وعملائه في مشيخات الخليج الذين تخلوا عن جميع الاصول والاعراف الدبلوماسية الداعية الى حل الازمات بالحوار منذ أن حولوا المنظمات الدولية الى منصة لترويج تقارير ومعلومات مفبركة عن سورية لدعم أذرعهم الارهابية التكفيرية على مواصلة عملياتها الاجرامية في قتل السوريين وتدمير مؤسسات دولتهم.
ولعل ما تتميز به التصريحات التي أدلت بها الناطقة باسم الخارجية الامريكية الاثنين الماضي هو التوقيت الذي جاءت فيه بالتزامن مع الدعوة التي وجهتها روسيا من أجل عقد مؤتمر دولي تحت مظلة الامم المتحدة لدعم خطة المبعوث الدولي الى سورية كوفي عنان ووضع جميع الاطراف المعنية بالازمة في سورية أمام مسؤولياتها لتجنب تصاعد العنف ومساعدة السوريين على رسم معالم المستقبل سلميا بعيدا عن التدخل العسكري الخارجي الامر الذي يفضح حقيقة مواقف واشنطن وأعداء الشعب السوري الساعين الى النيل من قوى المقاومة وفي مقدمتها سورية تمهيدا لفرض أجندات الاستعمار القديم الجديد في السيطرة على المنطقة.
الحراك الروسي المتواصل للوصول الى صيغة توافقية لعقد مؤتمر دولي حول سورية قابلته الادارة الامريكية بمزيد من التصعيد والتهويل والتحريض للميليشيات المسلحة من أجل تصعيد عملياتها الارهابية ومجازرها بحق السوريين والصاقها بالجيش السوري لاستخدامها في الضغط على المجتمع الدولي ومنع الاقتراح الروسي من رؤية النور وذلك في خطوة مشبوهة تعيد الى الاذهان مجازر الارهابيين في الحولة والقبير التي استخدمتها واشنطن وعملاؤها لممارسة أقصى درجات الابتزاز في الامم المتحدة على دول العالم والمجتمع الدولي لمحاصرة سورية واستهداف مواقفها وصمودها ودفاعها عن الشعب السوري ومؤسساته.
الولايات المتحدة التي درجت على التنكر للقوانين والمواثيق والاتفاقات الدولية وتجييرها لخدمة مصالحها وأجنداتها الاستعمارية ظهر مرة أخرى في تصريحات المتحدثة الامريكية عندما تجاهلت الحق الذي يكفله القانون الدولي لاي دولة في العالم بحماية مواطنيها وحفظ الامن والاستقرار على أراضيها وهو ما نص عليه التفاهم الاولي بين الحكومة السورية والامم المتحدة الذي نص على حق الحكومة السورية في استخدام قواتها للحفاظ على الامن والقانون والنظام ووقف كل أعمال العدوان من قبل المجموعات المسلحة والعناصر ذات الصلة على تشكيلات وقواعد الجيش العربي السوري ووقف أعمال العدوان على مؤسسات ومباني الحكومة وبناها التحتية وعدم اعاقة استئناف تقديم الخدمات العامة.
وسارت المتحدثة الامريكية في نفس السياق الذي سبقها اليه زملاؤها عبر تشويه الحقائق حول سورية والتغطية على جرائم المجموعات الارهابية المسلحة أثناء بحث الازمة السورية في أي جلسة لمجلس الامن الدولي والجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس حقوق الانسان متجاهلة في الوقت نفسه أن خطة عنان تنص على وقف العنف من قبل جميع الاطراف ناهيك عن أن التفاهم الاولي بين الحكومة السورية والامم المتحدة يفرض هو الاخر على المجموعات المسلحة الالتزام بوقف الاغتيالات والخطف وتخريب الممتلكات العامة والخاصة والكف عن ابراز السلاح بكل اشكاله وجميع الاعمال غير القانونية وفقا للقانون السوري.
التصريحات الامريكية المتتالية الرامية الى قلب الحقائق وتزوير ما يجري على الارض وجدت صداها مباشرة لدى الاذرع الارهابية الممولة والمسلحة من مشيخات النفط بأوامر أمريكية وتجسد ذلك في التصعيد الذي يقوم به الارهابيون في مختلف أنحاء سورية وقتلهم للعشرات من الابرياء وهجماتهم الارهابية على عدد من المدن السورية بما في ذلك مدينة الحفة وغيرها.
ويرى مراقبون أن جميع المواقف الامريكية في المحافل الدولية وتصريحات مسؤوليها التي تدعي القلق على الاوضاع في سورية تأتي في سياق الحملة المحمومة من أجل افشال خطة عنان وهو ما أكدته جميع المعطيات على أرض الواقع والعديد من التقارير الغربية والتي كان اخرها صحيفة الغارديان البريطانية بقولها: ان واشنطن وحلفاءها يدعون ظاهريا تأييد خطة عنان لوقف العنف وبدء الحوار في الوقت الذي يقومون فيه بكل ما من شأنه افشال الخطة.
وفي المحصلة فان التصريحات الامريكية الاخيرة وما أسفرت عنه من تصعيد ارهابي خطير في عدد من المناطق السورية يرمي الى تعقيد الاوضاع في سورية للتغطية على الارباك الحاصل في معسكر اعداء سورية نتيجة دعوة روسيا لمؤتمر دولي لبحث الازمة السورية وحلها بناء على خطة عنان وذلك في محاولة منهم للتملص من الدعوة الروسية كونها ستجري تحت سقف الامم المتحدة الامر الذي سيحرج الطرف الساعي للعمل خارج الشرعية الدولية ويضعه بين امرين احلاهما مر فاما ان يشارك في دعم الحل السلمي واما ان يضطر للمجاهرة برفضه على مرأى ومسمع العالم بعد ان تاجر لمدة طويلة بالتذرع بالمسؤولية الدولية تجاه سورية.