تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أميركا تحاول تغيير قواعد الاشتباك.. وروسيا تحذر من خروج الوضع عن السيطرة.. بيونغ يانغ تضع وحداتها الصاروخية بوضع الاستعداد رداً على استفزازات واشنطن

بيونغ يانغ
سانا - الثورة
أخبــــــار
السبت 30-3-2013
لا تزال الحرب في شبه الجزيرة الكورية نار تحت رماد، فهدنة عام 1953 باتت من الماضي، وحبراً على ورق في ظل ما يشهده البحر الاصفر من تحركات عسكرية أميركية ـ كورية جنوبية استفزازية.

فالحجج التي تتذرع بها سيئول دائماً لرفع وتيرة تأهبها وتكثيف مناوراتها مع القوات الأميركية الحليفة في البحر ، تهمة تستحقها كوريا الجنوبية لا خصمها كوريا الديمقراطية هذه المرة. فالتدريبات البحرية والجوية المتواصلة قبالة سواحل الصين أدخلت عنصراً جديداً على ترسانتها، من شأنه إثارة القلق لدى بيونغ يانغ، حيث قامت طائرتان من طراز "بي-2" الأميركية، بمهمة تدريبية أول أمس فوق كوريا الجنوبية.‏

و"بي-2"، التي يصل مدى عملها الى 11 الف كيلومتر، تُعد سلاحاً مخيفاً مُعَداً لمهمات خاصة للقصف الاستراتيجي من علو مرتفع (حتى 15 الف متر) وراء الخطوط المعادية.‏

وهذا النوع من الطائرات "الشبح"، التي استخدمت للمرة الاولى في صربيا (1999) ثم في أفغانستان (2001) وليبيا (2011) تعد "عنصراً هاماً في قدرة الردع التي تملكها الولايات المتحدة في منطقة آسيا ـــ المحيط الهادئ"، حسب بيان الجيش الأميركي.‏

طائرات لا يمكن رصدها، فهي تحلق بسرعة الصوت، ويمكنها حمل حتى 18 طناً من السلاح التقليدي أو النووي، منها 16 قنبلة بزنة 900 كيلوغرام موجهة بواسطة الأقمار الاصطناعية، أو ثماني قنابل "جي بي يو-37" مضادة للتحصينات البالغة الشدة.‏

إذن هو سلاح جديد دخل الى منطقة النزاع في شرق آسيا، بهدف تغيير قواعد الاشتباك، وإن كان الهدف الظاهر منه تحذير كوريا الديمقراطية إثر تهديداتها بشن حرب نووية على الولايات المتحدة وضرب بعض جزرها بالصواريخ البعيدة المدى، فهو رد مباشر على تجربتها النووية في 12 شباط الماضي، التي سبقها قبل شهرين اطلاق صاروخ فضائي اعتبرته واشنطن تجربة لصاروخ بالستي. وعلى خلفية ذلك وضعت كوريا الديمقراطية وحداتها الصاروخية في وضع الاستعداد وذلك رداً على الاستفزازات الأميركية الأخيرة.‏

وذكرت وكالة الأنباء المركزية لكوريا الديمقراطية أمس أن رئيس البلاد كيم جونغ اون أصدر اثناء اجتماع طارئ أوامر إلى وحدات للصواريخ في البلاد بأخذ وضع الاستعداد مضيفة أن الرئيس كيم وقع الأوامر في اجتماع مع كبار القاعدة العسكريين وقرر "انه حان الوقت لتسوية الحسابات مع الامبرياليين الأميركيين في ضوء الوضع السائد".‏

وذكرت الوكالة أن الرئيس الكوري الديمقراطي وقع رسمياً خطة الاستعدادات التقنية للصواريخ الاستراتيجية لجيش الشعب الكوري وأمرهم باتخاذ وضع الاستعداد لإطلاق النار بما يمكنهم في أي وقت من ضرب أراضي الولايات المتحدة وقواعدها العسكرية ومسارح العمليات في المحيط الهادي بما في ذلك هاواي وغوام والقواعد الموجودة في كوريا الجنوبية".‏

وكانت القاذفتان الامريكيتان ألقتا ذخيرة وهمية على هدف في الأراضي الكورية الجنوبية في إطار المناورات المشتركة بين واشنطن وسيئول في خطوة جديدة يصفها المراقبون بأنها تشكل استمرارا للاستفزازات المهددة للاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.‏

المراقب للتطورات التي تسير بها عجلة التاريخ في العالم ككل، يدرك أن سياسة واشنطن تجاه بيونغ يانغ لا تنفصل عن سياستها تجاه مجموعة الدول التي تدور خارج الفلك الأميركي، في محور يمتد من فنزويلا إلى سورية مروراً بإيران، التي تتعرض لأشد أنواع العقوبات بذريعة مواصلتها لبرنامجها النووي.‏

وجراء هذا الوضع المتأزم في شبه الجزيرة الكورية قالت روسيا إن نشاطاً عسكرياً مكثفاً بالقرب من كوريا الديمقراطية ينزلق نحو «حلقة مفرغة» وقد تخرج عن السيطرة.‏

وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جميع الأطراف التحلي بالهدوء وعدم استعراض القوة العسكرية وتجنب خطر الرد العدواني. داعيا إلى عدم استغلال الوضع الراهن كحجة لتحقيق مكاسب جيوسياسية في المنطقة عبر السلاح وحث الجميع على تركيز الجهود حول ما يدعو اليه مجلس الامن الدولي الا وهو ايجاد الظروف المواتية للعودة إلى المفاوضات السداسية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية