتلال إيقافه رغم الإجراءات العنيفة والشرسة التي اتخذتها لكسر إرادة الفلسطينيين ومنع انطلاق فعاليات نضالية، لكن رؤساء المجالس البلدية العربية أعلنوا الإضراب العام يوم 25 آذار 1976 ، تلى ذلك تصعيدا في المظاهرات والمواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال حيث ولد يوم الأرض الأول في 30 آذار 1976 بعد أن نشبت مواجهات دامية بين فلسطينيي 48 وقوات الاحتلال وامتدت طيلة اليوم التالي خاصة في منطقة الجليل، وقد انفجرت في ذلك اليوم مسيرات الغضب في مختلف أراضي 48، واستخدمت إسرائيل الرصاص الحي ووسائل القمع والبطش، إذ دخلت قوات الاحتلال مدعومة بالدبابات والمروحيات إلى القرى الفلسطينية وأعادت احتلالها موقعة عشرات الشهداء والجرحى الفلسطينيين ، ويؤكد الكثير من الباحثين والمحللين السياسيين في هذا الصدد أن يوم الأرض أصبح حدا فاصلا بين مرحلتين في تاريخ مسيرة فلسطينيي 48، تميزت الأولى بالإذعان لسياسات إسرائيل، واتسمت الثانية بالمواجهة والكفاح والنضال لنيل الحقوق المدنية والقومية‏

وفي سياق الحديث عن حرب التهويد والاستيطان التي تشنها إسرائيل منذ عقود فقد أعلنت الأخيرة الأسبوع الماضي عن مشاريع استيطانية ضخمة، حيث قالت وزارة الإسكان الإسرائيلية الجديدة إنها قررت طرح خطة لبناء 35 ألف وحد استيطانية بهدف زيادة المشاريع الاستيطانية على مدار الأعوام القادمة.‏

إلى ذلك أظهر تقرير فلسطيني ازدياد وتيرة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية في العام 2012 بنسبة 250 بالمئة مقارنة بالعام 2011 وازدياد هدم منازل الفلسطينيين وتدمير الممتلكات ومصادرة الأراضي وتهجير الفلسطينيين واعتقال 4700 أسير فلسطيني بينهم 190 طفلا في سجون الاحتلال واحتجاز العائدات الضريبية الفلسطينية بهدف الابتزاز السياسي.‏

وأكد التقرير الذي قدمه الوفد الفلسطيني المشارك في لجنة الارتباط المؤقتة للدول المانحة في العاصمة البلجيكية بروكسل الأسبوع الماضي والذي يحمل عنوان (فلسطين.. دولة تحت الاحتلال).. إن القيود التي يفرضها واقع الاحتلال هي المعطل الرئيسي لإمكانية النمو والتطوير في الاقتصاد الفلسطيني حيث يحرم هذا الواقع الشعب الفلسطيني من الإمكانيات الهائلة للتنمية والتطوير والتي تشكل ركيزة أساسية للاقتصاد الفلسطيني وجزءا لا يتجزأ من أرض دولة فلسطين.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية